- الكويت ليست بحاجة إلى مساجد الكيربي .. وإزالتها مرتبطة بتوفير البديل
عبدالكريم أحمد
أكد وزير العدل ووزير الدولة لشؤون مجلس الأمة د.فالح العزب أن وزارة العدل تسعى لإحداث التطوير التشريعي اللازم من اجل إيجاد بيئة مواتية ليؤدي المحامي دوره بحيادية وتجرد دون اي املاءات أو ضغوط.
وقال العزب في كلمة ألقاها مساء اول من امس خلال افتتاح مؤتمر اتحاد المحامين العرب الذي تنظمه جمعية المحامين الكويتية تحت شعار «المصالحة والمصارحة العربية ـ العربية جسر لازم لوطن عربي خال من الارهاب» تحت رعاية سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك.
واشار العزب الى ان المؤتمر يهدف الى تلمس تطلعات مهنة المحاماة ومنتسبيها في جميع الدول الخليجية والعربية، معربا عن الامل في ان يسفر عن حلول فعالة للتحديات التي تواجه مهنة المحاماة بصفة عامة ومنتسبيها بصفة خاصة.
وبين ان هذا الامر يتطلب اتخاذ كل ما يلزم من اجراءات وبرامج تدريب لتمكين المحامين عامة وحديثي التخرج خاصة من الحصول على التأهيل والاعداد اللازمين في ظل التطورات المتلاحقة والمتسارعة لاحتياجات سوق العمل وبما يساعدهم على تأدية رسالتهم.
وأعرب عن ثقته في اعمال المؤتمر بدورته الثانية المنعقدة بالكويت على مواجهة كل التحديات التي تواجه مهنة المحاماة للوصول بها لاعلى مستويات المنافسة والعمل على تثبيت قواعد العدالة وترسيخ القانون وبما يؤدي لتحقيق الاستقرار والرخاء والسلام للشعوب العربية.
وثمّن العزب دور جمعية المحامين الكويتية في التنسيق والمتابعة مع اجهزة الدولة في توفير كل الامكانيات للمحامين، متطلعا الى ان تكون هذه اللقاءات المشتركة نواة لوضع الاستراتيجيات الملائمة لمواجهة كل التحديات التي تعترض مسيرة الاوطان العربية وفي مقدمتها الارهاب.
وذكر ان الانتصار على الارهاب وتحقيق الوحدة والتكامل بين الشعوب العربية بحاجة الى المزيد من التحركات المخلصة لتحقيق هذه الغاية، مشيرا الى مساعي صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الاحمد لرأب الصدع بين الاخوة والاشقاء لتوطيد اواصر الترابط وتحقيق المصالحة العربية - العربية بما يكفل تحقيق الرخاء للشعوب.
من جهة أخرى، قال العزب في تصريح صحافي على هامش المؤتمر ان الكويت هي دولة المصارحة والمصالحة وأميرها يقف بمسافة متساوية من جميع الدول العربية ولا تتجه بأي اتجاه ضد أي دولة أخرى، وان كل عربي بدأ يعاني من إلصاق تهمة الإرهاب به وهذا غير صحيح فالأمة العربية ليست شرذمة أو إرهابيين يلبسون عباءة الدين كما يدعي البعض.
واشار الى ان المحامي هو حامي ويحمل رسالة عميقة ويدافع عن الحقوق فبالتالي جمعية المحامين من أهم الجمعيات.
وأكد على ان الكويت دولة ديموقراطية تحترم الأحكام القضائية وقانون البصمة الوراثية الذي أبطلته المحكمة الدستورية هو قانون مخالف ينتهك الحقوق الإنسانية ويخالف الشرع.
واشار الى ان مساجد الكيربي هي مصليات وليست مساجد وهناك بديل، ودولة الكويت غنية وليست بحاجة لمثل هذه المصليات وإزالتها مرتبطة بتوفير البديل.
مصالح الأعضاء
من جهته، قال رئيس جمعية المحامين الكويتية ناصر الكريوين في كلمة مماثلة ان الجمعية دأبت على مدى 55 عاما على تنظيم ممارسة مهنة المحاماة وضمان حسن ادائها ورعاية مصالح أعضائها والدفاع عن حقوقهم. واضاف ان الجمعية اتخذت الذود عن الحق والعدل والواجب غاية ومن اعلاء الصالح العام وترسيخ مفهوم المواطنة وتقبل الآخر وتعزيز القيم النبيلة التي دعت لها الشرائع السماوية والدين الاسلامي الحنيف هدف ونبراس.
وذكر ان انضمام الجمعية لاتحاد المحامين العرب ساهم في تعزيز رسالتها وتمكين ارادتها في خدمة قضاياها وذلك بالعمل على تصحيح الافكار وتقريب وجهات النظر واعلاء مبدأ الرأي والرأي الآخر.
وأعرب عن الامل ان تعمل كل دول الاتحاد على ان يحتل المحامي العربي مكانته التي تليق به في اداء رسالته السامية وأن ينال الحصانة التي تحول بينه وبين التضييق عليه في اداء عمله وأن يحظى بالتشريع الذي يضمن استقلاليته وعدم النيل من مقدرات مهنته ومكتسباته.
وشدد الكريوين على أن الدور المنوط بمنتسبي مهنة المحاماة في دول الاتحاد ما هو الا تكليف لا تشريف وتمسك بميثاق شرف المهنة وحفاظ على ادبياتها ووعي بعظم الدور الذي يقوم به كل محام في حفظ وصيانة الحق وارساء العدل والسعي الى السلام وذلك من خلال التزود بالخبرات والتحصن بالمعرفة والتجرد مما يخالف ضمير المهنة.
وبين أن عمل المحامين ليس بمعزل عن القضاة، مقترحا انشاء مجلس عربي مشترك بين اتحاد المحامين العرب وهيئة مشكلة عربيا من المجالس العليا للقضاة ينعقد بشكل دوري لمناقشة كل الاشكاليات والمعوقات التي تعترض مسيرة العمل في المرفق القضائي في الدول العربية وتقريب وجهات النظر وصولا الى اصدار قانون عربي موحد بهذا الشأن.
وقال الكريوين إن الدور الذي يؤديه اتحاد المحامين العرب ومبادئه تهدف الى تحرير الانسان العربي من كل مظاهر الظلم والتخلف والاستغلال وضمان حقه في ممارسة الديموقراطية السياسية والاجتماعية واطلاق حرياته العامة والنقابية.
واضاف ان هذا الدور ينصب ايضا في السعي الى تحرير الاقتصاد العربي من اشكال التبعية وضمان استقلاله بما يكفل تنميته على طريق تحقيق العدالة الاجتماعية والتكامل والتوحد لخدمة الوطن والمواطن.
واكد ان مناهضة الارهاب وتجفيف منابعه اصبحت هدفا خليجيا وعربيا مشتركا وذلك في ظل ما تشهده المنطقة من تداعيات وآثار خطيرة استنزفت مقدراتها وادى الى انتكاسة في مسيرتها الديموقراطية.
ودعا اـلى الاقتداء بالمساعي النبيلة التي يقوم بها سمو الامير في رأب الصدع بين الاخوة والاشقاء من اجل العودة الى مظلة البيت الواحد وتسوية كل الخلافات على طاولة المفاوضات وتقريب وجهات النظر للنهوض بالشعوب العربية.
بدوره، قال الامين العام لاتحاد المحامين العرب عبداللطيف بوعشرين في كلمة ان المحامين العرب جاءوا الى ارض الكويت بلد المصالحة العربية - العربية متصالحين متحابين في ظل وجود رمز الكويت صاحب السمو الامير الشيخ صباح الأحمد.
واشار الى ان المؤتمر حمل عنوان المصالحة العربية ايمانا من الاتحاد بأن منتسبيه كنخبة عليهم مراجعة انفسهم والعمل على إعادة اللحمة ونبذ التناحر الذي سئمته الشعوب العربية.
من جهته، قال نقيب المحامين المصري سامح عاشور في كلمته إن صاحب السمو الامير الشيخ صباح الأحمد قدم نموذجا للوساطة والوسطية فأصبحت الكويت في عهده عاصمة الوساطة العربية والوسطية العالمية.
واستــشهد بتجربة الكويت الديموقراطية التي تعتبر نموذجا لوسطية النموذج العربي الديموقراطي غير المسبوق الذي يقدم للعالم نموذجا مشرفا «فحكومة تقال وبرلمان ينتخب بأسلوب ديموقراطي».