ثامر السليم
أشاد حائزو جوائز مؤسسة الكويت للتقدم العلمي للعام 2017 بالدور الكبير الذي تؤديه تلك الجوائز في تشجيع العطاء العلمي وتحفيز الباحثين على مزيد من الإنجازات البحثية في شتى المجالات العلمية والمعرفية، مؤكدين على أهمية رعاية العلماء والباحثين والمفكرين وتوفير البيئة المناسبة لهم لمزيد من الإبداع والعطاء، مشيدين بدور الكويت في هذا المجال وتاريخها المشرف في احتضان العلماء والمفكرين وتقديم الدعم المناسب طوال العقود الخمسة الماضية.
جاء ذلك في مؤتمر صحافي نظمته المؤسسة مساء اول من امس عقب تسلم حائزي جائزة الإنتاج العلمي وجائزة الكويت وجائزة السميط للتنمية الافريقية في حفل أقامته المؤسسة بحضور سمو نائب الأمير ولي العهد الشيخ نواف الأحمد نيابة عن راعي الحفل صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد وعدد من الوزراء والمسؤولين والأكاديميين والعاملين في البحث العلمي.
من جانبه، ثمن الفائز في مجال العلوم الاقتصادية والاجتماعية في موضوع التربية د.صوما بوجودة الجهود التي تبذلها الكويت في دعم العلم والعلماء، موضحا ان الطلبة بحاجة إلى اكتساب المعرفة العلمية والتكنولوجية وتطوير المهارات التي من شأنها أن تسمح لهم بأن يكونوا منتجين خلاقين في المجتمع إضافة إلى تطوير المواقف التي من شأنها مساعدتهم على استخدام معارفهم ومهاراتهم بمسؤولية عند اتخاذ القرارات اليومية والمهنية.
وقال ان التطورات في علم النفس التنموي وبحوث العلوم المعرفية أحدثت ثورة في الطريقة التي يفكر بها المربون في تدريس العلوم وتعلمها، لافتا الى أن معظم الناس يتعلمون أفضل من خلال التجربة الشخصية وربط المعلومات الجديدة بما يعرفونه بالفعل وأن المتعلمين بحاجة إلى بناء معارفهم العلمية الخاصة من خلال العمل الجدي بنشاط على تعلمهم.
الفلاسفة واللغة العربية
بدوره، قال الفائز في مجال التراث العلمي العربي والإسلامي د.مارون عواد ان الفلاسفة الذين كتبوا باللغة العربية في أوقات ازدهار الحضارة الإسلامية والعربية ضموا صناعة الخطابة إلى الصنائع المنطقية، مبينا أن ذلك يعني أن للخطابة علاقة بالعلوم لأن العلوم نفسها تعتمد على المنطق.
وأضاف أن فلاسفة عهد الازدهار الإسلامي يعتبرون أن حقل الخطابة ليس حقل العلوم الطبيعية والأخلاقية لكنه ليس في الحين نفسه حقلا غريبا عنها ويرون أن الخطابة مفيدة لنشر المعرفة في ذهن من لا يستطيع فهم عمليات التفكير الدقيقة.
من جانبه، قال الفائز بجائزة الكويت في مجال الفنون والآداب د.نبيل مطر انه استخدم المنهجية المقارنة الحديثة في إنتاجه العلمي مع بروز العامل الأدبي المحض فيها إضافة إلى العوامل الدينية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والجغرافية والتاريخية.
وأوضح أن أبحاثه أظهرت أن الكتابات الأوروبية والعربية تتقاطع في الفترة الحديثة المبكرة وأن الحضارة العربية الإسلامية تركت بصماتها على الشعر الأوروبي والنثر والفلسفة والثقافة، مبينا أن دراسة الأدب لا تتطلب فقط فهما دقيقا للحضارة التي تتم دراستها بل الحضارات الأخرى المتأثرة بها أو التي أثرت فيها.
جائزة تعترف بالإنجازات
بدوره، اشاد الفائز بجائزة الكويت مناصفة في مجال العلوم التطبيقية عن موضوع العلوم الطبية التطبيقية د.موسى شاكر بجائزة الكويت لكونها تعترف بالإنجازات التي حققها العلماء العرب، معربا عن الفخر ليكون جزءا من مجتمع العلماء العرب الذين يقدمون عطاء علميا عالميا وعن الأمل في تشجع الجائزة على المزيد من التعاون العلمي بين العماء العرب.
وقال ان لدى العالم العربي طاقات خلاقة كبيرة لتطوير المؤسسات البحثة العربية، مشيرا الى أن البحث العلمي في المجال الصحي ليس مسألة ذات أهمية اقتصادية فقط بل هو حاجة ماسة لصحة سكان الدول العربية ورفاهيتهم على المدى الطويل.
ودعا إلى تعزيز البيئة الحاضنة للبحث العلمي في الدول العربية ووضع استراتيجية موحدة وهيكلة إدارية من أجل موائمة الجهود في هذا المجال وتعاون جميع الجهات المعنية، لافتا الى أنه بفضل وجود تعليم متميز وحوافز مناسبة فإن المنطقة العربية يمكن أن تكون مركزا حيويا للتقدم العلمي.
من جهته، تطرق الفائز بجائزة الكويت مناصفة في مجال العلوم التطبيقية الى موضوع العلوم الطبية التطبيقية د.محمد أرناؤوط إلى إسهاماته البحثية حول فئة من البروتينات تدعى مستقبلات الإنتغرين التي تعد ذات أثر كبير في مجال الطب وبخاصة ما يتعلق منها بأمراض الكلى وكفاءة عملها.