- مشاهد الرعونة والاستهتار متكررة في الفردوس وصباح الناصر والأندلس دون رادع
- أين دور الأسرة في مراقبة أبنائها.. وأين أجهزة «الداخلية» من حماية الأمن في المناطق؟
- بعض الشباب وصلت بهم الجرأة لإغلاق تقاطع مروري داخل المناطق والاستعراض لساعات
موسى أبو طفرة
عبر عدد من المواطنين عن أسفهم لما آلت اليه حالة الانفلات الامني في عدد من المناطق والتي سمحت لبعض المستهترين بممارسة عاداتهم السيئة في اقلاق راحة سكان المناطق عبر استعراضهم بمركباتهم دون رادع، حيث وصلت الامور لإغلاقهم بعض الطرق وفي أوقات الزحام من اجل الاستهتار والرعونة ضاربين عرض الحائط بقوانين المرور واعراف المجتمع مدخلين الرعب على قائدي المركبات الاخرى الذين لا حول لهم ولا قوة.
وطالب المواطنون الذين التقت بهم «الأنباء» الجهات الامنية بتفعيل الرقابة المرورية على الطرق وخاصة في المناطق السكنية وايقاف هذا الاستهتار وتهديد حياة الآمنين، مؤكدين في احاديثهم انهم سئموا من عدم ردع هذه الفئة من الشباب المستهتر والذين يمارسون «التقحيص والتشفيط» داخل الاحياء السكنية وفي مواقف المدارس مصدرين كل انواع الازعاج والخطر الذي يهدد حياة الناس، مطالبين كذلك بتفعيل قوانين المرور وتشديد المخالفات وسحب المركبات، بل تعدى آخرون في مطالبتهم بضرورة حجز المركبات وحبس أي مستهتر يتم ضبطه حتى يكون عبرة.
واضاف المواطنون ان هذا النوع من الاستهتار اضافة لكونه خطرا على الارواح، فإنه يتلف المرافق العامة للدولة ويحدث خسائر في الطرق ذات تكلفة عالية، متأملين ان يتم وضع حد لهذه الظاهرة الخطرة والتي ارتفعت بعد ان تم السماح لدخول انواع من المركبات الرياضية التي وجد فيها بعض الشباب ضالتهم في القيام بهذه الحركات غير المسؤولة.
وفيما يلي احاديث المواطنين:
في البداية قال جاسر المسند ان هذه الظاهرة اتسعت كونها لم تجد رادعا حقيقيا من قبل اجهزة وزارة الداخلية والتي يفترض ان تكون الخط الرادع لهذه الظاهرة، حيث ان ما يحدث الآن بعيد عن كل الاعراف كون المشاهد التي تتكرر خاصة في منطقة الفردوس وتحديدا في مواقف مدرسة احمد عطية الاثري وبعض الدوارات المنتشرة في المنطقة، حيث يأتي احد المستهترين ويقوم بحركاته الاستعراضية رغم وجود مركبات لمواطنين يسلكون الطرق فيقوم باحتجازهم ومنعهم من المرور مسببا الرعب والتأخير حتى ينتهي من وصلته، موضحا ان هذه المشاهد متكررة وتحدث بشكل يومي، ورغم حدوثها في العلن وامام مرأى الجميع، الا اننا نادرا ما نشاهد دورية شرطة واحدة تحد منها.
وقال المسند ان هذه الظاهرة تكثر في فصل الشتاء ومع نزول المطر، حيث تتحول الطرق والساحات الى ساحات استعراض واستهتار ومشاهد لرعونة يبدو انها لا تحدث الا في الكويت كون المستهترين أمنوا العقوبة ولم يبالوا مع غفلة قوانين المرور.
وتمنى المسند ان تجد شكاوى المواطنين المتعددة حول هذه الظاهرة آذانا صاغية من قبل وزارة الداخلية وان يتم تفعيل القوانين في ملاحقة المستهترين وكبح جماحهم عبر تغليظ العقوبة لمنعهم من تخطيهم حدود حريات الآخرين بهذا الشكل غير المسؤول، مطالبا ان يكون للأسرة دور كذلك في مراقبة الشباب في هذا العمر كون مراحل المراهقة من اخطر المراحل العمرية.
ظاهرة منتشرة
بدوره، قال حمد المطيري ان ظاهرة الاستهتار والرعونة منتشرة في اغلب مناطق الكويت ولا تقتصر على منطقة بعينها وان ردع هذه الظاهرة لا يمكن حدوثه إلا بتكثيف التواجد الأمني والذي يعتبر مفقودا كون الأجهزة الأمنية وبالأخص قطاع المباحث في المرور ينام في سبات عميق تاركا المستهترين يقومون بهذه الحركات الجنونية مسببين الإزعاج والرعب.
وقال المطيري ان أسباب هذه الظاهرة متعددة ويأتي أهمها ضعف الرقابة الأسرية حيث يفترض ان يكون الأب المسؤول عن أبنائه في متابعة دائمة لوأد أي ممارسات خاطئة تحدث من أصحاب السوء، مبينا ان للأسرة دورا كبيرا في تجنيب الأبناء تلك العادات السيئة.
واضاف ان ظاهرة الاستهتار والرعونة انتشرت في الوقت الحالي وتحولت من ممارسات فردية عادية الى ظاهرة تهدد الأمن والحياة للناس، كون المستهتر يمارسها في أماكن عامة وفي طرق يستخدمها الكبار والنساء والأطفال مع ذويهم، فكم من حادث مروري وقع كانت أسبابه الاستهتار والرعونة، مبديا استياءه الشديد من انتشار هذه الظاهرة التي لم تستطع وزارة الداخلية ان تحكم قبضة الرقابة الفعلية عليها.
أين التنظيم؟
من جانبه قال عبدالله القحطاني وهو احد سكان منطقة صباح الناصر ان ظاهرة الاستهتار والرعونة ورغم معرفة الجميع باخطارها الا انها لم تجد اي نوع من انواع التنظيم على مستوى الدولة حيث كان يفترض ان يتم استثمار طاقات الشباب الذين يرغبون بممارسة هذا النوع من الاستعراض بوضع حلبة خاصة تتضمن كل وسائل الأمان وترعى من قبل جهات خاصة حيث يؤدي ذلك الى تفريغ طاقات الشباب بشكل آمن، مؤكدا ان ما يحدث الان هو فوضى مرورية لا اكثر ونتيجة عدم وجود رقابة من قبل وزارة الداخلية انتشرت هذه الظاهرة.
وبين القحطاني ان الجميع يجمع على الخطأ الفادح بممارسة هذه الرياضة داخل الاحياء السكنية وبين المنازل لما لها من اخطار وما تسببه من قلق، متعجبا من جرأة بعض الشباب وقيامهم باغلاق تقاطع مروري داخل المناطق والقيام بالاستعراض والرعونة في ساعات الذروة ولمدة تصل لنصف ساعة دون مرور دورية شرطة واحدة وسط ذهول وخوف سالكي الطريق وهذه المشاهد تتكرر في تقاطعات مناطق العارضية والفردوس بشكل يومي متمنيا ان تسن قوانين رادعة تبدأ من سحب المركبة وتنتهي بالحبس لاي مستهتر.
ضعف الرقابة
من جانبه قال فواز الرشيدي ان ظاهرة الاستهتار والرعونة نتاج ضعف الرقابة الاسرية التي مكنت اي شاب من الحصول على هذه المركبة الرياضية وهي مركبة قوية الدفع تغري قائدها قبل ان يغريه ضعف الرقابة المرورية وبعد تطبيق القوانين التي تحد منها، مبينا ان اغلب الحوادث المرورية التي تقع تكون لشباب في مقتبل العمر وناتجة عن القيادة بتهور.
وتمنى الرشيد ان يتم تخصيص اكبر قدر ممكن من الدوريات المرورية داخل المناطق السكنية لفرض الهيبة الامنية التي ستكون رادعة بكل تأكيد.
علماء النفس والاجتماع: ضعف الرقابة الأمنية والأسرية وراء تجاوزات الشباب
يرى علماء النفس والاجتماع ان وقوع الحوادث المرورية أو الاستهتار بالأنظمة المرورية يعود لعدم الالتزام بتلك القوانين ما يؤدي الى الانفلات الأمني المؤدي بدوره الى وقوع الحوادث أو ممارسة أي نوع من أنواع الاستهتار لكسر القانون المنظم لها والذي يعكس من تلقاء نفسه الشعور ببعد الهيبة الأمنية التي عادة ما تغيب أمام الآخرين أو الملتزمين بتطبيق القانون وذلك لعدم شعورهم بها عند مشاهدتهم عدم تطبيق القوانين على ارض الواقع وهو الأمر الذي تعكسه ظاهرة الاستهتار والرعونة على الطرق.
وعزا علماء النفس وجـــود هذه الـــظاهرة الـــى ضعـــف الرقابة الأمنية من جهة وعدم وجود اي تدخل أســــري أو اجتمـــاعي لـــرفـــض هذه الظاهرة وحصرها بنطاق السلوكيات المرفــــوضة اجتماعيا كونها تؤدي الى وقوع اخطار من جهة اخرى، مبينــــين ان عوامل رفــــض هذه الـــظاهرة لابد ان تتعدى كونها تؤدي الى وقوع إصابات وانما لأنها تصل لحد إيذاء النفس والآخرين وهي من الأمور التي نهى عنها ديننا الحنيف في اكثر من موقع فلابد ان يعرف الشاب الذي يمارس أي نوع من أنواع الاستهتار سواء في أداء الحركات غير المسؤولة أو حتى في القيادة بسرعة ان الضرر لا يقتصر على المستهتر وحده وانما قد يتعداه ليقع على قائدي المركبات الأخرى ويلحق بهم إصابات قد تؤدي الى الوفاة أحيانا وهنا يكمن خطر هذه الظاهرة.
كــمــا اكـــــدوا ان الرقابة الأمنية وقـــيام وزارة اــــلداخلية بمسؤولياتها وكذلك إحـــكام الرقابة الأســـرية عبر تمكــين المـــراهق من استغلال وقت فـــراغه بشـــكل يعود بالفائدة عليه وعلــــى وطـــنه مـــن الأمور التي تـــدخل ضـــمن خــــانة عــــلاج هذه الظاهرة والحد منها، مشددين على ضرورة إبراز أخــــطار هذه الظاهرة إعلاميا عبر التوعية من أخطارها وكذلك كشف العقاب الذي ينتظر كل مستهتر يقوم بتلك الممارسات الخطرة.