- الشعب الكويتي واجه الاحتلال العراقي بالالتفاف حول قيادته الشرعية
عبدالهادي العجمي
أقامت المكتبة الوطنية مساء أمس الاول ندوة كتاب الشهر بعنوان «تاريخ الكويت الإمارة والدولة» تأليف رئيس قسم التاريخ بكلية الآداب بجامعة الكويت د.عبدالله الهاجري وذلك بحضور مدير المكتبة الوطنية كامل العبدالجليل وعدد كبير من الجمهور تقدمهم أعضاء الهيئة التدريسية في قسم التاريخ بالكلية.
وعن الكتاب، قال الهاجري ان الكتاب مكون من 13 فصلا وحاولت اقرب بين المدرسة الغربية والمدرسة الكلاسيكية والأهم كان كيف كتب تاريخ الكويت وأول كتاب كتب في تاريخ الكويت كان في عام 1926 لعبدالعزيز الرشيد الذي قال: «أقدمت غير معترف الا على أفواه النقلة وأخبار الرواة والشعراء ونبذة من الرسميات، فيما كان ثاني كتاب «صفحات من تاريخ الكويت» للشيخ يوسف بن عيسى الجناعي الذي قال: «باختصار قدمت هذا الكتاب ليكون نبذة لطلبة المدارس».
وأشار الهاجري الى انه وثق من خلال كتابه عن لجنة مهمة بتاريخ الكويت والتي كونت عام 1959 وهذه اللجنة تسمى كتابة تاريخ الكويت ويرأسها صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد عندما كان رئيسا لدائرة المعارف والمطبوعات واختارت اللجنة الباحث عبدالعزيز الدوري «عراقي الجنسية» وهو من الشخصيات المهمة ليكتب عن تاريخ الكويت وبعد 4 سنوات اعتذر الدوري عن هذه اللجنة فتم إسناد هذا العمل الى احمد مصطفى بوحاكمة فلسطيني وكان موجودا في الكويت وكان يعد دراسة الدكتوراه عن شرق الجزيرة العربية وعن «الكويت والبحرين» وهو من أسس تاريخ الكويت بشكل منهجي عام 1959 وكانت الدولة مقبلة على الاستقلال وبحاجة لكتاب يكون بعيدا عن كتاب عبدالعزيز الرشيد أو كتاب الشيخ يوسف بن عيسى الجناعي وبالفعل نجح بوحاكمة في هذه المهمة واستطاع ان يحفظ الكثير من تاريخ الكويت وهو يجب ان يكرم.
وأوضح المؤلف أنه ذكر في المقدمة مقولة المغفور له الشيخ احمد الجابر «من العار علينا ان يسألنا أجانب عن تاريخ بلدنا واخبار من أسسها آباءنا الأقدمين بينما يكون جوابنا السكوت» والتي قالها عندما قدم إليه عبدالعزيز الرشيد كتابه عن تاريخ الكويت لأنه مدرك لاهمية تاريخ الكويت ومدرك لكتاب عبدالعزيز الرشيد.
وقال الهاجري تطرقت في الفصل الثاني خاصة للخليج العربي ولموقعه الجغرافي وخيراته المتكدسة وتعرض الخليج لنكبة الاستعمار لمدة 120 عاما حينما سيطر الهولنديون ثم الإنجليز على الخليج الذي مازال يعاني من هذا الاستعمار، وأضاف: أيضا تطرقت الى العثمانيين وكيف سيطروا وأصبحوا سادة بلاد العرب وكيف تنازل الخليفة العباسي لهم، وزاد: تناولت وضع الكويت في العهد العثماني، مبينا ان الكويت كأرض هي جزء من ممتلكات الدولة العثمانية ولكنها دولة مستقلة فالكويت أسسها أبناء الكويت باختصار الكويت صناعة كويتية.
وأضاف: يتناول الفصل الثالث من الكتاب ملامح جغرافية الكويت وسكانها قديما عرف الكثير ما لدى الكويت من مركز عظيم في التجارة والسياسة على ضفاف الخليج العربي فودوا استملاكها، فيما تطرق بالفصل الرابع للعتوب آباء المؤسسين، اما الفصل الخامس فيبين ان الشعب اختار صباح الاول اول حاكم للكويت عام 1752، مشيرا الى ان هناك مخطوطة في مكتبة برلين لرحال سوري يقول في عام 1709 «مررنا ببلد يقال له الكويت بلد لا بأس به يشبه الأحساء إلا انه دونها بعماراتها وأبراجها وهذا يؤكد ان هناك شعبا وحكومة تنظم هذا السوق ولكننا لم نستطع الاستدلال من كان الحاكم.
وتابع خصصت فصلين لحاكم الكويت الأسبق مبارك بن صباح الصباح (مبارك الكبير) الذي لعب دورا مهما في تاريخ الكويت وكان سياسيا من الدرجة الاولى ومدركا انه لا يوجد عدو دائم ولا صديق دائم.
وذكر الهاجري أن الفصل الثامن تناول العلاقة بين الدولة العثمانية والشيخ مبارك الكبير الذي كان يردد «لو اخلصوا لي لأخلصت لهم»، متابعا: فهو سياسي من الطراز الفريد يستشف ويرى المستقبل حيث كان يرسل الى الملك عبدالعزيز آل سعود قائلا له: «اعلم انها ذاهبة لا محالة» وهو يقصد الدولة العثمانية.
وعن الفصل التاسع قال الهاجري: عرجت فيه على الكويت في عهد المغفور لهما الشيخ جابر والشيخ سالم المبارك، حيث كان الشيخ سالم يشبه والده كثيرا في كل شيء، مضيفا: أما الفصل العاشر من الكتاب فهو عهد المغفور له الشيخ احمد الجابر الذي بدأته بمقولة له «انه ليوم سعيد هذا اليوم الذي نحتفل فيه بتصدير الشحنة الاولى من النفط الكويتي ولاشك في ان كل شخص من شعبنا وأصدقائنا سيفرحون معنا بهذا الحدث».
وكان هذا في عام 1946. وأضاف: تطرقت في هذا الفصل أيضا للأوضاع السياسية في عهده عشية الحرب العالمية الاولى وكذلك تطرقت الى الحكم المشترك ومجلس الشورى الاول واحداث 1938، لافتا إلى أنه تحدث في الفصل الحادي عشر عن الكويت من 1950 الى 1977 وبدأه بمقولة المغفور له الشيخ عبدالله السالم «الحياة الديموقراطية هي سبيل الشعب الذي يحترم ارادته في الحياة الحرة، ولا كرامة من غير حرية ولا حرية من غير كرامة» وتناول استقلال الكويت وعلاقته عن القوميين والصدام مع السلطة والأزمة الكويتية ـ العراقية.
وعن الفصل الثاني عشر قال الهاجري: فصل موضوعي وأسميته الحرب بالتاريخ عندما صار الغزو العراقي فكانت هناك حربا عسكرية وحربا اقتصادية وهناك حربا من نوع آخر وهو استخدام التاريخ وهو استخدام التاريخ في تبرير غزو صدام.
وتابع الهاجري: عرجت بكتابي الى بيت القرين وأسماء الشهداء وأكدت على الوحدة الوطنية وكيف استطاع الشعب ان يلتحم حول القيادة الشرعية.
أما الفصل الثالث عشر فكان حول المجتمع الكويتي قبل البترول كان مجتمعا بدويا بحريا يشده للصحراء نسب والى البحر سبب وأهمية الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وقمت بفكرة أهمية التاريخ ليكون وعاء للهوية الكويتية.