-
قطـرة الكورتيزون قـــد تتسـبب فـــي ارتفـاع ضغط العـين وبتـوقفها يعتدل مرة أخرى
-
الفيمتوليزر طفرة أذهلت العالم باستخدام نظرية الفيمتو ثانية للعالم الفيزيائي المصري أحمـد زويـل في الجراحـة
-
اختلاف الرؤية بين العينين أكثر من 3 إلى 4 درجات يستدعي الجراحة للأطفال لتسهيل تجميع الصور في مركز الإبصار بالمخ
حنان عبد المعبود
الليزر ذلك العلاج الجراحي القديم الحديث، الذي أكسب عالم الطب بوجوده آلية سهلة التحديث، ومتعددة الاستخدام. فالليزر كما بين استشاري جراحة العيون والأستاذ المساعد لجراحة العيون بكلية الطب جامعة القاهرة د.محمد وجيه الديب أن البداية لاشهرها وهو ليزر الارجون الأخضر الخاص كانت لعلاج أمراض الشبكية، كاعتلالها، ولحام ثقوبها، وليزر الياج الخاص بقطع القزحية والمحفظة الخلفية للعدسة بعد عمليات الماء الأبيض. ومن بعدها ظهر الليزر فوق البنفسجي المستخدم في تصحيح عيوب الإبصار، والذي اكتشفه عالم فيزيائي أميركي وبين ما لهذا الليزر من قدرة نافذة على تقطيع جزيئات المايكروشيبس الخاصة بالكمبيوتر، وامكانية استخدامه في إعادة تشكيل سطح القرنية وتصحيح عيوب انكسار العين.
كما تحدث د.الديب خلال لقائه مع قراء «الأنباء» على الهاتف عن أهم مشاكل وعيوب الإبصار مبينا أن أهمها القرنية المخروطية والتي قد تتنوع طرق معالجتها بدءا من ارتداء النظارة وصولا الى عملية الزراعة، وكذلك مرض الذبابة الطائرة، وأمور أخرى ذات صلة في هذا اللقاء.. فإلى التفاصيل:
منال: أشعة الليزر المعالجة كثيرة الأنواع، هلا حدثتنا عنها؟
بالفعل الليزر يختلف من نوع لآخر حسب استخدامه، وله أطوال موجية مختلفة حسب درجات الألوان من الأحمر حتى البنفسجي، ولكل طول موجي استخداماته. واشهرها ليزر الارجون الأخضر، وبدايته كانت علاج أمراض الشبكية، كاعتلال الشبكية السكري، ولحام ثقوبها، وهناك ليزر الياج الذي يستخدم في قطع القزحية والمحفظة الخلفية للعدسة بعد عمليات الماء الأبيض. وبعد ذلك ظهر الليزر فوق البنفسجي المستخدم في تصحيح عيوب الإبصار، وكانت بدايته عن طريق عالم فيزيائي أميركي، والذي اكتشف ما لهذا الليزر من قدرة نافذة على تقطيع جزيئات المايكروشيبس الخاصة بالكمبيوتر، فرأى هذا العالم أنه من الممكن استخدام هذا الشعاع في إعادة تشكيل سطح القرنية وتصحيح عيوب انكسار العين، ومن هنا بدأت التجارب على عيون الحيوانات منذ الثمانينيات وحتى تم الحصول على إقرار براءة اختراع منظمة الأغذية والأدوية fda عام 1993.
وبعدها بدأ الليزر يدخل في عمليات تصحيح الإبصار بشكل مكثف، وحتى الآن تم علاج ملايين الحالات.
الابيليزك والفيمتوليزر
وكانت البداية باستخدام الليزر السطحي، وبعدها ظهر «الليزك» والذي خفف من درجة الألم التي كان المريض يعاني منها في الليزر، كما أن فترة النقاهة أصبحت أقل، وأصبح بإمكان المريض العودة إلى عمله في اليوم التالي. وفي بداية القرن الحالي، ظهر نوع مطور من الليزر السطحي، والذي يعمل على إزالة طبقة الخلايا السطحية للقرنية، وبالتالي صارت العملية أسهل، وأصبح بالإمكان إعادة هذه الخلايا السطحية بعد الانتهاء من العملية، مع المحافظة على نسيج القرنية، والتقليل من الألم.
كما ظهرت تقنية «الابيليزك» والتي تستخدم فيها شفرة معينة تأخذ طبقة أرق من الطبقة التي يأخذها الليزك، بدرجة الثلث، ولهذا فإن هذه التقنية وفرت في نسيج القرنية عند الأشخاص الذين تكون قرنيتهم غير سميكة أو غير منتظمة، أو الذين يلعبون بعض أنواع الرياضات التي تحتمل الإصابة في العين. ثم كانت الطفرة الاخيرة التي أذهلت العالم، وهي استخدام الفيمتوليزر، والتي تم فيها تطبيق نظرية الفيمتو ثانية للعالم الفيزيائي المصري الشهير، والتي نال بها جائزة نوبل للعلوم في 1999.
هند: هل صحيح أن استخدام الليزر في تصحيح عيوب الإبصار يحمل بعض المخاطر، والعيوب الجانبية ومنها ما يسمى بهالة الرؤية الليلية، أو تراجع النظر إلى الدرجات القديمة، فما مدى صحة هذه الأمور؟
لا نستطيع أن نقول ان هذا غير صحيح، لأن به جزءا كبيرا من الحقيقة ولكن بنسبة قليلة مسجلة علميا، ولابد من العلم، أن الليزك مثل أي جراحة أخرى لا يخلو من المضاعفات، أو السلبيات، وهذا ما يجب أن نكون على قناعة به، علما أن الاثار الجانبية التي تنتج عن عمليات تصحيح عيوب الإبصار تتلخص في بعض النقاط الرئيسية، ومنها الأعراض البصرية الليلية والجفاف واحتمال حدوث بعض التراجع في النظر، ولعل اشهرها على الإطلاق هو الأعراض البصرية الليلية: بحيث يشعر بها المريض في صورة توهج او هالات ضوئية، وتنتج عن تغيير سطح القرنية الذي يحدث بعد أن يسقط عليها الليزر، حيث ينزل الليزر بشكل حزمة عمودية بطريقة مبرمجة من خلال الكمبيوتر بحيث يعمل إعادة تشكيل لهذا السطح. إلا أن مركز الإبصار الموجود في المخ والذي يتلقى الإشارات العصبية يكون متكيفا مع الشكل القديم، وعندما يحدث تغيير في الشكل، فإن المخ يأخذ فترة لإعادة البرمجة على الشكل الجديد، وخلال هذه الفترة تظهر هذه الأعراض الجانبية والتي تؤثر على جودة النظر، وهو الذي يجب أن يكون المريض على علم به، ليكون مهيأ لذلك.
أعراض مؤقتة
وهذه الأعراض تكون في حقيقة الأمر مؤقتة الحدوث بعد العملية لمدة شهرين أو ثلاثة، ثم تتناقص تدريجيا ونادرا ما تستمر ولكن بدرجات متفاوتة وتتوقف على عوامل أخرى كثيرة، منها قطر حدقة العين أثناء الليل، والذي يلعب دورا كبيرا في تحديد مدة هذه الأعراض، حيث إن من المفترض أن تكون حدقة العين لها حجم معين، حيث إنها تنظم كمية الإضاءة التي تدخل إلى العين، فتكون صغيرة في الصباح، وكبيرة في المساء، ونحن دائما نقيس الدرجة العظمى للحدقة، وعادة يكون القياس 6 ـ 6.5 مم في الليل، وفي الدراسات الاخيرة وجدوا أن التقنيات الحديثة لليزر عندما تقلل مثل هذا التغيير الذي يحدث بسطح القرنية، فإن الأعراض ستقل بشكل كبير، ولكن على الرغم من ذلك، يجب أن يكون المريض على إطلاع بذلك، وأن الأعراض ستحدث ولكن ستكون أقل عما هي عليه مع استخدام الليزر العادي.
أما الجفاف فهو ايضا عرض مؤقت يختفي خلال الشهور الاولى مع استخدام المرطبات وتجنب اشعة الشمس.
كما يعد خوف المريض بعد العملية من عودة النظر إلى ما كان عليه أو تراجعه مرة أخرى من الأشياء المقلقة لمعظم المرضى، ونحن لا ننكر هذا الأمر، فاضطراب النظر أمر معروف، ولكن بنسبة بسيطة تتراوح بين 1 و5% حسب الحالة، أما سبب التراجع نفسه فغير معلوم، ونحن نقول إن بعض خلايا القرنية تعود وتتشكل مرة أخرى، وهذا يؤدي إلى انتكاسة النظر ولكن ليس بنفس الدرجة التي كان عليها قبل العملية، نقول ايضا: إن 95% من المرضى لا يحتاجون إلى إجراء العملية مرة أخرى، 5% قد يحدث عندهم تراجع في النظر، ولكن ليس بنفس الدرجة، ونستطيع أن نعالج ذلك بعملية أخرى، بشرط أن يكون هناك سمك متبق في القرنية، واذا لم نستطع عمل شيء، إما أن يبقى كذلك، أو يلبس نظارة تكون أخف في درجتها من النظارة التي كان يرتديها قبل العملية.
ضغط العين المرتفع
عبدالفتاح: سمعت أن هناك حالات يحدث فيها ارتفاع ضغط العين بعد عملية الليزك، فهل هناك ما يتسبب بحدوث هذا العارض؟
بعض المرضى الذين يصابون بذلك بعد عملية الليزك، ويكون ناتجا عن سببين، إما أن يكون في الأصل مصابا بضغط العين، وهذا نراه في الحالات التي تتجاوز درجة خلل الإبصار -6 ، ويكون عند هؤلاء قابلية لارتفاع ضغط العين بشكل أكبر، وهذا نعرفه قبل العملية، لأننا نقوم بفحص كامل يشمل ضغط العين أيضا، أما السبب الثاني، فهو استخدام قطرة الكورتيزون في حالات الليزك من 3 أسابيع إلى شهر، وفي حالات الليزر السطحي 3 شهور. وهناك نسبة 5 ـ 10% من إجمالي الناس الذين لديهم استجابة لقطرات الكورتيزون وتتسبب في ارتفاع ضغط العين، وهذه الحالة تظهر بعد استخدام الكورتيزون بنحو أسبوع، إلا أننا لا نستطيع إيقاف الكورتيزون من أجل استقرار الأنسجة والخلايا، فنعطيهم قطرة لتخفيض ضغط العين خلال الفترة التي يتم فيها استخدام قطرة الكورتيزون، وبمجرد إيقاف الكورتيزون يعود ضغط العين إلى وضعه الطبيعي، ويستقر وكأن شيئا لم يكن.
السن الملائمة
مايا: تصحيح عيوب الإبصار يكون فقط في عمر معين، لكن هناك أطفالا يعانون من خلل شديد في الإبصار، وقد لا يناسبهم استخدام النظارة، والأطباء يفضلون تأخير الجراحة حتى استقرار النظر، فهل هناك حل لحالات التفاوت الشديد في درجات الإبصار عند الأطفال؟
هناك أشياء لا يعرفها الكثير من الأهل، فتصحيح الإبصار من خلال الليزك لا يكون قبل سن 18 ـ 20 سنة، وهي سن استقرار الإبصار، ويمكن أن يعرف هذا الاستقرار من خلال زيارة الشخص إلى عيادة العيون 3 مرات، بين المرة والأخرى 6 أشهر على الأقل. إلا أن هناك استثناء، فالأطفال الصغار الذين يعانون من ضعف في النظر بعين واحدة، يصعب عليهم لبس النظارة، لأن لبسها يستلزم أن تكون المقاسات متقاربة بين العينين، حيث إن مركز الإبصار في المخ لا يستطيع تجميع الصورة التي تأتي من كل من العينين إذا كان بينهما اختلاف كبير أكثر من 3 ـ 4 درجات، وايضا فكرة وضع عدسات لاصقة في طفل عمره من 3 ـ 4 سنوات، تكون غاية في الصعوبة وغير عملية بالمرة، حيث إنه لا يعرف كيفية ارتدائها وخلعها، والتي قد تؤدي إلى خدش القرنية. وعليه تعتبر هذه ضمن الحالات الاستثنائية التي نستطيع فيها إجراء عمليات تصحيح النظر بالليزك، حيث نقوم بإجراء الليزك في العين الضعيفة (تحت تأثير مخدر عمومي بالطبع) بهدف تقريب الدرجات بين العينين وقد قمنا بإجراء 6 حالات، بعد تحويلها من استشاري الأطفال والحول كللت جميعها بالنجاح والحمدلله، أما لو أصاب الضعف كلا العينين، فإن الحل يقتصر على لبس النظارة، والانتظار لسن الـ 18 سنة.
آلاء: هل هناك أسباب معينة تتسبب في الإصابة بالقرنية المخروطية، مثل الوراثة أو غيرها؟
نحن نعتبر القرنية المخروطية بمنزلة تحد لجراحي العيون، أما عن أسبابها فإنها تعود إلى زيادة تحدب القرنية مع وجود ترقق فيها نتيجة تغيرات كيميائية وفيزيائية، وهناك ايضا جانب وراثي من هذه الأسباب، وهذا نعرفه من خلال سؤال المريض عن وجود إصابة في أحد أفراد العائلة بالمرض، كما أن إحدى النظريات العلمية تفسر حدوث القرنية المخروطية بسبب فرك العين بشكل متكرر ومكثف لاسيما عند حدوث الرمد الربيعي، الأمر الذي يؤدي إلى إضعاف الجزء السفلي من القرنية. وتظهر القرنية المخروطية أيضا عند بعض الناس الذين يعانون من أمراض عضوية مثل «متلازمة داون» أو ما يعرف بالطفل المنغولي. وأيا كان السبب فإن أعراض القرنية المخروطية متشابهة.
وكيف يكون علاجها؟
العلاج يكون تبعا للمرحلة التي تم فيها اكتشاف الإصابة بالمرض، وعادة هناك علاجات طبية تعطى في الحالات المبكرة من الإصابة، وتتمثل هذه في «العدسات الصلبة» والتي تصلح مستوى النظر وتحافظ على وضع القرنية، تلافيا لازدياد الحالة، إلا أن الأجواء المتربة والحارة تجعل من هذه العدسات حلا غير مثالي. أما الحالات التي تأخر فيها الكشف عن المرض فإنها تعالج بالحلول الخارجية المتمثلة في تركيب دعامات للقرنية على شكل نصف دائرة من خلال أدوات معينة، وتساهم هذه الدعامات في الحفاظ على وضعية القرنية، وتلافي ازدياد الحالة، كما أنها تساعد في إصلاح مستوى النظر.
كما أن هناك حلا آخر، وهو تقوية أنسجة القرنية عن طريق الموجات فوق البنفسجية، حيث يوضع نوع من القطرات على القرنية بعد إزالة الأنسجة السطحية منها، ثم يسلط عليها أشعة فوق بنفسجية لمدة تقارب 30 دقيقة، وهذا الإجراء يؤدي إلى الحصول على نتائج مميزة في المراحل المبكرة من الإصابة بالقرنية المخروطية، إلا أنه مازال تحت الدراسة والمتابعة منذ سنتين، وتحتاج وقتا أكثر لمعرفة التحليل النهائي والكامل لنتائجها.
أما الحل الأخير لمرض القرنية المخروطية، فيكمن فيما يسمى بزراعة القرنية، وهذا يتم عندما تصل الحالة إلى مستوى متقدم، وتكون القرنية قد تحدبت بشكل كبيرة، وحدثت فيها عتامات وارتشاحات خاصة في الجزء السفلي، فيكون الحل الوحيد هو استبدال القرنية المصابة بقرنية جديدة أحسن حالا من القديمة.
هل يعد اكتشاف هذه الحالة صعبا من قبل الاختصاصي؟
ينصح دائما بمراجعة طبيب متخصص لضمان صحة التشخيص حيث يقوم الطبيب بإجراء الفحص الإكلينيكي ومنه: وجود تغييرات بالقرنية (خطوط صبغية أو ألياف عصبية شفافة)، ومقارنة بين درجات النظارة الطبية للمريض على فترات زمنية متقاربة، كذلك دراسة خريطة سطح القرنية ودرجة التحدب ومحور التحدب، وقياس سمك القرنية في عدة مواضع (المنتصف والأطراف)، وقياس الخصائص البيوميكانيكية للألياف الكولاجينية واحتمال حدوث أي ضعف بها.
ما نصائحك للمصاب بهذا المرض؟
الأمر الأول يكون في تقليل الحساسية والرمد الربيعي، حيث إن فرك العين يزيد في الحالة، إضافة إلى ضرورة المتابعة الدورية والمنتظمة لاختصاصي العيون، لمعرفة الحالة إن كانت مستقرة، أو كانت متقدمة وتتدهور، وبالتالي أخذ خطوة للحلول الجراحية.
استجماتيزم غير منتظم
أفنان: أنا مصابة بالقرنية المخروطية، وأكره ارتداء النظارة ولهذا تركتها، إلا أني أشعر بألم شديد وضعف نظر في الأيام الأخيرة، وأعاني من أن إحدى العينين مصابة أكثر من الأخرى.
هل أجريت فحوصات للقرنية؟
نعم.
الشكوى التي تعانين منها منطقية، لأن المصابين بالقرنية المخروطية يكون عندهم حالة تسمى «استجماتيزم غير منتظم» وهذا يؤدي لحدوث ظل عند رؤية أي شيء، خاصة في المراحل المتقدمة، ويكون هناك عدم توازن بين العينين، وذلك لأن مركز الإبصار في المخ يأخذ الصورة التي تأتي من كل عين ويقوم بتركيبهما، وفي الأمر الطبيعي، يجب أن تكون الصور متماثلة من حيث الوضوح والدقة، وفي حالتك المتقدمة تكون الصورة التي تأتي من العين المصابة مشوشة كثيرا، وعندما تركب على الصورة التي أتت من العين السليمة، يكون هناك إجهاد بصري شديد.
ومما تقولينه أعتقد أن إصابتك متقدمة، وبالتالي، ليس أمامنا إلا زرع القرنية، وهو حل جيد، إلا أنه يقتضي دراسة عميقة، وإلماما بالأمر من قبل المريض بتفاصيل الجراحة والمتابعات التي تأخذ وقتا طويلا تحت إشراف الاختصاصي، وقد تصل الفترة إلى سنة، إلى أن يتم التأكد من ثبات القرنية المزروعة، وتقبُّل الجسم لها، وبعد ذلك تكون أمامنا مسألة فك الغرز والتي تمتد فترتها من 6 اشهر إلى سنة. لذا، فإن الزرع يعتبر الحل المثالي، إلا أنه يحتاج إلى صبر من قبل المريض.
وهل يعود النظر سليما فيما إذا نجحت عملية زراعة القرنية المخروطية؟
بالطبع، سيكون النظر أفضل مما هو عليه الآن مع القرنية المزروعة، وهنا يجب الإشارة إلى أنه لابد أن تكون توقعات المريض واقعية بمعنى أنه لا يمكن الحصول على قوة أبصار (6/6) كما يعتقد البعض ولكن سيتحسن بالمقارنة بما كان عليه قبل العملية، فالغرز التي نقوم بها تؤثر على درجة الاستيجماتيزم، ولكن بعد العملية يتحول الى النوع المنتظم، ويمكن إصلاح ما فيه من خلل عن طريق عدسات صلبة، أو الحلقات او حتى إجراء الليزك.
سمعت من أحد الأطباء أن من الممكن تركيب ما يسمى بالدعامات، فهل تعد حلا جيدا للقرنية المخروطية؟ وماذا عن الحلقات وتحسين مستوى النظر؟
هذا الأمر يمكن عمله في المراحل المبكرة للإصابة، وأنا لم أفحص حالتك، ولكن الدعامات تأتي بنتائج مميزة في بداية المرض، أما لو كانت المرحلة متأخرة، ووصلت درجة الاستيجماتيزم إلى 7 مثلا، وبدأت القرنية بإفراز ترشحات ماء، وصارت سماكتها تقل، فإن الحلقات أو الدعامات لا تصلح لمثل هذه الحالة.
أما عن الحلقات فهي بالفعل تساعد، ولكن في المراحل المتوسطة، إضافة إلى شروط مثل ألا يقل سمك القرنية عن 450 و400 مايكرون وهو وحدة قياس القرنية. فالحالة هي التي تحدد لنا نوعية التدخل الجراحي، وهذا يكون من خلال الفحص.
عندي نقص نظر، نصف درجة في إحدى العينين، ودرجتين في الأخرى، ومع ترك النظارة تكون الدرجة 6/18 في العين الضعيفة، وفي العين القوية 6/9.
أنا أتصور أن العين الضعيفة في المرحلة المتوسطة من المرض، أما العين القوية فهي في المرحلة المبكرة، والدعامات قد تصلح لك مبدئيا، إلا أن الكشف ضروري.
حكة واحمرار
جابر: منذ شهرين ينتابني شعور بحكة شديدة في كلتا العينين، وبضوء أبيض شديد في عيني اليمنى ولونهما احمر باستمرار، كما أن عيني اليسرى أشعر فيها بوجود سحابة، ولاحظت أيضا أن شعر الحاجب والرموش التي تسقط لا تعود مرة أخرى، وعندما أستيقظ من النوم أحتاج إلى وقت كبير لتركيز النظر على شيء معين، فهل هذه أعرض لمرض معين؟
إن مسألة رؤية السحابة تتطلب مراجعة طبيب باطنة إضافة إلى طبيب العيون، لأن هذه الحالة قد تكون بسبب نوع من الأنيميا أو اضطراب في ضغط الدم، أما مسألة تساقط الرموش والحواجب، فيستحسن استشارة طبيب الجلدية، فقد يكون تساقط الرموش نتيجة التهاب في حافة الجفن، لأنه يقلل من تدفق الدورة الدموية إلى بصيلة الشعر في الجفون، ولحسن الحظ، يعود الشعر مرة أخرى بعد علاج هذا الالتهاب، وقد يكون تساقط الرموش المصحوب مع تساقط الحاجبين، ناتجا عن نقص في ال?يتامينات، أو مرض قشري في الجلد. أما الضوء الأبيض الشديد فيندرج أيضا تحت ضغـط الـدم والأنيميا.
الكاتاراكت واضطراب النظام الغذائي لعدسة العين
عامر: والدي أصيب بالكاتاراكت، فهل هذا المرض يظهر فجأة، أم أن هناك ما يمكن معرفته لمنعه أو العلاج المبكر له؟
المياه البيضاء أو ما يسمى بالكاتاراكت لها أنواع عديدة، منها المياه البيضاء الخلقية، والتي يولد بها الطفل، أو التي تظهر بعد الولادة بفترة قصيرة، وهذه تكون في العادة نتيجة لمشكلة حدثت خلال فترة تكوين الجنين، كنقص الكالسيوم او ?يتامين (d) عند الأم أو تعرضها لبعض الإشعاعات أو الأدوية، وفي حالات كهذه يلزم التدخل الجراحي بشكل مباشر، وتكون الحالة أصعب فيما لو أصابت عينا دون الأخرى، كما أن التأخر في التدخل الجراحي يقلل فرصة تحسن النظر في العين الضعيفة.
والنوع الثاني هو ما يعرف بالمياه البيضاء التصادمية، والذي يحدث نتيجة اصطدام سواء من غير جرح، أو مع جرح كانكسار زجاج السيارة ودخول أجزاء منه إلى داخل العين.
أما النوع الثالث فهو المياه البيضاء المضاعفة، وهي التي تحدث نتيجة مرض عضوي، وخاصة السكري، واضطرابات الغدة الجاردرقية، أو مع الأشخاص الذين يستخدمون الكورتيزون لفترات طويلة، اما النوع الرابع والأكثر شيوعا فهو المياه البيضاء نتيجة الشيخوخة وهو الذي يكون نتيجة التقدم في العمر، وتكون عادة بعد سن الخمسين.
والذي يحدث في كل الأنواع، هو اضطراب في النظام الغذائي لعدسة العين والتي تكون شفافة، حيث تطرد كل ما يؤدي إلى دخول الماء فيها، فوجود اضطراب نظام غذائي في أي جزء من أجزاء عدسة العين يؤدي إلى تجمع الماء.
ما وسائل علاج المياه البيضاء؟
المياه البيضاء تعالج الان بأحد أمرين، الأول التفتيت باستخدام الموجات فوق الصوتية، وفي الوقت الحالي، فقد دخل في هذه التقنية تصغير الجرح إلى حد كبير، وكلما صغر الجرح، كلما كانت المزايا أكثر، وتكون درجة الإستجماتيزم أقل، ويقل احتمال الالتهابات، وتصبح عودة المريض إلى عمله أسرع.
أما الأمر الثاني، فيستخدم التفتيت عن طريق تيارات من الماء الساخن، والذي يسمى بـ «الأكواليز» وقد مضى على ظهورها نحو سنتين، وقدمت نتائج مميزة، وبالطبع تستخدم بشروط خاصة، منها أن لا تكون المياه البيضاء جافة جدا، لأن التفتيت عن طريق الماء الساخن أقل فاعلية من التفتيت عن طريق الموجات فوق الصوتية، ونحن نقسم المياه البيضاء إلى درجات، ونختار ما يناسب لهذه التقنية أو تلك. كما أن هذا النوع من التفتيت يمتاز بمحافظته على الخلايا الداخلية للقرنية، وهذا ينفع مع الأشخاص المسنين الذي يبدأ معدل خلايا القرنية الداخلية بالنقصان، وبالتالي، تتأثر بعد عمليات المياه البيضاء من خلال التفتيت بالموجات فوق الصوتية، أما التفتيت من خلال تيارات من الماء الساخن، فإنه يتلافى حدوث هذا النقص، وتكون آمنة جدا بالنسبة لهذه الخلايا.
كما أن هناك تقنيات حديثة في استخدام العدسات المزروعة داخل العين، والتي تعتبر طفرة في هذا المجال، فهناك حاليا العدسات التي تحافظ على الشكل الطبيعي للعين، وتقلل الأعراض البصرية، حيث يكون بهذه العدسات فلتر مقارب للعدسة الأصلية للعين، والتي خلق الله سبحانه فيها «فلتر» حيث إن المريض بعد تركيب العدسات العادية يشعر بأن الأشياء فيها زرقة، وهو الأمر الذي نرجعه لنفاذ أشعة الشمس فوق البنفسجية، أما العدسات الحالية فقد حلت هذه المشكلة من خلال تركيب هذا الفلتر، لتكون هذه الزرقة التي تحدث بعد العملية شبه معدومة.
كما نذكر من التقنيات الحديثة، العدسات التي تصلح البعيد والقريب في النظر، ولها أنواع كثيرة، تصلح إلى حد ما المسافات مع القراءة وتعتبر بديلا عن النظارات المستخدمة في القراءة، أو للأشخاص الذين يقرأون لفترات طويلة.
ومن الطفرات التي ظهرت ايضا في الآونة الأخيرة، العدسات التي تصلح الاستجماتيزم نفسه من خلال وضعها بمحور الإستجماتيزم، فقد كنا في السابق نجري عملية المياه البيضاء ولكي نصلح الاستجماتيزم المتبقي، نقوم بعمل جرح صغير 180درجة مقابل الجرح الاصلي لكي تعادل درجة الاستجماتيزم. أو من خلال عمل ليزك بعد 3 شهور من الجراحة.
آثار تحلل المادة الجيلاتينية
أحمد: منذ عدة أشهر شعرت كأن هناك ما يشبه الحشرة أمام عيني، وهذه الحالة مازالت مستمرة معي، فما هذه الحالة؟ وما كيفية علاجها؟
هل تعاني من أي مشاكل صحية عامة؟
أعاني من ارتفاع في ضغط الدم، والتهاب في المفاصل إضافة إلى أنيميا.
حالتك تحتاج إلى عمل فحص شامل للشبكية من خلال وضع قطرة للتوسيع، فقد يكون للحالة أكثر من تشخيص، من أهمها ما يسمى بالذبابة الطائرة، والتي هي عبارة عن تحلل في المادة الجيلاتينية بداخل العين، وتبقى هذه الجزيئات المتحللة كشوائب عائمة تتحرك أمام العين، وهذه الحالة تأخذ في بعض الأحيان شكل نقاط، وفي أحيان أخرى تأخذ شكل خيوط. وهناك احتمال آخر وهو أنزفة بسيطة خصوصا عند الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم أو السكري. والحالة الأولى لا تكون مصحوبة بانخفاض في مستوى الرؤية، أما الحالة الثانية فقد يصاحبها انخفاض مستوى الرؤية مع عتامة حول العين.
د.محمد وجيه في سطور
-
د. محمد وجيه الديب
-
أستاذ مساعد جراحة العيون ـ كلية الطب ـ جامعة القاهرة.
-
زميل كلية الجراحين الملكية البريطانية ـ ادنبره.
-
زميل معهد اليكانتي لجراحات عيوب الإبصار ـ إسبانيا.
-
عضو الجمعية الاوروبية والأميركية للمياه البيضاء وجراحات عيوب الإبصار.
-
استشاري جراحة العيون في مستشفى دار الشفاء.
يقول عن سبب اتجاهه لدراسة طب العيون: كنت منذ الصغر أرافق والدي والذي كان يعمل طبيبا في جراحة العيون، فكنت أذهب معه إلى المستشفى، وكانت هذه المهنة بالنسبة لي شيئا محببا، وقد استهوتني منذ الصغر.
وماذا عن حالتك الاجتماعية؟
متزوج، وعندي ولدان، يوسـف عمــره (8 سنوات)، وياسين (5 سنوات).