تمثل شريحة ذوي الإعاقة أو كما يسميها البعض ذوي الاحتياجات الخاصة شريحة مهمة وفاعلة في المجتمعات المتحضرة، حيث لا تنظر هذه المجتمعات الواعية إلى حجم الإعاقة التي يعاني منها أفراد هذه الفئة، بل تنظر بعين البصيرة إلى الإضافة التي يمكن أن يقدمها أفرادها للمجتمع والوطن مثلهم مثل أي فرد آخر، ولكي تبلغ المجتمعات والحكومات والمؤسسات التي تنتهج هذا النهج الإيجابي مبتغاها في تطوير ودمج وتمكين شريحة ذوي الإعاقة فإنها توفر لهم كافة الإمكانات التي تصقل مواهبهم وتطور قدراتهم وتنمي إبداعاتهم، لا سيما المؤسسات التعليمية والأكاديمية.
ومن حسن الطالع أن جامعة الكويت كانت حريصة على انتهاج سياسة إيجابية تجاه الطلبة المعاقين، حيث وفرت لهم الكثير من الخدمات التي تضمن تقديم مخرجات مسلحة بالطاقة العلمية والخبرة الأكاديمية من أبناء شريحة ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث وفرت الخدمات الاجتماعية والرعاية الأكاديمية وتبنت أفضل أنماط التجهيزات الهندسية والفنية والمعمارية في مبانيها، واستمرت هذه السياسة لتطبق في مرافق الحرم الجامعي الجديد بمدينة صباح السالم الجامعية، وكنموذج لتلك الخدمات، هذه نظرة على ما يوفره مبني كلية العلوم في الشدادية لطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة.
وفي هذا الإطار قالت مهندسة المتابعة لمشروع كلية العلوم في مدينة صباح السالم الجامعية م. فاطمة العيسى: لقد تم الأخذ في الاعتبار أثناء مرحلة تصميم المشروع استخدام المكونات التالية التي تأتي بالتوافق مع متطلبات قانون المعاقين الأميركيين (ADA)، حيث تم إدراجها ضمن مخططات حرم كلية العلوم لتصبح بعد ذلك خدمات متاحة لشريحة ذوي الاحتياجات الخاصة، ومن أبرز هذه الخدمات أو المكونات تصميم الممرات الممتدة من المدخل إلى الفصول الدراسية والمكاتب والمختبرات، ليكون عرضها متوافقا مع متطلبات قانون المعاقين الأميركيين فيما يخص استخدام الكراسي المتحركة، بل إن تصميم المشروع يتجاوز الحدود الواردة في هذا الخصوص بالقانون المذكور.
وأضافت م. العيسي كما تم الأخذ في الاعتبار أثناء مرحلة التصميم فيما يخص كافة أبواب الفصول الدراسية والمكاتب والمختبرات وغيرها من الفراغات المستخدمة، وكذلك الأبواب الفاصلة بين الممرات وبعضها البعض، على أن تكون بالعرض الكافي الذي يتوافق مع البنود ذات الصلة من قانون المعاقين الأميركيين، مشيرة إلى أنه تم تصميم الفواصل الأرضية بكافة الفراغات المستخدمة والممرات بحيث لا يكون هناك أي اختلاف في مناسيبها بما يمكن أن يعرقل استخدام الكراسي المتحركة، كذلك فإن العتبات وفواصل الأرضيات المستخدمة بين أرضيات المشروع المختلفة تأتي هي الأخرى بالتوافق مع متطلبات قانون المعاقين الأميركيين، فقد راعى التصميم استخدام هذه العناصر بتلك الطريقة لكي لا يكون هناك أي اختلاف في مناسيبها، أو لكي تكون في نطاق الحدود الواردة في القانون المذكور بالاخص في دورات المياه والمرافق.
ولفتت م.العيسى إلى أن كبائن المصاعد تم تصميمها بما يلبي متطلبات قانون المعاقين الأميركيين لأجل مستخدمي الكراسي المتحركة، كما تتوزع برادات مياه الشرب بطول الممرات وفقا لمتطلبات القانون المذكور فيما يخص الارتفاع، والعمق، والشكل الذي يتيح استخدامها للمقعدين، مضيفة أنه قد تمت مراعاة احتياجات الطلبة من ذوي الإعاقة الدارسين في الكلية التي تكتظ بالمختبرات، حيث تم تزويد المعامل بورش عمل خاصة، ومنصات العمل المختبرية المجهزة بالمداخن ومنافذ الأبخرة، بحيث تكون بارتفاعات مناسبة لاستخدام تلك الشريحة.
وأوضحت م. العيسى أنه بالنسبة لمدرجات وقاعات المحاضرات والفصول الدراسية ذات السعة الاستيعابية الكبيرة فقد تم تزويدها بالأماكن والفراغات اللازمة لاستخدام الكراسي المتحركة، وكذلك فقد تم توفير منحدر دخول الكراسي المتحركة بحارة سيارة الإطفاء بالجهة الجنوبية لحرم الطلبة والجهة الشمالية لحرم الطالبات.