- الخرافي وصفه بأنه كان جزءاً من منظومة متكاملة كونت التعليم النظامي
أصدر المؤلفان سالم يوسف الحسينان ومحمد عبدالرحمن الحسينان ومراجـعــة وتقـــديــــم د.عبدالمحسن الجارالله الخرافي كتابا تحت عنوان «الملا سالم علي الحسينان وثلاثون عاما في المدرسة المباركية» تناولا فيه سيرة الملا سالم علي الحسينان الذي وصفه د.عبد المحسن الجارالله الخرافي في كلمة له في مقدمة الكتاب بأنه جزء من منظومة متكاملة كونت التعليم النظامي الأول في كويت الماضي، فله الرحمة حقة ومستحقة من التوثيق المتاح لكل المعلمين الأوائل في كويت الماضي.
وقال المؤلفان إن هدفهما من إصدار هذا الكتاب هو توثيق لمرحلة من تاريخ الكويت بصفة عامة والتربوي بصفة خاصة، مؤكدين أن إبراز دور المعلمين الرواد يأتي إيمانا من تشجيعهم لأسر المعلمين الأوائل لنشر سيرتهم ومقتنياتهم التعليمية لتكون صدقة جارية لهم متكئين على قول المؤرخ الشيخ محمد ناصر العبودي وأن نسيان آثار الأجداد وعدم تسجيل أحوالهم هو من الإهمال الشنيع بل يكاد يصل إلى حد الجحود والعقوق.
سيرة الملا سالم الحسينان:
وألقى المؤلفان في بداية الكتاب سطورا مختصرة عن حياة الملا سالم الحسينان الذي كان طالبا في المدرسة المباركية منذ افتتاحها حيث تلقى علومه على يد مشايخه ومعلميه، الشيخ يوسف بن عيسى القناعي، والسيد عمر عاصم، والشيخ عبدالعزيز الرشيد والعلامة حافظ وهبة.
ثم تطرقا إلى حياة الملا العملية حيث عين مدرسا في عام 1918 في مدرسة المباركية إلى عام 1943، وبعدها أشاروا إلى مرحلة التأسيس التي تبناها الملا للمدارس حيث ساهم في تأسيس مدارس الأحمدية والقبيلة وروضة البنين المستقلة والمرقاب.
واعتبر المؤلفان أن 37 عاما من خدمته معلما ومدرسا في مدارس الكويت كافية لتدريس أجيال من رجالات الكويت من الآباء إلى الأبناء. ولفتوا إلى أن وزارة التربية كرمت الملا سالم الحسينان بإطلاق اسمه على احد المدارس الكويتية.
الفصل الأول: قسم الكتاب إلى ثلاثة فصول حيث تناول المؤلفان في الفصل الأول أسباب محبة أهل الكويت للعلم والتعلم معتبرين أن ثمة رغبة قوية لدى الكويتيين في إيجاد نهضة حديثة تشمل مختلف نواحي الحياة، لذلك فقد اتبعوا أساليب عدة لتحقيق طموحاتهم والتي انطلقت من بيئتهم وتقاليدهم العربية مشفوعة بفضل الدين الإسلامي الذي كان دافعهم في للتعلم وتعلم القران حيث ظهرت فئات تولت تعليم الناشئة تلاوة القران والكتابة والحساب في الكتاتيب والبيوت.
كما تطرق الكتاب إلى نشأة التعليم في الكويت، مشيرا إلى أن المواطن الكويتي نشأ في ظل التقاليد العربية والإسلامية التي تحتم عليه ممارسة فرائض دينه الإسلامي الحنيف وأحكام دينه الذي يحث على العلم والمعرفة معتبرين أن بداية التعليم في الكويت كان مرتبطا بالدين الإسلامي.
الفصل الثاني: تناول فيه المؤلفان مواقف من حياة الملا سالم الحسينان في المدرسة المباركية التي التحق بها في بداية افتتاحها عام 1911 حيث تتلمذ على أساتذة عصره أمثال السيد عمر عاصم - الشيخ يوسف بن عيسى القناعي - الشيخ حافظ وهبة - الشيخ عبدالعزيز الرشيد، رحمهم الله جميعا، وكان لهم الفضل فيما وصل إليه الملا من علم واطلاع.
وفي المناسبات العامة كانت مدرسة المباركية إضافة إلى كونها مؤسسة تربوية - محفلا وملتقى ثقافي واجتماعي لأهل الكويت كما كانت تقام فيها حفلات الزفاف ويدعى لها رجالات الكويت للاحتفال بالمعرس ويقدمون التهاني والتبريكات له.
الفصل الثالث: وفي هذا الفصل تطرق المؤلفون إلى المناهج الدراسية في المدرسة المباركية، وأشاروا إلى أن الذين افتتحوا المدرسة المباركية انصرف جل اهتمامهم إلى مواد الدراسة ورفعها عن مستوى المطوع والكتاب وجعلوا لها سلما دراسيا أوليا وحددوا الانتقال من فصل إلى آخر بناء على رأي المدرس.
ويخبرنا الملا سالم حسب المؤلفين عن نظام الامتحانات في المدرسة المباركية ويقول: كنا نعقد الامتحان في صالة المباركية وبحضور جميع أهالي الكويت.