- العراق ينتقل الآن من مرحلة اللا استقرار إلى مرحلة الاستقرار الأمني والاجتماعي والسياسي والخدمي
- الانتخابات النيابية العراقية عبرت عن حد فاصل بين مرحلتين
- يجب أن تشكّل الحكومة العراقية الجديدة بقرار عراقي مستقل بعيداً عن التدخلات والتأثيرات الخارجية
أسامة دياب
كشف رئيس تيار الحكمة الوطني العراقي سماحة السيد عمار الحكيم أن العراق نجح في تحقيق ثلاثة انتصارات: الاول عسكري بهزيمة ما يسمى بتنظيم (داعش) والثاني مجتمعي تمثل في القضاء على الطائفية والثالث سياسي بالحفاظ على وحدة العراق.
ولفت الحكيم - خلال لقاء مفتوح نظمته جمعية الصحافيين الكويتية مع ممثلي وسائل الاعلام المحلية - إلى أن العراق ينتقل الآن من مرحلة اللا استقرار الى مرحلة الاستقرار الأمني والاجتماعي والسياسي والخدمي، موضحا ان الانتخابات النيابية العراقية عبرت عن حد فاصل بين مرحلتين يعيشها العراق هي مرحلة إنشاء الديموقراطية وسقوط الديكتاتورية والتي استمرت لـ 14 عاما والمرحلة الحالية والتي أطلق عليها مرحلة بناء الدولة.
وأشار الى أن الانتخابات البرلمانية السابقة تميزت عن العديد من الانتخابات في المنطقة بكونها انتخابات جدية متنوعة وذات تعددية واسعة، حيث شارك فيها 7 آلاف مرشح في 127 قائمة مما خلق فرصة مواتية للتعرف على توجهات الشارع العراقي.
وأفاد بأن الانتخابات العراقية حملت في طياتها مفاجآت عديدة كان أبرزها عدم حصول عدد من الشخصيات العريقة على ثقة الشارع فيما استطاعت قوائم ووجوه وشخصيات فتية تحقيق ذلك.
وأوضح الحكيم أن تيار (الحكمة) الوطني العراقي يعد ضمن مفاجآت الانتخــابات السابــقة، خصوصا ان أغلب القوائم الأخرى قد قامت بائتلافات واسعة تصل إلى 20 كيانا في القائمة الواحدة بينما خاضها تيار الحكمة بكيان واحد دون تحالف، بالرغم من كونه تيارا فتيا أسس قبل تسعة أشهر وفيه قيادات من كل المكونات والأطياف العراقية.
وشدد الحكيم على حرصه على أن تشكل الحكومة العراقية الجديدة بقرار عراقي مستقل بعيدا عن التدخلات والتأثيرات الخارجية في إطار المحافظة على العلاقات الإقليمية والدولية، موضحا انه على العراقيين أن يشكلوا حكومة متوازنة ومطمئنة للمنطقة والعالم تطلق رسائل إيجابية تحفز الواقع الإقليمي والمجتمع الدولي بالتعاطي بشكل أوسع مع العراق، مبينا أنه يعمل على أن تكون حكومة أغلبية وطنية تضم قوى مؤثرة وكبيرة يشارك فيها الجميع من مختلف مكونات وأطياف الشعب العراقي خاصة ان العراق يمر بمرحلة جديدة تحتاج إلى حكومة تكنوقراط تكون بمنزلة فريق لإدارة البلاد في المرحلة المقبلة، مشيرا إلى أن وجود برنامج خدمي واضح لإعمار العراق وإنعاش اقتصاده وتوفير فرص عمل يحظى بأولوية في المرحلة المقبلة.
وشدد على حرصه على تشكيل كتلة وطنية لكسر نمط معين في تشكيل الحكومات السابقة، موضحا ان كل المواقع المتقدمة في البلاد والمتمثلة برئاسة الوزراء ورئاسة البرلمان ورئاسة الجمهورية هي مواقع لكل العراقيين.
وردا على سؤال عن لقائه مع رئيس التيار الصدري قال الحكيم إن «هذا التيار حليف لنا منذ سنوات واليوم نجدد هذا التحالف ليكون نواة صلبة للتحرك مع القوى الوطنية وعمل مشاورات للوصول الى تشكيل (الكتلة الوطنية العابرة للمكونات) التي ستشكل الحكومة القادمة».
وتابع: ان هذه الانتخابات «امتازت ببعدها عن الطائفية إذ يتحدث الجميع بوطنية، مبينا أن المرشحين في أغلب القوائم يمثلون أكثر من مكون وهذا يعتبر انتصارا للعراق»، موضحا ان المشاركين والمقاطعين في الانتخابات كل منهم ارسل رسالة بأنهم يريدون استقرار العراق والبحث عن نمط جديد لإدارة البلاد والتركيز على تطوير وتنمية الخدمات، لافتا الى أن هذا الأمر يدعو للتفاؤل.
وشدد على أنه بعد انتهاء ما يسمى بتنظيم (داعش) فإن العراق يعيش اليوم في ظروف أمنـــية إيجابية، لافتا الى انه حان الوقت لإعلان ثورة كبيرة في الإعمار والبناء ومكافحة الفساد.
وبخصوص التوتر الذي تمر به المنطقة أعرب الحكيم عن قلقه الكبير تجاه هذا الأمر، مشيرا الى أن المنطقة تمر بالعديد من الأزمات والتوترات وبحاجة الى التهدئة والمزيد من الاستقرار ليبقى العراق جسرا يربط مصالح المنطقة والعالم لا محطة للصراع.
الحكيم: نثمّن عالياً مواقف الكويت الثابتة تجاه العراق
قال رئيس تيار الحكمة الوطني عمار الحكيم إنه التقى صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد وسمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك وســـمو الشـــيخ ناصر المحمد والنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الشيخ ناصر صباح الأحمد ورئيـــس مــجلس الأمة مرزوق الغانم خلال الزيارة الحالية، لافتا الى ان لقاءه مع صاحب السمو تناول مختلف مناحي العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها، فضلا عن أحدث المستجدات على الساحة العراقية وخصوصا أجواء ما بعد الانتخابات، مشيرا إلى أنه عبر عن عظيم تقديره للكويت أميرا وحكومة وشعبا على مواقــفها الثابتة تجاه العراق، مستذكرا بكل فخر واعتزاز مؤتمر إعادة إعمار المناطق المحررة من تنظيم داعـــش فــي العراق والذي احتضنته الكويت في فبراير الماضي والذي كان تظــاهرة دولية كبيرة لدعم العراق، مشيدا بالمشاريع الخيرية الكبرى التي تنفذها الكويت في العراق من مدارس ومستشفيات وغيرها.
الراشد: الحكيم كان سباقاًفي إدارة التواصل الشعبي مع الكويت
أكد أمين سر جمعية الصحافيين عدنان الراشد ان زيارة رئيس تيار الحكمة الوطني عمار الحكيم إلى الكويت تأتي استمرارا لتواصل الشهيد محمد باقر الحكيم مع الكويت حكومة وشعبا، لافتا إلى أن اللقاء هذا العام مع عمار الحكيم يبدو مختلفا نظرا لزخم الأحداث التي مرت على العراق ومازال المخاض مستمرا في مختلف مدنه.
وأشار الراشد إلى أن رئيس تيار الحكمة الوطني عمار الحكيم كان ســباقا في إدارة التــواصــل الشعبي مع الكويت وحاضرا دوما في مختلف مناســـباتها، مجددا الترحيب بالسيد عمار الحكيم والوفد المرافق له في عادة ســـنوية، متمنيا ألا تنقطع.
بوخمسين: نأمل أن تسفر المشاورات الجارية عن تشكيل حكومة وفاق وطني
شدد رئيس مجلس إدارة مجموعة بوخمسين القابضة جواد بوخمسين على عمق العلاقات الكويتية - العراقية، لافتا إلى أن العراق عمق استراتيجي للكويت، كما أن الكويت عمق استراتيجي لها، موضحا أن القضاء على التطرف والإرهاب من القضايا المهمة التي تواجه المنطقة، مشيدا ببسالة العراقيين في محاربتهما، مهنئا العراقيين على نجاح الانتخابات السابقة.
وأعرب بوخمسين عن أمله في تسفر المشاورات الجارية عن تشكيل حكومة وفاق وطني تضم جميع التيــارات والتكتلات الوطنية السياسية لخدمة العراق وشعبه، مشيدا بوجـــود رجال وطنيين حافظوا على وحدة العراق، داعيا إلى عقد مؤتــمر دولي حول الأمن والسلم في المنطــقة لفـــتح حـــوار شامل بين مختلف دولــها وتقـــريب وجهات النظر بينها فضلا عن التعاون المثمر في القضاء على الإرهاب والتطرف.
«الحكمة» فاز بـ 19 مقعداً من أصل 329
حصـــد تيار الحكمة الوطــني الذي يرأسه عمار الحكيــم في الانتخابات النيـــابية العراقـــية وفق ما أعلنته المفوضية العلــيا المستقلة للانتخابات في العراق السبت الماضي عن النتائج الكلية الأولية للانتخابات، 19 مقعدا من أصل 329 مقعدا.