بقلم: اللواء جاسم علي المنصوري
اقتصادياً: منذ بدأ عمليات الاستكشاف الجيولوجي للنفط في عام 1912 ظهرت مؤشرات لوجود النفط تحت سطح الارض وقد قامت البحرية الملكية البريطانية بهذا الاستكشاف وظهر مزيد من الدلائل على وجود النفط واستمرت عمليات الاستكشاف منذ عام 1917 و1924 و1932 الا انه لم يتأكد من وجود النفط وفي عام 1934 وفي عهد الشيخ احمد الجابر الصباح امير البلاد الراحل، رحمه الله وطيب ثراه، انشأت شركة نفط الكويت المحدودة بمشاركة شركة النفط البريطانية bp وشركة نفط الخليج وفي عام 1936 بدأت اول عملية حفر في شمال جون الكويت ولكن لم يستخرج النفط من تلك المنطقة. وفي عام 1938 بدأت محاولة اخرى ولكن في حقل برقان جنوب الكويت حيث كانت النتيجة مذهلة 5.9 ملايين برميل يوميا وتبين ان حقل برقان هو اكبر حقل لانتاج النفط في العالم وفي عام 1947 ارتفع الانتاج الى 16.2 مليون برميل يوميا.
سياسياً: في عام 1976 قامت الدولة بتأميم شركة نفط الكويت لتصبح كويتية 100% بعد انهاء الشركاء الاجانب فيها واصبحت الثروة الوطنية بيد الدولة كاملة.
اجتماعياً: كان الكويتيون وقبل اكتشاف النفط يعيشون حياة شاقة لكسب قوتهم فعملوا بالغوص والتجارة البحرية وصيد الاسماك والرعي وكانوا يعيشون في منازل من طين وصخر البحر في مناطق قريبة من ساحل البحر واخرى بعيدة عنه وكانت الحياة قاسية جدا وعملوا في كثير من المهن والحرف في ذلك الوقت وبعد ظهور النفط وبكميات تجارية والبدء بتصدير اول شحنة نفط الى الخارج بدأت ملامح الحياة تتبدل تدريجيا حيث عملت الحكومة على تأمين حياة افضل لمواطنيها من ريع وعائدات النفط وانحصر عمل الكويتيين بالبحر والرعي وغيره وانتقل كثير منهم للعمل بشركة نفط الكويت من نهاية العام 1930 وازداد تدفق الكويتيين للعمل بالشركة في منتصف 1940. واستمر التغير السريع لنواحي الحياة المختلفة فتوسعت الدولة في استثمار عائدات النفط ببناء محطات تحلية المياه وانتاج الكهرباء وتعبيد الطرق وانشاء المساكن وتطوير الدوائر الحكومية وايجاد فرص عمل للكويتيين وانشاء المزيد من المدارس ودور التعليم والتدريب وانشاء المستشفيات ودور الرعاية وانشاء دولة المؤسسات القانونية. وشهدت البلاد ازدهارا كبيرا ومازالت ويعيش الكويتيون اليوم حياة رخاء بعد ذلك الشقاء في السابق.
مدينة الأحمدي: هي المدينة التي تقع جنوب العاصمة الكويت وتبعد عنها نحو 35 كيلومترا تقريبا وأطلق عليها امس الاحمدي تيمنا باسم المغفور له الشيخ احمد الجابر الصباح طيب الله ثراه وانشئت الاحمدي كمقر لشركة نفط الكويت وسكن لموظفي وعمال شركة نفط الكويت وكانت موزعة على النحو التالي:
- - «جنوب الأحمدي» القرية العربية arabvillage وسكانها من الكويتيين العمال.
- - «شمال الأحمدي» وسكانها من كبار الموظفين senoirstaff ومعظمهم من الانجليز وجنسيات عربية محدودة.
- - «وسط الأحمدي» وسكانها من موظفي الشركة من كويتيين وعرب وآسيويين «joniorstaff».
- - «سيتي فارم» وسكانها من عمال الشركة الهنود والباكستانيين.
بالاضافة الى مساكن للعزاب من عمال الشركة ومعظمهم من الاخوة العمانيين. وكانت بداية انتقال الكويتيين الى مدينة الاحمدي في بداية 1950 وحتى اواخر عام 1970 حيث تقاعد معظم الكويتيين الذين عملوا بالشركة منذ بداية انشائها وعاد بعضهم الى الكويت ومناطق اخرى ومعظمهم الى المساكن الحكومية في شرق الاحمدي والصباحية والرقة الاقرب لمقر عملهم قبل تقاعدهم.
هذه هي قصة الذهب الاسود من الاكتشاف الى الانتاج والتصدير، وهذه هي نقطة التحول الكبرى في حياة اهل الكويت. فيا اهل الكويت ارعوا هذه النعمة التي وهبنا الله إياها واشكروه على نعمه.