قال الخبير الفلكي عادل المرزوق إن فترة الوسم جاءت في هذه السنة وهي تحمل في طياتها الخير الوفير، فقد سقطت كميات من الأمطار التاريخية التي لم تشهد لها الكويت مثيلا في تاريخها كله، هذه الكمية الهائلة من الأمطار زادت عن كل التوقعات من أي جهة رسمية وغير رسمية.
وأضاف: إن الأمطار التي سقطت خلال هذه الأيام قد وصلت في بعض المناطق الى أكثر من 600 ملم، وهذه الكمية من الأمطار لم تسجل من قبل بل إنها دخلت في تاريخ الكويت كأعلى كمية مطر نزلت على الأراضي الكويتية طوال تاريخها كله، حيث ان السجلات التاريخية لحالة الأمطار الغزيرة التي هطلت في الكويت طوال تاريخها لم تشر الى مثل هذه الكمية الهائلة من المطر.
وتوقع المرزوق ان يكون الطقس اليوم الأحد كالتالي: سيتكون منخفض جوي ليس قويا تبلغ قوته 1015 مليبار الأمر الذي يؤدي الى هبوب الرياح الجنوبية الشرقية خفيفة السرعة والتي تكون سرعتها بين 10و15كم/س تستمر طول اليوم مما يجعل الجو بين غائم الى غائم جزئيا مع وجود سحب ركامية منخفضة ومتوسطة الارتفاع تعطي فرصة لأمطار رعدية متفرقة مصحوبة بعواصف من البرق والرعد في الساعات الأولى خصوصا بعد منتصف الليل وتكون كميتها بين 1-2 ملم ودرجة الحرارة في النهار 25 درجة مئوية وفي الليل 18 درجة مئوية.
وأضاف: أنه غدا الاثنين وبعد غد الثلاثاء يبدأ المرتفع الجوي في التكون فتبلغ قوة هذا المرتفع بين 1018 و1020 مليبار وتتحول إثر ذلك الرياح الى شمالية خفيفة السرعة تبلغ سرعتها بين 6 و10كم/س خلال هذه الأيام وهذه الرياح الشمالية ستفرق الغيوم وتبعدها عن المنطقة ويصبح الجو صحوا ومشمسا خاليا من الغيوم طوال هذه الفترة.
وبخصوص الطقس أيام الأربعاء والخميس والجمعة المقبلة قال: يبدأ بعد منتصف ليل الاربعاء تكوّن منخفض جوي تكون قوته بين 1010 و1012 مليبار تتحول بعده الرياح الى جنوبية- شرقية خفيفة السرعة تكون بحدود 12-14 كم/س، فهذه الرياح تؤدي الى تكاثر السحب الركامية التي تعطي فرصة لأمطار متفرقة طوال يومي الاربعاء والخميس ولكن ستخف الامطار في ظهرية يوم الخميس ثم تعاود الأمطار مع وقت حلول اذان المغرب، وتستمر الى بعد منتصف ليل الجمعة، حيث تتحول الرياح الى شمالية- غربية تجعل السماء شبه صافية مع وجود غيوم عالية ومتفرقة غير ممطرة.
وتابع المرزوق: أيام السبت والأحد والاثنين من الأسبوع المقبل تتحول الرياح في الساعات الأولى من يوم السبت الى رياح شرقية وما نسميه هنا في الكويت «الكوس المطلعي» نسبة الى هبوبه من مطلع الشمس حيث تعود الأمطار في هذا اليوم نتيجة الى تحول الرياح الى الرياح الشرقية خفيفة السرعة، حيث تبلغ سرعتها بين 6 و8 كم/س وتكون فترة سقوط الأمطار في الفترة التي تسبق شروق الشمس، ولكن كمية الأمطار المتوقع سقوطها قد تكون أقل من المليمتر الواحد، وسيكون سقوط الأمطار بصورة متفرقة في فجر الأحد 18/11 وينتهي سقوط المطر مع شروق الشمس وسيكون الجو يوم الاثنين بين مشمش وغائم جزئيا خال من الأمطار بسبب تحول الرياح الى شمالية- غربية تؤدي الى انخفاض ملحوظ في درجات الحرارة فتكون في النهار 22 درجة مئوية بينما تكون في الليل بين 13و15 درجة مئوية، حيث نرى الملابس الشتوية قد بدأت في الظهور
الرجبية والهدامة الأولى والثانية.. وأمطار 97
أشهر الحوادث المطيرة في تاريخ الكويت
ونشير الى الحوادث المطيرة التي شهدتها الكويت على مر تاريخها ونذكر على سبيل المثال أشهر السنوات التي سقطت بها امطار غزيرة وهي كما يلي:
٭ أمطار الرجبية سنة (1872).
وهي الامطار التي من المحتمل ان تكون سقطت في يوم الثلاثاء 1/10/1872 في يوم 28 رجب 1289 هجرية فقد شهدت الكويت هطول أمطار غزيرة في البلاد أسفرت عن هدم العديد من البيوت المبنية من الطين في ذلك الوقت وشردت الكثير من الأهالي وامتلأت مدينة الكويت بمياه الأمطار فاطلق أهل الكويت على هذه الأمطار (الرجبية)؛ لأنها تساقطت في أواخر شهر رجب وكان ذلك في عهد حاكم الكويت الخامس المغفور له الشيخ عبدالله الثاني وهو الشيخ عبدالله بن صباح الشقيق الأكبر للشيخ مبارك الصباح. ولكن مع الاسف الشديد لم تسجل كمية الامطار التي سقطت في تلك السنة ولكن استطعنا بعد دراسة مستفيضة ان نتوقع التاريخ الذي سقطت فيه هذه الامطار.
٭ سنة الهدامة الاولى وحدثت في سنة 1934: فقد تعرضت الكويت في هذه السنة إلى أمطار غزيرة أدت إلى هدم الكثير من البيوت المبنية من الطين وتضرر حوالي 18.000 شخص وحدث ذلك في يوم الجمعة الموافق 7/12/1934 وهو اليوم الاول من شهر رمضان الفضيل في سنة 1353 هجرية فقد هطلت أمطار غزيرة بلغت كميتها حوالي 300 ملليمتر وهي ما يعادل ثلاثة أضعاف ما يهطل خلال سنة واحدة في الكويت.
وأدت هذه الأمطار إلى تهدم أكثر من 500 بيت مما اضطر بعض الاهالي إلى ترك بيوتهم ومنازلهم واللجوء للمدارس والمساجد والمباني الحكومية.
وبلغ عدد المصابين من جراء هذه الامطار11 مصابا توفي منهم شخصان وقد حدثت في عهد الشيخ أحمد الجابر الصباح الحاكم العاشر للكويت.
٭ سنة الهدامة الثانية 1954: فقد هطلت في ليلة الاثنين الموافق 30/11/1954، بعد منتصف الليل امطار غزيرة استمرت ثلاثة ايام متواصلة تسببت في هدم الكثير من البيوت الطينية فلجأت الاسر بأمر من الشيخ عبدالله السالم الصباح حاكم الكويت الحادي عشر الى المدارس الحديثة التي بنيت من الاسمنت وبسبب الامطار التي دمرت العديد من البيوت فقد أمر الشيخ عبدالله السالم بتشكيل لجنة خاصة لإغاثة المواطنين وتعويضهم عن الاضرار التي لحقت بهم وتم فعلا تشكيل لجنة بتاريخ 4/12/1954 سميت بلجنة التعمير لإعادة بناء البيوت المتهدمة ودخلت هذه السنة في تاريخ الكويت وعرفت بسنة الهدامة الثانية واشتهرت في تاريخ الكويت ويذكرها الكثير من الرواة لأنهم عاشوها ورأوا احداثها حيث شردت الكثير من العوائل ودمرت مساكنهم فقد رأيت وأنا تلميذ صغير في المدرسة الاحمدية ولا أتجاوز من العمر 8 سنوات الكثير من العوائل وقد تم تسكينهم في المدرسة الاحمدية والتي كان موقعها ملاصقا لميناء الكويت وقد أزيلت هذه المدرسة في سنة 1955 نظرا لتوسع ميناء الكويت الذي كان يشغل المكان الذي يحتله مبنى مجلس الوزراء الآن.
٭ تعرضت الكويت في 11 نوفمبر1997 لأمطار بلغت 65 ملليمترا في وقت قصير أدت إلى وقوع أكثر من 100 حادث مروري وإصابة الممتلكات الشخصية للعديد من الناس بأضرار بالغة.
٭ وبنظرة بسيطة على هذه الحوادث التي حدثت في السنوات الماضية نجد بمتوسط عام أن كل عشرين سنة تصيب الكويت كوارث مطيرة.