- نعم هناك تقصير من جانب طرفي اتفاق السلام في العمل من أجل جعل الوحدة الخيار الجاذب
- الحركة الشعبية في حكومة جنوب السودان قدمت تجربة سيئة في الحكم ولم تقم بأي مشروعات تنموية تُذكر
- لدينا معلومات مؤكدة بوجود دوائر خارجية تعمل على دفع الجنوبيين نحو الانفصال رغم علمها بمخاطر ذلك
- الأوضاع في دارفور مستقرة تماماً والحرب وضعت أوزارها والمفاوضات المقبلة مع المتمردين في الدوحة ستكون نهائية وحاسمة في الوصول لسلام شامل وعادل
الخرطوم ـ منى ششتر ـ حسين حسن
قال وزير الاعلام السوداني الزهاوي ابراهيم مالك ان الكويت الشقيقة قدمت ولاتزال تقدم الكثير لدعم بلاده في مختلف المجالات، فضلا عن دعمها لمواقف السودان وقضاياه في كل المحافل الاقليمية والدولية.
جاء ذلك خلال استقباله في منزله اول من امس وفد جمعية الصحافيين الذي ترأسه مدير عام الجمعية والمدير المالي عدنان الراشد وضم في عضويته الكاتب سامي النصف ود.هيلة المكيمي ومدير تحرير بوكالة الانباء الكويتية (كونا) منى ششتر ودينا سامي وبحضور سفيرنا لدى السودان د.سليمان الحربي.
وقال مالك انه يرغب في ان يوضح للشعب الكويتي ما قدمته الكويت للسودان من دعم، معتبرا ان مهمة وسائل الاعلام في البلدين هي ايصال تلك الصور الجلية للتعاون العربي بين البلدين الشقيقين.
واشاد بالتطور الذي شهده مجال الاعلام في الكويت وبالحريات التي يتمتع بها بفضل الرعاية والاهتمام الذي يوليه صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد للصحافة والاعلام في الكويت الشقيقة.
واعرب عن امله في ان تشهد المرحلة المقبلة المزيد من التعاون بين البلدين في مجال الاعلام بما يمكن بلاده من الاستفادة من التطور والخبرات الكويتية في هذا المجال المهم.
وقدم الوزير السوداني شرحا مفصلا لوفد الجمعية حول مختلف القضايا على الساحة السودانية ورؤيته لمستقبل التطورات في البلاد، مؤكدا التزام حكومة الخرطوم باجراء الاستفتاء على تقرير المصير لسكان جنوب السودان في موعده المحدد في التاسع من يناير عام 2011 بموجب اتفاق السلام المبرم عام 2005.
واقر بأن هناك الكثير من الاحداث التي وقعت خلال الفترة الانتقالية التي تلت توقيع اتفاق السلام جعلت الكثير من ابناء الجنوب بما فيهم النائب الاول لرئيس الجمهورية رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت يتحدثون صراحة عن الانفصال رغم ما نصت عليه اتفاقية السلام على الوحدة والعمل على جعلها خيارا جاذبا عند التصويت على الاستفتاء.
واعترف مالك بوجود تقصير من جانب طرفي اتفاق السلام في العمل من اجل جعل الوحدة هي الخيار الجاذب، كما اتهم الدول العربية بالتقصير في العمل من اجل دعم الوحدة بقوله «كان هناك مسائل يجب ان يقف فيها اخوتنا العرب معنا»، معتبرا ان المشروعات البسيطة التي تم تنفيذها في الجنوب في دعم الوحدة ليست كافية رغم ترحيب الخرطوم بها.
وقال ان الحكومة السودانية رفعت شعار «2010 عام العمل للوحدة» من اجل جعل خيار الوحدة هو الفائز في الاستفتاء، وانها ستبذل كل الجهود وتكثف العمل لتحقيق ذلك الهدف.
وكشف عن وجود معلومات مؤكدة لدى حكومة بلاده بشأن دوائر خارجية تعمل على دفع الجنوبيين نحو الانفصال رغم علمها بالمخاطر التي يمكن ان تحدث في حال الانفصال في ظل المعطيات السياسية والامنية الراهنة.
ولم يستبعد مالك عودة العلاقات بين الشمال والجنوب لمربع الحرب مرة اخرى في حال عدم حسم الملفات الشائكة والعالقة بين الجانبين المتعلقة بالوضع في حال الانفصال قبل اجراء الاستفتاء، مشيرا الى ان معظم الإجراءات الخاصة بالترتيبات لتلك المرحلة لم تناقش بعد، ومعظمها قضايا معقدة جدا مثل ترسيم الحدود والوضع الخاص بمنطقة ابيي النفطية ومسؤولية الديون الخارجية.
وانتقد اداء الحركة الشعبية في حكومة جنوب السودان خلال السنوات التي اعقبت توقيع اتفاق السلام، معتبرا ان الحركة قدمت تجربة سيئة في الحكم، فهي لم تقم اي مشروعات تنموية تذكر رغم انها كانت تحصل على نصف عائدات النفط.
ومضى قائلا ان الحريات العامة لم تكن متوافرة بجانب انفلات الوضع الامني واندلاع صراعات قبلية ادت لمقتل الآلاف وكلها مؤشرات تدل على ان الوضع سيكون متأزما جدا لاهل الجنوب في حال اختاروا الانفصال.
وعن الاوضاع في دارفور، قال وزير الاعلام السوداني ان الاوضاع مستقرة تماما في الاقليم وان الحرب وضعت اوزارها بشهادة مسؤولي الامم المتحدة، كما ان الاعلام الغربي الذي ظل يضخم احداث دارفور تصدرت عناوين صحفه مؤخرا الانباء المؤكدة حول انتهاء الحرب في دارفور.
واضاف انه ثمة تفاؤل ان جولة المفاوضات المقبلة مع المتمردين بالعاصمة القطرية الدوحة ستكون نهائية وحاسمة في الوصول لسلام شامل وعادل.
واكد مالك قيام الانتخابات العامة في بلاده في موعدها المحدد لها في ابريل المقبل رغم وجود دعوات لتأجيلها لحين الوصول لحل لانهاء ازمة دارفور.
ونفى الوزير وجود اي توجهات لدى الحركات الدارفورية بالمطالبة بتقرير المصير، مؤكدا ان اهل دارفور لن يرضوا بالانفصال عن السودان وتمزيق وحدته الوطنية.
من جانبه، اشاد وفد جمعية الصحافيين بحسن الاستقبال والحفاوة وكرم الضيافة وبالشفافية العالية التي وجدها في اجابات وزير الاعلام السوداني في رده على اسئلة اعضاء الوفد حول مختلف القضايا الراهنة في الساحة السودانية.
واعلن الوفد عن استعداد جمعية الصحافيين الكامل للحضور للسودان لتغطية مختلف الاحداث والتطورات في الساحة السودانية والمساعدة في نقل ما يجري داخل السودان من احداث بكل امانة وشفافية وموضوعية الى الرأي العام الكويتي والعربي العالمي.