- النيزك يبتعد عن الأرض مع نهاية يناير المقبل ويعود عام 2038
- النيزك أعطى فرضيات ونظريات علمية جديدة لعلماء الفلك
- العلماء تعرفوا على p46 قبل نحو 200 سنة وفقاً للسجلات الفلكية المعروفة
قال الخبير الفلكي عادل المرزوق: ان الأيام الأخيرة من 2018 تشهد ظاهرة فلكية فريدة كما لو أنه جزء من الاحتفالات بنهاية السنة الميلادية.
وأضاف المرزوق في تصريح لـ «الأنباء»: سيحتفل العالم كله جريا على عادته في نهاية هذه السنة بمناسبتين رئيسيتين هما اعياد ميلاد السيد المسيح وبداية السنة الميلادية الجديدة، ولكن في هذه السنة أبى الفلك إلا ان يشارك في هذه الاحتفالات وفق اسلوبه وطريقته الخاصة حيث سيكون سكان العالم أجمع ومعهم سكان شبه الجزيرة العربية على موعد مع أسطع نيزك يشع في سماء الكرة الارضية هذه الايام وسيكون هذا النيزك الأقرب من كوكب الأرض منذ تقريبا حوالي 400 سنة، وسيصل هذا النيزك الى بعد يبلغ تقريبا أقل من 112 مليون كيلومتر من الكرة الارضية وهذه المسافة تشكل حوالي 30 ضعفا للمسافة بين الارض والقمر أي مثلا لو أن مسافرا سوف يسافر من الارض الى القمر فانه سيذهب 15 مرة ويعود 15 مرة أخرى، وسيقترب هذا النيزك الصغير إلى هذه المسافة مرة أخرى بعد 20 سنة وهو حاليا في أقرب مسافة إلى الأرض على مر العصور.
وتابع: هذا النيزك «كريسماس» هو الذي يأخذ حاليا اسم P46 في قائمة النيازك أو يأخذ اسم النيزك فيثون 3200 phaethon أو الاسم الذي يعرف به فلكيا هو The Geminids ولكن اسمه تغير في هذه الأيام من هذه الأسماء إلى اسم أطلق عليه مؤخرا من قبل علماء الفلك الاميركيين وهو اسم «كريسماس» نظرا الى اقترابه من الارض متزامنا مع فترة أعياد الميلاد حيث رأى هؤلاء العلماء أنه اسم سهل جدا وبسيط ويعرفه كل الناس.
وأوضح: قد تم التعرف الى النيزك p46 قبل حوالي 200 سنة وفقا للسجلات الفلكية المعروفة، فقد كانت أول ملاحظة مسجلة عن هذا النيزك في سنة وقد سجلت من قبل بعض الاشخاص المهتمين بالفلك في سنة 1833 من خلال رحلة نهرية كانوا يقيمون بها في زورق على نهر المسيسيبي في الولايات المتحدة الأميركية، ومن الملاحظ في هذا النيزك قد تأثر فعلا بجاذبيه كوكب المشتري التي حفرت خطوط في جزئياته تبدو وكأنها تيارات في قشرته الخارجية.
وزاد المرزوق: ستكون فترة اقتراب النيزك من الارض مدتها اسبوع واحد وهي الفترة الممتدة من يوم امس 12/12 حتى يوم الثلاثاء الموافق 18/12، وستكون امكانية رؤية النيزك بوضوح وبالعين المجردة جيدة إذا كانت السماء صافية وسيكون على شكل هالة من الضوء بحجم القمر ليلة اكتماله بدرا وسيكون ذا ضوء خافت ينعكس من النيزك ينتشر منه في الفضاء لذلك سيكون النيزك وكأنه ذا جسم كبير خافتا.
النيزك سوف تتم رؤيته بوضوح في السماء ويكون براقا بما يكفي لرؤيته بالعين المجردة ولكن مشكلة الضوء الخافت ستكون عائقا لرؤيته في مناطق المدن المضاءة، ولذلك فإنه من المستحسن رؤيته في المواقع المظلمة التي تكون عادة خارج المدن، مضيفا: سيكون موقع هذا النيزك في جهة الشمال بالسماء على درجة 348 من البوصلة وعلى ارتفاع يكون بين 38 و40 درجة فوق الافق وسيكون موقعه تحت النجم المقدم وهو نيزك صغير الحجم كما ذكرنا حيث يبلغ قطره حوالي 1.2 كيلومتر.
وعن صفات النيزك «كريسماس»، قال: ينتمي إلى مجموعة نيازك كوكب المشتري، فهو نيزك متحرك يأخذ مسارا يتحرك فيه ذهابا وايابا في رحلة ذهاب من كوكب المشتري متجها إلى الشمس ثم يعود مرة أخرى في رحلة إياب الى كوكب المشتري وهكذا في رحلة يقوم بها كل خمس سنوات تقريبا.
ولكن في هذه السنة فإن النيزك «كريسماس» ومن خلال طريق عودته من الشمس في رحلته المعتادة في رحلة الاياب الى المشتري سيكون طريقه بالقرب من الكرة الارضية والتي سيكون بعيدا عنها مع نهاية شهر يناير من السنة الجديدة ولكن زيارة نيزك «كريسماس» ستتكرر في سنة 2038.
وفي ختام تصريحه، تحدث عن تكوين «كريسماس» قائلا: عادة تتكون معظم النيازك من الجليد بالإضافة الى العديد من الجزيئات الاخرى المتجمدة التي تتكون في الحد الاقصى من الشمسي والذي يعرف بالنظام الشمسي الاقصى المتجمد.
ولكن هذا النيزك يختلفا تماما، فهو يتكون من مواد صخرية تكون عادة موجودة بين كوكب الارض وكوكب الزهرة وكذلك بين كوكب الارض وكوكب المريخ إلا ان نواته تحتوي على كميات كبيرة من الجليد بالنسبة الى حجمه أكثر مما كان يتوقعه العلماء ومن خلال رحلته بين المشتري والشمس واقترابه من الشمس فان هذا الجليد يذوب ويشكل سحابة هائلة تكون وكأنها جزء من هذا النيزك.
وعلى الرغم من صغر حجم هذا النيزك، فإنه اعطى فرضيات ونظريات علمية جديدة الى العديد من الاحتمالات في الاكتشافات التي تم اكتشافها من قبل العلماء المختصين في علم الفلك في الفترة الاخيرة.