- الكويتيات أكثر المشاركات في «رحلات المغامرات» من دول الخليج
- حاربنا الموت 13 ساعة في مغامرة «الأطلنطي» التي قمنا بها محاكاة لقضية «اللاجئين»
- وصلنا بـ «الفيلم الوثائقي» الذي يناقش قضية اللاجئين والهجرة إلى مهرجان «كان»
- «رحلات المغامرات» انتشرت في الخليج والشرق الأوسط بشكل ملحوظ
- إعداد الشخص المقبل على المغامرة نفسياً وبدنياً
- «سبيكترا» مهمة هدفت تقديم نظرة ثاقبة للسمات البشرية الضرورية لاستيطان القمر مستقبلاً
دعاء خطاب
أكد عمر سمرة، أول مصري وأصغر عربي يصعد إلى قمة جبل إيڤرست والرئيس التنفيذي لشركة «وايلد جوانابانا»، أن سياحة المغامرات بدأت تنتشر بشكل كبير على مستوى العالم عامة، وبالمنطقة العربية بشكل خاص، مشيرا إلى أن أغلب من يقوم بهذا النوع من السياحة (سياحة المغامرات) في المنطقة العربية من السيدات، وهو ما زاد حماسه لدعم انتشار هذا النوع من السياحة.
كما روى سمرة، في حواره مع «الأنباء»، قصة تعرضه للغرق أثناء عبوره للمحيط الأطلنطي، وفيلمه الوثائقي الذي يناقش قضية اللاجئين والهجرة، وغيرها من الأسرار التي كشف عنها خلال الحوار، كما تحدث أيضا عن فقدانه لزوجته الراحلة مروة الفايد وكيف أثر ذلك عليه طيلة 5 سنوات مضت، مؤكدا أن رحيلها أثر أيضا بشكل كبير على عمل الشركة «وايلد جوانابانا».
بدأ عمر سمرة تسلق أول جبل في عمر 16 عاما، وكان جبلا ثلجيا في «الألب» السويسرية، وهي الرحلة التي ألهمته ليقرر بعدها رغبته في تسلق «إيڤرست» يوما ما، وبدا الهدف وقتها غير واقعي، خاصة أنه قد أصيب بـ «ربو» شديد في عمر الـ 11 عاما، بعد تجربته في سويسرا، إلا أنه بدأ في التسلق على نطاق واسع في المملكة المتحدة، الهيمالايا، جبال الألب، الإنديز، باتاغونيا والنطاقات الجبلية بأميركا الوسطى.
وفيما يلي تفاصيل الحوار:
حدثنا عن مشاركتك في فعاليات منتدى سياحة المغامرات في الكويت؟
٭ مشاركتنا في منتدى سياحة المغامرات بالكويت في نسخته الثانية، هي أول مشاركة لنا من خلال شركة «وايلد جوانابانا» ونهدف بشكل رئيسي من خلال مشاركتنا إلى تقريب صلة الناس بالطبيعة، ونجعلهم يقومون بمغامرات مختلفة، خاصة أنني كمغامر تعلمت من المغامرة أكثر من أي شيء آخر، سواء من الدراسة أو الحياة العملية، وتعلمت من المغامرة، أن أي إنسان من خلال خوضه لإحدى المغامرات قد يكتشف مهارات لديه لم يكن يعرف عنها شيئا قبل ذلك، ولدينا أمل في تنمية سياحة المغامرات في المنطقة والوطن العربي، ووجودنا اليوم في الكويت يهدف إلى دعوة الشباب الكويتي للمجازفة والقيام بمثل هذه الأنواع من المغامرات.
واكتشفنا خلال السنوات الـ 5 الماضية زيادة نسبة الإقبال على مثل هذه المغامرات من دول الخليج، خاصة من السيدات، وهذا من أكثر الأشياء التي حمستنا لهدفنا، وعلى الرغم من تحكم التقاليد الشرقية والعرف في المجتمعات العربية، إلا أننا لدينا أمل في أن تنتشر مثل هذه المغامرات في وطننا العربي، نظرا لما لهذه المغامرات من مردود إيجابي على الإنسان.
إنجازات
بعد مرور أكثر من 10 سنوات على تسلقك قمة جبل إيڤرست.. كيف تروي لنا القصة؟
٭ أنا أول مصري وأصغر عربي يصعد إلى قمة جبل إيڤرست، والحقيقة أن أول عربي صعد قمة إيڤرست كان من الكويت وهو زيد الرفاعي، وكنت أنا أول من يصعد قمة إيڤرست من نيبال، من ناحية الجنوب، وعندما صعدت القمة في العام 2007، كان تسلق الجبال وسياحة المغامرات شيء غريب على الناس، إلا أننا الآن نرى الشباب الصغير مهتم بمثل هذا النوع من السياحة، نظرا لما له من فوائد كثيرة ليس فقط من الناحية البدنية، وإنما من الناحية النفسية أيضا.
وأول جبل صعدت إلى قمته كنت في عمر الـ 16 عاما، ومنذ ذلك الحين شعرت بأن تسلق الجبال هو الشيء الذي أجيده، وكانت أول رحلة مغامرة قمت بها، نفذتها وحيدا بواسطة دراجة هوائية، وكانت مدتها 11 يوما تجولت بها في الاندلس ـ جنوب إسبانيا، وكانت هذه هي المرة الأولى التي أقوم فيها بتنفيذ رحلة منفردا معتمدا على نفسي تماما بميزانية ومواد ضئيلة جدا، وكانت من أكثر الرحلات التي جعلتني أتحمس للمغامرة، كما قمت بعد ذلك بتنفيذ عدة رحلات مستقلا الدراجة الهوائية، منها رحلة في جبال الأطلس بالمغرب، وفي السنوات الأخيرة اتجهت أكثر إلى مغامرات تسلق الجبال، وابتعدت قليلا عن رحلات الدراجة الهوائية، إلا أن هذا لم يمنع أبدا من أن رحلات الدراجة الهوائية أخذت في الانتشار خاصة في المنطقة العربية، حيث توجد الآن شركات تختص بمثل هذا النوع من الرحلات.
وتحتاج الرحلات طويلة المدى أو المغامرة بصفة عامة إلى ترتيبات وتجهيزات فريدة من نوعها مقارنة برحلات السياحة التقليدية، وكل من يشاركون في مثل هذه الأنواع من الرحلات يحصلون على قدر كبير من المتعة، لكنهم لم يدركوا كم التخطيط والإعداد الذي تم لتنفيذ مثل هذه الرحلات، وهذا هو مؤشر نجاح الرحلة، حينما يشعر القائم بالرحلة بسلاسة في كل شيء يفعله دون أن يفكر في التفاصيل.
كما قمت أيضا برحلة أخرى في صغري مررت من خلالها بـ 14 دولة، استغرقت 370 يوما، وبدأت حين ذاك أكتب عن القصص والمواقف والحكايات التي مررت بها، وكان ذلك في العام 2004، وكنت أفكر بجدية في أن أقوم بكتابة كتاب عن تفاصيل هذه الرحلة، إلا أنني بعدها تمكنت من صعود قمة جبل إيڤرست، وأيضا قررت بعدها أن أبدأ في كتابة الكتاب، إلا أنني أيضا قمت بصعود قمة الجبال السبعة والقطبين الشمالي والجنوبي، فلاحظت أن المواقف والحكايات أصبحت أكثر بكثير، إلا أنني مازال لدي أمل في يوم من الأيام في أن أقوم بكتابة كتاب يجمع كل مغامراتي، فلنعتبره مشروعا لكتاب مؤجل.
البرنامج التأهيلي
لديك شركة سياحة.. حدثنا عن سياحة المغامرات التي أصبحت من أكثر الأنماط السياحية نموا في الآونة الأخيرة؟
٭ سياحة المغامرات ليست قاصرة فقط على الكبار، حيث إننا نعمل الآن مع الأطفال، ونقوم بتنظيم معسكرات تدريب لهم بداية من عمر 7 سنوات حتى ننمي لديهم إحساس الارتباط بالطبيعة، خاصة أن إحدى أهم المشكلات التي تواجه العالم اليوم هي المشكلات البيئية ، وللتغلب على مثل هذه المشكلات، لابد أن يكون الإنسان قريبا من الطبيعة حتى يدرك حقيقة المشكلة وخطرها على العالم، كما أن رحلات المغامرات لها الكثير من الإيجابيات من جوانب مختلفة.
أما بالنسبة للراغبين في خوض تجربة سياحة المغامرات من الكبار، فلابد أن يكونوا على علم بما هم مقدمين عليه، حيث من الممكن أن تتحول المغامرة من مغامرة سهلة إلى مغامرة صعبة، ومن أهم الأشياء في رحلات المغامرات، هو اختيار المغامرة المناسبة للشخص المناسب، كما يجب إعداد الشخص المقبل على القيام بالمغامرة نفسيا وبدنيا، وعليه أيضا أن يقدم ما يفيد بأنه إذا كان قد قام بمثل هذا النوع من الرحلات أو المغامرات من عدمه، ومن خلال كل ذلك نستطيع أن نحدد له المغامرة التي تناسبه.
وإذا كان الشخص الراغب في المغامرة لديه هدف أو شيء صعب يريد تحقيقه مثل صعود قمة جبل إيڤرست، نقوم بوضع خط سير له أو خطة تدريب ورحلات مختلفة كنوع من أنواع التدريب، لتمكينه فيما بعد من تحقيق هدفه، ونقوم بإعطاء هذا الشخص الراغب في القيام بالمغامرة برنامجا تأهيليا عليه الالتزام به، ولن نسمح له بخوض المغامرة إلا بعد التأكد من تأهيله على أكمل وجه، والتأكد أيضا من توافر الأمان في الرحلة، حيث إن الأمان في رحلات المغامرات هدف رئيسي وأهم شيء بالنسبة لنا، وعامة الرحلات التي نقوم بتنظيمها للمغامرين تصل نسبة الأمان بها إلى 100%، في حين تصل نسبة المجازفة إلى 0%.
ونعمل منذ 10 سنوات في مثل هذه الأنواع من الرحلات، وقمنا بتسفير أكثر من ألف شخص في مغامرات مختلفة، وحتى اليوم لا توجد لدينا أي خسائر، كما أننا لم نواجه أي مشكلات، وكذلك لم نسجل أي حادثة تعرض لها أحد من المغامرين الذين يسافرون في رحلات من خلالنا.
ومن أكثر الدول التي تهتم بهذا النوع من السياحة (سياحة المغامرات) هي الولايات المتحدة الأميركية، وأوروبا بشكل عام، وخصوصا إنجلترا وإسبانيا وفرنسا، بالإضافة إلى دول جنوب شرق آسيا، واليابان والصين التي أصبحت من أكبر الدول التي تقوم بمثل هذا النوع من الرحلات، فضلا عن أن رحلات المغامرات أو «سياحة المغامرات» أخذت في الانتشار في الشرق الأوسط بشكل كبير، وعلى رأس الدول المهتمة بهذا النوع من السياحة هي: مصر والسعودية والإمارات، كما أننا لاحظنا في الآونة الأخيرة إقبالا كبيرا على مثل هذا النوع من السياحة من الكويت والبحرين وعمان وغيرها من دول منطقة الخليج.
رحلة الموت
تداولت الصحف أنباء عن تعرضك للغرق خلال رحلة في المحيط الأطلنطي.. صف لنا شعورك وهل تجرؤ على تكرارها مرة أخرى؟
٭ كانت إحدى المغامرات التي قمت بها هي مغامرة لعبور المحيط الأطلنطي بواسطة مركب تجديف، إلا أنه للأسف الشديد لم نتمكن أنا والمشاركون بهذه الرحلة من العبور، نظرا لوجود عاصفة شديدة في اليوم التاسع من الرحلة، ورأينا أنفسنا نحارب بين الحياة والموت، وكنا نهدف من هذه الرحلة لعبور المحيط، وتسليط الضوء على قضية شديدة الأهمية، وهي قضية اللاجئين وما يمرون به من معاناة ومحن خلال هجرتهم من بلد إلى آخر، وظللنا طيلة 12 أو 13 ساعة نحارب الموت في هذه الرحلة، وكنا بعيدين عن الاتصال، كما أننا لم نكن نعلم إن كان هناك أحد سينجدنا أم لا، خاصة بعد انقلاب المركب الخاص بنا في المياه، والعطل الذي تعرض له القارب المطاطي (قارب النجاة) الذي لم نستطع أن نفتحه. وتدربت لمدة عام كامل قبل اقدامي على خوض مغامرة عبور المحيط، وعلى الرغم من كل ذلك إلا أنني قررت عدم خوض التجربة مرة أخرى.
واكتشفنا في نهاية الأمر، أننا على الرغم مما مررنا به من محن شديدة، كان لدينا أمل أن نصل هدفنا، فقمنا بعمل فيلم وثائقي تم عرض أجزاء منه في مهرجان «كان» في شهر مايو الماضي، وحاز اعجاب الكثير من المنتجين والمخرجين خلال عرضه بفعاليات المهرجان، واستطعنا أن نحصل على دعم وتمويل حتى نتمكن من إنهاء الفيلم، وكان التمويل من قبل منتجين عالميين، وبالفعل عملنا على الانتهاء من الفيلم الذي تصل مدته إلى 75 دقيقة، وقدمنا منذ أيام قليلة مضت للمشاركة في «مهرجان برلين» أحد أكبر المهرجانات السينمائية في العالم، ولدينا أمل في أن يتم قبول الفيلم بالمهرجان، كما أننا نتوقع طرح الفيلم للجمهور اعتبارا من الصيف القادم، حيث يسلط الضوء على قضية المهاجرين، وما يتعرضون له من محن خلال هجرتهم.
مهمة «سبيكترا»
وما قصة اختيارك للمشاركة في مهمة لمحاكاة العيش على سطح القمر؟
٭ هي مهمة محاكاة للتواجد على سطح القمر أقيمت التجربة في مركز أبحاث بمنطقة بيلا في پولندا، في يوليو الماضي، لتوضيح ما سيشعر به المقيم في الفضاء، وهو معزول تماما عن البيئة، كان هدف المهمة هو تقديم نظرة ثاقبة للسمات البشرية الضرورية لاستيطان القمر مستقبلا، وقد تم اختياري ضمن فريق «سبيكترا»، الذي يتألف من 5 مماثلين لرواد الفضاء، أجروا 40 مشروعا بحثيا على مدى أسبوعين وركزت المهمة على دراسة التغيرات التي تطرأ على الإنسان، عندما يعيش في الفضاء، كما أجريت تجارب مختلفة، استخدمت في بعضها تقنية الواقع الافتراضي، وجرى تدريب الطاقم على تشغيل معدات خطرة أثناء المشي في الفضاء، واطمح أن أصبح مصدر إلهام وتحفيز للشباب العرب ليتسنى لهم رؤية أن بوسعهم الوصول إلى الفضاء.
ماذا عن طموحك في المستقبل؟
٭ لدي طموح بالنسبة لمجال البزنس يتمثل في توسيع تركيزنا من خلال شركة «وايلد جوانابانا» على المنطقة العربية، وخاصة منطقة الخليج ودولة الكويت على وجه التحديد، نظرا لأننا نشعر بأن الإقبال على مثل هذه الأنواع من السياحة يتزايد في الكويت.
أما من الناحية الشخصية وناحية المغامرة، فبعد تجربة عبور المحيط الأطلنطي، سأعود مرة أخرى لتسلق الجبال، ولدي أمل أن أتسلق سلسلة جبال الهيمالايا، كما أنني أنوي الذهاب إلى نيبال وتسلق أحد الجبال هناك التي تبلغ قمتها الـ8 آلاف متر تقريبا، خاصة أن هناك 16 جبلا في العالم تبلغ قمتهامسافة الـ 8 آلاف متر، أحدهم جبل إيڤرست، وفي اليوم الذي سأستيقظ به فاقدا لشغفي لرحلات المغامرات.. سأتوقف.
كيف أثر رحيل زوجتك على مسيرتك وعملك ووضع شركة «وايلد جوانابانا»؟
٭ تأثرت كثيرا بغياب زوجتي مروة التي مر على رحيلها 5 سنوات قاسية، إلا أنني استطعت في هذه الفترة أن أعود بشركة «وايلد جوانابانا» مرة أخرى، وأن أصل بها إلى المكان الذي تستحق، والتي هي عليه الآن.
نشاط مجتمعي
كيف جاءتك فكرة تأسيس جمعية خيرية؟
٭ كانت زوجتي الراحلة مروة لديها نشاط مجتمعي، حيث كانت تقوم بجمع لعب الأطفال المستخدمة، وإعادة توزيعها على الأطفال الأكثر احتياجا لها، مثل الأطفال المرضى بالمستشفيات، وآخرين بمعسكرات اللاجئين ودور الأيتام، وغيرها من الأماكن، ومن هنا جاءت فكرة تأسيس جمعية خيرية تعمل في هذا المجال، وزعنا خلال الـ5 سنوات الماضية أكثر من 100 ألف لعبة أطفال في 10 دول مختلفة، على رأسها دول الخليج ومصر، ونقوم الآن بعمل تنموي في العديد من الأماكن في مصر، ونستهدف الأماكن الفقيرة، والتي يحتاج قاطنوها إلى مساعدة حقيقية، حيث نقوم بتنظيم ندوات وإعطاء «كورسات» توعوية لإكساب أطفال هذه المناطق الفقيرة مهارات هم في حاجة إليها، كما نمكنهم من الحصول عل الخدمات التي لم تكن متوافرة لهم.