- بريطانيا أثبتت أنها شريك "الوفاء" في العسر واليسر في ظل أجواء عاصفة
- حجم التبادل التجاري وصل لـ 4.5 مليارات دولار العام الماضي..و6.5 ألف طالب ينهلون من غزير علم جامعاتها وكلياتها العريقة
- لندن والمدن البريطانية أصبحت موقعاً سياسياً واستثمارياً وتعليمياً جذاباً يتعايش معه الكويتيون بارتياح
- قرار تسهيل إجراءات التأشيرة الإلكترونية زاد عدد الرحلات إلى 14 رحلة مباشرة بين العاصمتين
أشاد الشيخ صباح خالد الحمد الصباح نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية بالمستوى المرموق الذي بلغته علاقات الصداقة الاستراتيجية والتاريخية القوية بين الكويت والمملكة المتحدة وأشرقت نواتها الأولى بين البلدين منذ أكثر من 250 عاما.
جاء ذلك في كلمة ألقاها الشيخ صباح الخالد خلال رعايته احتفالية نظمتها وزارة الإعلام الكويتية وسفارة المملكة المتحدة لدى البلاد صباح اليوم الأربعاء في فندق شيراتون الكويت بمناسبة الذكرى ال 120 على "مسيرة الشراكة والصداقة بين الكويت والمملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وشمال أيرلندا" منذ توقيع المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ مبارك الصباح على المعاهدة الكويتية - البريطانية في عام 1899.
وأضاف أن تلك النواة أشرقت تحديدا في عام 1775 مع تحويل طريق البريد الإنجليزي في الخليج إلى الكويت وسرت منذ ذلك العهد بخطوات زاخرة بالأمثلة والشواهد على متانة هذه العلاقة المبنية على الرغبة الصادقة في التعاون والاحترام والقائمة على المحبة والتقدير المتبادل.
وقال الشيخ صباح الخالد إنه طوال 120 سنة منذ توقيع الاتفاقية بين الكويت وبريطانيا العظمى تجلى فيها الالتزام البريطاني الصلب بالحفاظ على الكويت نظاما وشعبا وأرضا وتميز هذا الالتزام التاريخي بصدق المساندة مهما كانت تبعاتها.
وذكر أن بريطانيا العظمى "أثبتت بأنها شريك الوفاء في العسر واليسر في أجواء العاصفة وفي ظلال النسيم هذه حقائق دونها التاريخ وتولد منها شعور الشعب الكويتي بالثقة في القول والفعل ومنها جاء التآلف بيننا فصارت لندن والمدن البريطانية الأخرى موقعا سياسيا واستثماريا وتعليميا وثقافيا جذابا يتعايش معه الكويتيون بارتياح مستندين على تآلف عمره أكثر من قرن خصوصا مع قرار تسهيل إجراءات التأشيرة الالكترونية وزيادة عدد الرحلات إلى 14 رحلة مباشرة بين العاصمتين".
وأعرب عن بالغ الشكر والامتنان لكافة القائمين على هذا الحفل من ممثلي وزارة الإعلام الكويتية وسفارة المملكة المتحدة لدى الكويت والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وكل الجهات الأخرى المشاركة لما بذلوه من جهود كبيرة في الإعداد والتحضير والتنظيم الرائع لهذه الاحتفالية المميزة.
وقال "إننا نلتقي اليوم للاحتفاء بذكرى تاريخية عزيزة ستظل باقية ومحفورة في الذاكرة الوطنية لبلدينا الصديقين وتحظى باعتزاز فريد لمكانتها الكبيرة فقبل 120 عاما من اليوم بالتحديد وفي خطوة تعد تدشينا لدولة الكويت المدنية واستشرافا بعيد النظر من المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ مبارك الصباح إلى المستقبل تم التوقيع على هذه الأرض الطيبة على المعاهدة البريطانية الكويتية في 23 يناير 1899".
وتابع "وإذ نحتفل اليوم بهذه الذكرى العزيزة التي تكتسب أهمية خاصة لنشيد وببالغ الاعتزاز بالمستوى المرموق الذي بلغته اليوم علاقات الصداقة الاستراتيجية والتاريخية القوية بين دولة الكويت والمملكة المتحدة والتي انطلقت مسيرتها الطويلة وبدأت قبل التوقيع على هذه الاتفاقية التي تعد الحدث الأهم والأبرز في هذه العلاقة".
وأوضح أن التوقيع على المعاهدة الكويتية - البريطانية في عام 1899 شكل بداية حقيقية للدور المحوري الذي لعبته وتلعبه بريطانيا في أمن وسلامة دولة الكويت "وفي هذا الصدد فإننا نستذكر وبكل مشاعر التقدير والعرفان عدم تردد المملكة المتحدة منذ التوقيع على المعاهدة في تسخير قدراتها وخدماتها العسكرية للدفاع عن الكويت كلما تعرض أمنها للخطر".
ولفت إلى أن التعاون بين الجانبين لم ينحسر بعد التوقيع على المعاهدة بحماية الكويت بل قدمت بريطانيا كذلك الدعم للكويت في مجالات عدة منها البريد والاتصالات والخدمات ووفرت مساهمات ثمينة في نهضة وتنمية دولة الكويت على مر هذه العقود الطويلة من الزمن.
وأشار إلى أنه وصولا إلى استقلال الكويت عام 1961 فقد مثل التفاهم الكويتي البريطاني على استقلال الكويت آنذاك وإنهاء معاهدة عام 1899 صورة أخرى من صور الإدراك المشترك بأهمية صون سيادة الكويت الكاملة وانطلاق نهضتها الشاملة وانتقلنا بفضل ذلك إلى مرحلة جديدة من التعاون وفصل جديد من العلاقات التاريخية والروابط العميقة والصداقة الراسخة بين الجانبين.
وقال الشيخ صباح الخالد إن بريطانيا كانت كذلك ومباشرة بعد استقلال الكويت أسرع الدول استجابة لحماية الكويت والتصدي للعدوان الذي هدد به عبدالكريم قاسم رئيس النظام العراقي آنذاك مجسدة موقفا مشرفا آخر يعكس علاقات الصداقة الوثيقة بين بريطانيا وحليفها الأقدم والأوثق في منطقة الخليج.
وذكر أن الشعب الكويتي لم ولن ينسى أبدا الموقف النبيل والحازم للملكة المتحدة في تحرير دولة الكويت من الاحتلال العراقي الغاشم وعودة شرعيتها وسيادتها في عام 1991.
وجدد في هذه المناسبة "المفعمة بأريج التاريخ العريق للصداقة الراسخة بيننا عن أسمى آيات التقدير والاعتزاز بالموقف المبدئي والشجاع الذي اتخذته بريطانيا ومنذ اللحظات الأولى للعدوان وما أعقب ذلك من مساهمة بريطانية فعالة ورئيسية في جهود إعادة التعمير في الكويت إضافة إلى المشاركة البناءة في عمليتي إطفاء الآبار وتنظيف حقول الألغام حيث سيبقى هذا الموقف الرائد مخلدا في وجدان وذاكرة الشعب الكويتي".
وقال وزير الخارجية الكويتي "إننا وإذ نحتفي اليوم بتتويج إحدى أهم محطات تاريخ شراكتنا الوطيدة فإنه يتوجب علينا أن نواصل الحرص على رسم مسار مستقبلها وأن نعزز تعاوننا المشترك في تقوية مجالات التعاون الثنائية ترجمة لتطلعاتنا الطموحة وتحقيقا للرؤية المشتركة لقيادتي البلدين الصديقين التي تم التأكيد عليها خلال الزيارة التاريخية التي قام بها حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه إلى العاصمة البريطانية في نوفمبر من عام 2012".
وأشاد الشيخ صباح الخالد من هذا المقام "بالتقدم المستمر الذي نشهده على صعيد التعاون الثنائي في كافة المستويات والمجالات والتي تعكف على متابعته مشكورة مجموعة التوجيه المشتركة التي أسست في 2012 خلال تلك الزيارة المهمة لحضرة صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه".
وأوضح أن ذلك تجلى بإتمام المجموعة لاجتماعها الثالث عشر قبل شهر في ديسمبر الماضي بديمومة متواصلة للتنسيق دون انقطاع ومثابرة مضنية لتحقيق أهدافها مقدرين حرص كل القائمين عليها والجهات المشاركة فيها على المضي قدما بعملنا المشترك نحو آفاق أوسع ومستقبل أرحب وبما يعكس تطلعاتنا ويحقق مصالحنا المشتركة.
وقال إنه "بنظرة سريعة نجد بأننا نجحنا في تحقيق نمو مطرد في التعاون القائم في شتى المجالات الحيوية المهمة وفي المجال الاقتصادي فقد حققت الاستثمارات الكويتية في المملكة المتحدة نموا ثابتا منذ تأسيس مكتب الاستثمار الكويتي في لندن عام 1953".
وذكر أن ذلك المكتب يعد أول صندوق استثماري سيادي يفتتح في العاصمة البريطانية مما يعكس ثقة الكويت بالأسواق البريطانية ومكانة لندن كمركز مالي دولي "بالرغم من كل التقلبات والتحديات التي عصفت وتعصف بها فقد بلغ مجمل الاستثمارات الكويتية سواء من القطاع الحكومي أو الخاص في المملكة المتحدة ما يقارب ال 65 مليار دولار".
ولفت إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين الصديقين يشهد ارتفاعا ملحوظا بشكل سنوي وعلى سبيل المثال فقد ارتفع خلال السنوات القليلة الماضية بوتيرة ثابتة تقارب نسبة 10 في المئة بشكل سنوي حتى بلغ حجم التبادل التجاري في عام 2018 أكثر من 5ر4 مليارات دولار ونتطلع لمزيد من الارتفاع في هذا التعاون الحيوي في القادم من السنوات.
وبين أن التعاون في المجال التعليمي لم يتوقف عن التنامي بشكل ملحوظ إذ تضاعف عدد الطالبات والطلاب الكويتيين الدارسين في المؤسسات التعليمية المرموقة في المملكة المتحدة خلال السنوات الثلاث الماضية بنسبة 140 في المئة ليصل عددهم إلى 5ر6 ألف طالب وطالبة ينهلون من غزير علم الجامعات والكليات البريطانية العريقة. وأشار الشيخ صباح الخالد إلى أن العمل المشترك الوثيق في مجال الرعاية الصحية بات ينعكس بجلاء في ثقة المواطنين الكويتيين بكفاءة المؤسسات الطبية البريطانية وما تقدمه من خدمات وتسهيلات طبية متميزة للمرضى الكويتيين ومرافقيهم داعين المولى عز وجل أن يمن عليهم بالشفاء العاجل.
وجدد صادق مشاعر التهاني والاعتزاز بذكرى مرور 120 عاما على التوقيع على المعاهدة الكويتية - البريطانية لعام 1899 "متطلعين وبكل أمل وتفاؤل لأن نجدد العهد بيننا وأن نعمل من أجل سنوات وعقود وقرون قادمة من الصداقة الأوثق والترابط الأعمق والتكاتف الأوطد لاستكمال كتابة قصة هذه المسيرة الخالدة من التعاون والعمل المشترك بين الكويت والمملكة المتحدة".
وقد حضر الاحتفالية التي نظمتها وزارة الإعلام الكويتية وسفارة المملكة المتحدة لدى الكويت وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب محمد الجبري ونائب وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ محمد عبدالله المبارك الصباح ونائب وزير الخارجية السفير خالد الجارالله وسفير المملكة المتحدة الصديقة لدى البلاد مايكل دافنبورت إضافة إلى عدد من الوزراء والشيوخ وكبار المسؤولين في الدولة والسفراء المعتمدين لدى الكويت والعديد من ممثلي الجهات الرسمية في البلاد.
ويتم الاحتفال بهذه المناسبة تتويجا للعلاقات التاريخية والروابط العميقة والصداقة الراسخة التي يشهدها البلدان الصديقان منذ توقيع المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ مبارك الصباح على المعاهدة الكويتية - البريطانية عام 1899 لحفظ وصون أمن وسلامة دولة الكويت.
كما يعتبر هذا الحفل تدشينا لمناسبات واحتفالات عديدة في مستقبل العلاقات الوثيقة بين البلدين الصديقين واستكمالا للمسيرة الخالدة من التعاون والعمل المشترك بين دولة الكويت والمملكة المتحدة.
سفير بريطانيا: بلدنا وطن ثان للكثير من الكويتيين
قال السفير البريطاني لدى البلاد مايكل دافنبورت، إن بلاده أصبحت اليوم وطنا ثانيا للكثير من الكويتيين الذين يستثمرون في العقارات في بريطانيا ويدرسون في جامعاتها ويسافرون إليها أكثر من أي وقت مضى.
وأعرب دافنبورت عن شكره نيابة عن حكومة بلاده لحكومة الكويت وممثلها الشيخ صباح الخالد، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية ووزير الاعلام وزير الدولة لشؤون الشباب محمد الجبري، لاستضافة هذا الحفل من اجل الاحتفاء بذكرى أول معاهدة بين البلدين والتي "أسست منذ ذلك الحين والى يومنا هذا لسلسلة من التعاون والصداقة عبر الزمن".
وأكد أن بريطانيا تفخر بأنها كانت عضوا في التحالف الدولي الذي لعبت رئيسة الوزراء البريطانية آنذاك مارغريت تاتشر، دورا كبيرا في تشكيله من أجل تحرير الكويت من الغزو العراقي إلى جانب الأصدقاء في التحالف الذين نجحوا مع الكويتيين في استعادة استقلال وسيادة الكويت.
وأشار إلى أن الزيارات التاريخية المتبادلة عكست دائما العلاقات الاستثنائية والفريدة بين البلدين والشعبين ومن أشهرها زيارة سمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد، عام 2012 والتي كانت إحدى نتائجها تأسيس مجموعة التوجيه المشتركة التي تساعد على تعزيز وفتح آفاق جديدة للتعاون الدفاعي والأمني.
وشدد على أن بريطانيا مستعدة دائما للوفاء ومواجهة التحديات مع الكويت جنبا الى جنب في ظل رابطة الصداقة القوية وتطابق المصالح والقيم بين البلدين.
وزير الإعلام: العلاقات الكويتية - البريطانية مثال يحتذى به دولياً
قال وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب، محمد الجبري، اليوم الأربعاء، إن العلاقات الكويتية البريطانية "استثنائية ومميزة" وترسخت لتصبح مثالا يحتذى به في العلاقات الدولية.
واضاف الجبري ان الكويت تحتفل اليوم بذكرى مرور 120 عاما على اتفاقية الصداقة بين البلدين والموقعة في 23 يناير 1899 بين المغفور له الشيخ مبارك الصباح حاكم الكويت آنذاك والمعتمد السياسي البريطاني في الخليج العربي باعتباره ممثلا للحكومة البريطانية.
واوضح أن هذه الاتفاقية شكلت بداية للتعاون الذي تطور مع مرور الوقت ليشمل مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والاعلامية وتمثل اليوم حليفا موثوقا ثابتا.
وأكد حرص القيادة السياسية في دولة الكويت وعلى رأسها سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه على الدفع بآليات التعاون بين البلدين الصديقين بما يسهم في تحقيق المصالح العليا للبلدين ويعزز اواصر العلاقات التاريخية لمزيد من التطور والنماء.
وشدد على أن الشعب الكويتي لن ينسى الوقفات الدائمة والمشرقة للمملكة المتحدة الصديقة ولعل ابرزها ابان الاحتلال العراقي الاثم عام 1990 والذي تجلت فيه المواقف البريطانيه الثابتة في الوقوف الى جانب الحق الكويتي.