أضاء معرض «الفهد.. روح القيادة» المقام في مركز جابر الاحمد الثقافي أبرز معالم القيادة المتجسدة بالملك الراحل فهد بن عبدالعزيز آل سعود ـ رحمه الله ـ وحضوره السياسي الفاعل في تاريخ المملكة العربية السعودية.
ويقدم المعرض من خلال 14 جناحا مسيرة أكثر من 50 عاما شارك فيها الملك الراحل في بناء دولته داخليا وخارجيا وتعزيز علاقاتها الدولية شرقا وغربا منطلقا من عقيدته الإسلامية وإدراكه لمكانة بلاده في العالمين العربي والإسلامي.
وتضمن الجناح الأول العديد من الصور والوثائق التي تتناول عمق العلاقات السعودية ـ الكويتية بعنوان «الكويت والسعودية بلد واحد»، والتي تؤكد امتداد العلاقة بين البلدين الى عقود طويلة وضاربة في جذور التاريخ.
وعرض الجناح الثاني (السيارات) سيارة الملك فهد الشخصية (أولدز موبيل) البيضاء التي تحتفظ بذكرى الأخوة الموثقة صوتا وصورة بعد أن اصطحب فيها ـ رحمه الله ـ شقيقه أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الاحمد ـ رحمه الله ـ في نزهة برية في ثمانينيات القرن الماضي.
وحضرت تلك السيارة في معرض الفهد بالكويت ناقلة ذكرى العفوية والبساطة بين الشقيقين بعد ان قطعت حتى يومنا هذا 83481 كيلومترا.
أما الجناح الثالث فقد حمل عنوان «نشأة قائد» تناول تعريفا بالملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود والد الملك فهد ووالدته الأميرة حصة السديري ـ رحمهما الله ـ وأبرز خطوات فهد في القيادة سواء رحلاته صحبة الملك عبدالعزيز أو أخويه سعود وفيصل وصولا إلى توليه مهمات وزارية وادارية كبيرة حتى أصبح وليا للعهد ثم ملكا.
ولكل قائد منطلق يؤمن به ويقود حركاته وتصرفاته وهو ما عرضه جناح (الفهد والإيمان) عن الفهد كقائد مسلم يتخذ من الشريعة الإسلامية منهجا في عمله الداخلي والخارجي فقد كان يهتم بقضايا أمته الإسلامية وطرق نشر الإسلام عالميا ونصرة المستضعفين.
وعرض هذا الجناح إسهامات الفهد في توسعة الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة وكذلك إنشاؤه لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، وغيرها من الإسهامات المتنوعة في خدمة الإسلام والمسلمين.
أما جناح (الفهد وبناء الدولة) فقد تناول حرص الملك فهد على تطوير النظام الأساسي للحكم وإبراز الأسس التي تقوم عليها الدولة في اطار تنظيمي مؤسسي معلن حيث كان الاهتمام لديه منذ فترة مبكرة ليتحقق ذلك في عام 1992 بإصدار الأنظمة الأساسية الثلاثة وهي النظام الأساسي للحكم ونظام المناطق ونظام مجلس الشورى.
بدوره، عكس جناح (الرياضة والشباب) اهتمام الملك فهد بالرياضة والشباب وتسخيره الإمكانيات وإيجاد البيئة الملائمة لتحقيق تفوق وبروز لهذا القطاع حتى وصل الى العالمية حيث اشرف الملك فهد شخصيا على خطة التنمية الثانية والتي أنفقت بشكل كبير على الرياضة السعودية.
وجاء جناح (الطفل والتنشئة القيادية) موجها الى جيل الشباب الخليجي والعربي للاطلاع على سيرة الملوك والقادة والظروف التي عاشوها والإنجازات التي قدموها لشعوبهم وموجها أيضا للأطفال من خلال تخصيص جناح بعنوان تشرف عليه اختصاصيات في رياض الأطفال.
وتطرق جناح «رجل الحرب والسلام» الى شخصية الملك فهد باعتباره قائدا حقيقيا في الظروف الصعبة الحاضر في كثير من القضايا والمشكلات التي كادت أن تعصف بالمنطقة كالغزو العراقي للكويت والقضية الفلسطينية وأزمة البوسنة والهرسك والحرب اللبنانية الأهلية وغيرها.
أما جناح «الفهد وقادة العالم» فقد استعرض حضور الملك فهد البارز في المشهد السياسي السعودي قرابة 50 عاما منذ عام 1945 بعد زيارة الولايات المتحدة لتوقيع ميثاق الأمم المتحدة.
وتخلل الجناح صور للملك فهد مع صناع القرار في دول العالم وعلاقاته مع وزراء وشخصيات وزياراته الخارجية واستقباله لوفود زائرة للمملكة.
وتناول جناح «الفهد من الداخل» تعريفا بعائلة الملك فهد وابنائه وأحفاده وتم عرض مجموعة من صورهم الشخصية التي التقطت مع الفهد كما استعرض الجناح بعض مقتنيات الفهد الشخصية وتلك التي توثق نشاطه الانساني واهتمامه بالصحراء ورحلات البر.
وانطلاقا من مبادئ وقيم الملك فهد الاسلامية واعماله الجليلة لخدمة دينه ووطنه عرض جناح «مؤسسة الملك فهد الخيرية» جهود المؤسسة التي تهدف الى الاسهام في الشؤون الاسلامية والتعليمية والاجتماعية والصحية وكل ما ينفع الانسان.
واحتوى المعرض جناح «الفيلم الوثائقي» وهو عبارة عن فيلم قصير عن تاريخ الملك فهد رحمه الله يتناول فيه القيادة في شخصية الملك فهد وكيف برزت في مواقف متعددة تتضمن تعليقات من شخصيات عاصرت الملك في حياته.
أما جناح «الفهد الى رحمة الله» فقد استعرض يوم رحيل الملك فهد في الاول من اغسطس عام 2005 وعصر اليوم الذي يليه حيث صليت عليه الجنازة في جامع الامام «تركي بن عبدالله» في الرياض ونقل جثمانه الى مقبرة العود ودفن بجوار اخوانه ووالده رحمهم الله.
3 ندوات وأمسية شعرية
تقام على هامش المعرض برامج ونشاطات وندوتان تتناول العلاقات التاريخية بين السعودية والكويت بقاعة السينما بمركز المؤتمرات في مركز الشيخ جابر تقام الأولى في 17 الجاري ويشارك فيها كل من الأمين العام لدارة الملك عبدالعزيز، د. فهد السماري وأستاذ التاريخ بجامعة الكويت د. سعود العصفور ويديرها الإعلامي محمد الوسمي.
فيما تشهد الندوة الثانية في اليوم الذي يليه مشاركة كل من الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الأسبق د. عبدالله بشارة وعضو مجلس الشورى السعودي د.إبراهيم النحاس والكاتب والمحلل الكويتي د. عايد المناع وعضو مجلس الشورى السابق د. صدقة فاضل ويديرها الإعلامي محمد الملا.
وتتضمن برامج وأنشطة المعرض ندوة فنية يوم 19 فبراير الجاري تتناول تأثير التعاون الفني السعودي الكويتي وأثره في الساحة الفنية الخليجية يشارك فيها كل من الفنانين الكويتيين سعد الفرج وجاسم النبهان والسعوديين عبدالمحسن النمر وعبدالإله السناني.
وتختتم أنشطة المعرض وفعالياته يوم 20 فبراير الجاري بأمسية شعرية للأمير سعود بن عبدالله بن محمد آل سعود.
الفهد.. روح القيادة
بقلم: محسن أبورقبة العتيبي
«ما عاد في كويت ولا في سعودية.. في بلد واحد.. يا نعيش سوا.. يا ننتهي سوا».
انتهى الاقتباس من خطاب جلالة الملك الراحل فهد بن عبدالعزيز آل سعود، رحمه الله، بعد الغزو العراقي الغاشم للكويت.
ما أجمل الوفاء من الرجال الكبار.
فالوفاء لا يغيب مثلما تغيب الشمس.
والوفاء لا يذوب مثلما يذوب الثلج.
والوفاء لا يموت حتى وإن مات صاحبه.
الوفاء من أروع صفات المخلصين الذين يتحلون بالخصال الحميدة والشهامة والمروءة وقبل كل شيء يملكون الشجاعة.
وتلك الكلمات ليست كالكلمات، بل مازالت خالدة في ذاكرة التاريخ، ومن الصعب نسيانها، لاسيما أن قائلها رجل دولة من الطراز الفريد، رجل يحمل في قلبه كل الوفاء والإنسانية للامتين العربية والإسلامية، رجل دولة لن تنساه الأمم العظيمة، ولن ينساه الشعب الكويتي الوفي عندما اتخذ جلالته القرار الصعب، في الظروف الصعبة، وسخر كل إمكانات المملكة الغالية في تلك الظروف القاهرة حتى تعود الكويت حرة أبية.
واصل الملك الراحل فهد بن عبدالعزيز آل سعود، رحمه الله، ملك المملكة العربية السعودية آنذاك، واصل جهوده الكبيرة، وأوعز لحكومته بتكثيف التحركات الديبلوماسية والسياسية لقضية الكويت، وفي تلك اللحظات استمر شعب المملكة الوفي في مسلسل الفزعات، وفتحت السعودية أبوابها من كل الاتجاهات برا وبحرا وجوا، حتى حقق الملك الراحل فهد بن عبدالعزيز عهده وأوفى بالوعد الذي قطعه على نفسه، ذلك الوعد الذي حرك جيوش العالم قاطبة وألف بين قلوبها لعودة الشرعية الكويتية والشعب الأبي.
في هذه الأيام تستضيف الكويت معرض «الفهد.. روح القيادة»، حيث يترأس اللجنة التنفيذية العليا سمو الأمير تركي بن محمد بن فهد آل سعود، ذلك المعرض الذي يعيد لنا التاريخ العتيد للرجل الفريد من نوعه في تعامله الراقي وتواضعه الجم، وتضحياته ودفاعه عن قضايا أمته، وذلك الوفاء الذي لم ولن ينساه كل مواطن كويتي استمع لخطابه الشهير الذي حرك الآمال وساهم في رفع المعنويات، واختصر كل الطرق والمسافات، حتى ترجم خطابه إلى أفعال يشار لها بالبنان.
مختصر مفيد:
الفهد.. روح القيادة..
حياته دروس وعبر تتداولها الأجيال في كل مكان وزمان..
كلماته.. خطاباته.. تحمل في طياتها الكثير من المعاني والقيم التي لا تخلو من بعد النظر.
صفاته.. جزلة بمعنى الكلمة، أخفى أكثر مما أظهر.. وقدم أكثر مما أخذ.
سيظل التاريخ معنونا اسم جلالته.. لطالما كان المشهد الرئيسي في حياة أهل الكويت ابان فترة الاحتلال العراقي الغاشم لبلادهم.
[email protected]
M_TH_ALOTAIBI@
الفهد.. قائد صنع التاريخ
بقلم: سعد النشوان
اعتاد الشعب الكويتي ذكر الجميل لكل من قدم له طيبا أو جميلا، وهذا شيء من الطبائع التي تطبع عليها الكويتيون مستلهمين ذلك من الدين الإسلامي الحنيف قال تعالى: (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان.. الرحمن - 60).
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من استعاذ بالله فأعيذوه ومن سألكم بالله فأعطوه ومن استجار بالله فأجيروه ومن آتى إليكم معروفا فكافئوه فإن لم تجدوا فادعوا له حتى تعلموا أن قد كافأتموه».
في الثاني من أغسطس 1990 يوم الغدر عندما غدر الجار لم نجد إلا العمق الاستراتيجي لنا المملكة العربية السعودية الشقيقة بقيادة القائد الفذ الملك فهد بن عبدالعزيز، رحمه الله، ليجيرنا من نار الجيش العراقي.
اننا عندما نستذكر الملك الفهد، رحمه الله، نستذكر الطيب والخلق والحضن الذي احتضن الكويتيين والذي كلما نراه في التلفزيون كنا نستبشر خيرا.
إن كلمة الملك فهد، رحمه الله، «يا ترجع الكويت او تروح السعودية والكويت معا» هي الشرارة الأولى لتحرير الكويت من جنود الظلام.
لا ينكر دور الملك فهد، رحمه الله، أو دور المملكة العربية السعودية في استضافة الشرعية الكويتية بقيادة أمير القلوب الراحل الشيخ جابر الأحمد، رحمه الله، وسمو الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله، رحمه الله، والشعب الكويتي إلا ناكر للأخلاق.
ان الفهد، رحمه الله، كان رجل دولة بكل المقاييس فهو من بنى الأساس الصناعي والاقتصادي في المملكة العربية السعودية وكذلك من حول القفار والبراري إلى جنات خضراء وأصبحت المملكة الرقم الاقتصادي الصعب في المنطقة بل ودخلت ضمن مجموعة العشرين الأقوى اقتصاديا بالعالم بسبب الأساس الاقتصادي الذي وضعه الفهد، رحمه الله، ان الملك فهد، رحمه الله، ليستحق منا ككويتيين الكثير.
ونحن سنبقى نستذكر الفهد، رحمه الله، في صلواتنا ودعائنا له بالرحمة وللمملكة العربية العز والاستقرار بقيادة عضيد الملك الفهد، رحمه الله، خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله.
مع علمنا اليقين بحب سلمان الحزم والعزم للكويت وقائدها أمير الإنسانية صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، وسمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد، والشعب الكويتي الكريم
ونحن على يقين بأن سياسة الفهد هي سياسة الملك عبدالله بن عبدالعزير، رحمه الله، وسياسة الملك سلمان حفظه والله.
والكويت والسعودية بلدان بقلب واحد.
رحمك الله يا ملك فهد وجعل الجنة مثواك.
[email protected]