أسامة دياب
أشاد السفير الإيراني لدى البلاد محمد إيراني بالوشائج التاريخية والجغرافية والاجتماعية التي تربط إيران والكويت منذ قرون مضت، موضحا أن مسيرة هذه العلاقات تزداد رسوخا بفضل القيادة الحكيمة في البلدين الجارين، ولاسيما دور صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد في لم الشمل وتعزيز الوفاق الإقليمي الأمر الذي أدى إلى رفعة واعتلاء مكانة الكويت على المستوى الإقليمي والدولي.
وأوضح - في مجمل كلمته التي ألقاها خلال الحفل الذي أقامته السفارة الإيرانية بمناسبة العيد الوطني والذكرى الـ ٤٠ لانتصار الثورة الإسلامية وبحضور مساعد وزير الخارجية لشؤون آسيا السفير علي السعيد ولفيف من أعضاء السلك الديبلوماسي - يحتفل شعبنا هذه الأيام بذكرى مرور أربعين عاما على انتصار الثورة الإسلامية واليوم الوطني الإيراني، تلك الغرسة اليافعة التي تحولت اليوم إلى شجرة عملاقة مثمرة على الرغم من كل المنغصات والعقوبات وظروف الحصار.
وتابع: أربعون عاما مضت وإيران ترسم مستقبلها المشرق وتتجاوز التحديات بفضل إرادة الشعب وصموده وصبره وإيمانه بقيادته، موضحا أن إيران في عداد الدول المتقدمة، حيث نجح شبابها في دخول الأندية التكنولوجية المتطورة كالعلوم النووية والفضائية والطبية، لاسيما في مجال الخلايا الجذعية وزراعة الأعضاء، وننتج 95% من المستحضرات الدوائية التي يحتاجها شعبنا وهذا الاكتفاء الذاتي والتفوق العلمي الذي لا يمكن إنكاره لا يحصل إلا بإرادة الشعب وتحمل مصائب عديدة.
وأشار إلى التقدم الملحوظ والمدهش في مجالات الصناعة والمناجم وإنتاج المحاصيل البتروكيماوية والألومنيوم وإنتاج المستلزمات العائلية وكذلك إنتاج السيارات ومواد البناء والفولاذ والإسمنت، وذلك بعد انتصار الثورة المباركة.
وأضاف: ان معظم الإنجازات النووية السلمية والفضائية وبناء السفن العملاقة العابرة للمحيطات والمحركات النفاثة تتم بفضل سواعد شبابنا المبدعين وفي خضم ظروف المقاطعة والحصار والضغوطات اليومية، وكل هذا يؤكد النمو الاقتصادي من خلال الابتعاد عن الاقتصاد أحادي الدخل المعتمد على النفط، ودعم القطاع الخاص وتشجيع الاستثمارات الأجنبية، حيث أصبحت إيران في المرتبة المتفوقة في سلم الاقتصادات العالمية المؤثرة.
وشدد على أن تعزيز العلاقات الأخوية البناءة مع كل الدول المتطلعة للحرية والاستقلال، ولاسيما دول الجوار من أهم أولويات السياسة الخارجية الإيرانية، موضحا أن بلاده على يقين بأن دول المنطقة تملك القدرة على توفير الأمن والاستقرار من خلال التعاون والتعاضد دون الاستقواء بالقوى الأجنبية فلا يمكن استيراد الأمن من خارج المنطقة ومن هذا المنطلق ندعو دول المنطقة إلى تعاون إقليمي شامل يضمن أمنها ورخاء ومستقبل شعوبها، وان وجود أي خلافات محتملة يمكن حلها بالتفاهم والحوار.