عبدالعزيز الفضلي
وصف تربويون وأكاديميون واقع التعليم العربي في ظل الظروف السياسية والإقليمية التي تمر بها المنطقة بأنه هامشي، مشيرين إلى أن المنطقة العربية برمتها تراجعت في إعداد المناهج والمعلمين إضافة إلى أن الحكومات لم تعد واضعة في سياساتها الإنفاق على التعليم الحكومي الأمر الذي يدفعنا بشدة إلى التعامل مع خصخصة التعليم.
وأكد الأمين العام لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية السفير محمد الربيع أن دولنا العربية بدأت تنحدر في التعليم وفي الوقت الذي تلغي فيه الدول المتطورة في التعليم كاليابان آلية النجاح والرسوب وتعتمد على التعليم المرن الهادئ المصحوب بالبحث العلمي نجد أن بعبع الاختبارات لدينا يؤرق الأسرة والجيران والمجتمع، مضيفا: زرت اليابان مع الرئيس السيسي ورأيت كيف يتم تطبيق التعليم المفتوح وكيف يتم تحريك مهارات الطفل بأساليب علمية حديثة.
وقال الربيع في مؤتمر صحافي عقده الاتحاد العربي للتعليم الخاص أمس على هامش اجتماعه الأول بعد الإشهار «نجتمع في هذا البلد العروبي المضياف لوضع استراتيجية جديدة تتحول تحولا نوعيا نحو تعليم متطور حديث في الوقت الذي تمر بها دولنا العربية بظروف صعبة وضعتها في حالة استثنائية دقيقة لاسيما وأن دول العالم أجمع تتطلع الآن إلى العام 2030 لذا يجب أن يكون هناك تحول كبير نحو التعليم الرقمي».
وأوضح الربيع أن التوجه القائم الآن هو ضم وزارات التربية والتعليم العالي والثقافة في وزارة واحدة لتطبيق هذا النوع من التعليم، لافتا إلى ضرورة خصخصة التعليم وأن يولد الطفل ضمن إطار منحة مالية للتعليم تتحمل الأسرة نصفها والحكومة النصف الآخر مشيرا في الوقت نفسه إلى أن المدارس الخاصة تعتمد على الربح فقط ولا تعتمد على جودة التعليم.
من جانبه أكد رئيس الاتحاد د.محمد خليفة: اننا أبناء وطن واحد ونحو 90% بيننا من أبناء جيل واحد وثقافة واحدة وحضارة ممتدة عبر التاريخ، ولكن للأسف تفرقنا وهذا ليس محل افتراء وإنما واقع نعيشه كل يوم، راجيا أن يكون التعليم بداية الوحدة الثقافية بين بلداننا وأن يكون هناك تعليم عربي موحد مع منح كل دولة آلية التطبيق التي تتناسب مع عاداتها وتقاليدها.
وشدد خليفة على ضرورة الاستثمار في التعليم ليس الجامعي فقط وإنما في جميع مراحل التعليم بما يمكن من وجود مخرجات قادرة على مواجهة التحديات الاقتصادية في العالم، مشيرا إلى أن في الكويت يوجد المعلم السوري والعراقي والمصري والتونسي وإن كانت هذه مكونات التعليم فلماذا لا تكون هناك معايير موحدة للتعليم في الدول العربية؟
بدوره رحب رئيس الاتحاد الكويتي للمدارس الخاصة عمر الغرير بأعضاء الاتحاد العربي للتعليم الخاص، مؤكدا وضع كل الإمكانيات أمامهم في سبيل دعم التعليم الخاص ليكون رافدا أساسيا للتعليم العام، لاسيما وأن كثيرا من طلبة المدارس الحكومية أصبحوا ينسحبون منها أخيرا ويتجهون للمدارس الخاصة.
إلى ذلك حدد أعضاء الاتحاد العربي للتعليم الخاص 21 مقترحا لتطبيقها في المستقبل القريب أهمها تأسيس أكاديمية عربية لتطوير وتأهيل القادة والمعلمين مبنية على المعايير المهنية الدولية.