قال الخبير الفلكي عادل المرزوق ردا على بعض التساؤلات حول «برد العجوز» والفترة التي تتميز برياح شمالية باردة قصيرة وفجائية ويكون هبوبها في نهاية موسم الشتاء: تفسيرا لهذه الفترة نؤكد أن حالة الطقس في الفترة الحالية التي تمر بها المنطقة تسودها حالة مناخية تعرف في شبه الجزيرة العربية ببرد العجوز، ويطلق عليها اسماء عدة مثل نوء سعد السعود أو رياح الحسوم التي ذكرت في القرآن الكريم.
وأضاف: الحسوم هي فترة مناخية قصيرة تبدأ يوم 8 مارس وتنتهي يوم 15 مارس، وقد سميت هذه الفترة بالحسوم لأنها تحسم بين فصلي الربيع والشتاء، ويقال أيضا أنها سميت بذلك لأن الريح التي أرسلها الله في تلك الفترة حسمت قوم عاد ولم تترك منهم أحدا، كما ورد في سورة الحاقة الآية 6-7 (وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية).
وتحدث عن هذه الفترة فقال: تقع التقلبات المناخية مع قدوم فصل الربيع، وتستمر حتى نهاية شهر مارس بسبب الطبيعة المناخية لمنطقتنا الصحراوية. وهي عبارة عن فترة برد تأتي في آخر فصل الشتاء وبداية فصل الربيع وعدد أيامها 22 يوما تبدأ من 8 مارس حتى يوم 30 مارس.
واستطرد: تدخل علينا في يوم 25 مارس فترة البرد المشهورة باسم «بياع الخبل عباته» التي يعتقد كثير من الناس انها تأتي في كل سنة ولكن الصحيح ان فترة برد «بياع الخبل عباته» تكون في الفترة التي تهب فيها الرياح الشمالية او الشمالية الغربية الباردة والنشطة وفترة برد العجوز، وفترة «بياع الخبل عباته» عادة يسبقها ارتفاع ملحوظ في درجة الحرارة، وهذا الارتفاع في درجة الحرارة يؤدي الى اعتقاد الكثير من الناس أن البرد قد انتهى وان فترة الصيف قد دخلت فعلا، إلا أن البرد يعود مرة اخرى ولكن يكون مصحوبا برياح شمالية نشطة محملة بالغبار والأتربة، وفي نهايته تسود الرياح الجنوبية أو الجنوبية الشرقية الدافئة.
ويرجع سبب تسمية هذه الفترة ببرد العجوز إلى أن العجائز من النساء تكرهنها لشدة برودتها أو لأنها تأتي في عجز الشتاء أي أواخره.
وتذكر الاساطير العربية القديمة أنه كانت هناك امرأة عجوزا لديها 6 نعجات فأحست بالدفء، فاعتقدت ان البرد انتهى فجزت صوف غنيماتها ثم خرجت ترعى بها في الصحراء خلال أيام الاسبوع الاول من شهر مارس وكان الجو صافيا ودافئا ولكن البرد رجع فجاءة مرة ثانية فأدى ذلك الى نفوق كل اغنامها.
وقيل إن سبب تسمية هذه الفترة بـ«برد العجوز» يرجع الى ان كاهنة عجوز عربية في العصور القديمة الغابرة عند العرب قبل الاسلام بفترة طويلة قد تكهنت بعودة الشتاء في مثل هذه الفترة لأيام قلائل، حيث أخبرت قومها بقدوم برد شديد سيقع أواخر فصل الشتاء سيهلك ماشيتهم ولكن قومها لم يصدقوها، فحدث فعلا توقعها ونفقت كل ماشيتهم فسموها لذلك «أيام العجوز» وسميت أيام هذه الفترة نسبة لها.