- وزير الخارجية: الكويت تعوّل على جهود الاتحاد الأوروبي في قضايا المنطقة وإحلال السلام
- الجانبان قطعا شوطاً كبيراً في الحوار حول قضايا مثل الأمن والطاقة والتنمية الإنسانية
- موغيريني: الكويت دولة عظيمة لها خصوصية كبيرة لدى الاتحاد الأوروبي
- نسير مع الكويت في الجانب ذاته من التاريخ وهو جانب السلام وقررنا الاستثمار في إرسائه
محمد راتب
أكد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد أن افتتاح مقر بعثة الاتحاد الأوروبي في البلاد تتويج لمسيرة التعاون الناجحة بين الجانبين، مشيرا إلى أن الاتحاد الأوروبي شريك أساسي للكويت في التجارة والاستثمار والطاقة والتعليم والصحة والتعاون الأمني والعسكري إلى جانب العديد من القطاعات.
جاء ذلك في تصريح للصحافيين على هامش مشاركته في افتتاح مقر بعثة الاتحاد الأوروبي بحضور الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد نائب رئيس المفوضية الأوروبية فيديريكا موغيريني وجمع من سفراء الدول العربية والصديقة.
وأشار إلى حرص الكويت على الشراكة مع الاتحاد الأوروبي ما من شأنه إتاحة المجال الأوسع والأرحب في تعزيز التعاون المشترك، فالكويت والاتحاد الأوروبي قطعا شوطا كبيرا في الحوار حول قضايا مثل الأمن والطاقة والتنمية الانسانية، موضحا أن مذكرة التفاهم التي وقعت بين الجانبين من شأنها إتاحة المجال لمشاركات أوسع، مستذكرا مشاركة الاتحاد الأوروبي خلال السنوات الماضية بمؤتمرات المانحين الدولية لدعم الوضع الانساني في سورية إضافة إلى مشاركته في مؤتمر إعادة إعمار العراق الذي استضافته الكويت في فبراير 2018.
وذكر الشيخ الخالد ان الكويت تعول على جهود الاتحاد الأوروبي في قضايا المنطقة وإحلال السلام وتتشارك معه في افق واحد، فالقمة العربية الماضية كانت احدى المحطات الاساسية في التعاون العربي الأوروبي، مبينا ان التعاون الخليجي الأوروبي قطع أشواطا كثيرة ومهمة خلال الفترة الماضية.
ومن جهتها، قالت الممثل الاعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد نائب رئيس المفوضية الأوروبية فيديريكا موغيريني إن الوفد هو الثالث الذي يزور المنطقة بعد وفدي السعودية والإمارات، وهو يحضر إلى دولة عظيمة لها خصوصية كبيرة عندنا، وعلامة دالة على محبتنا للكويت وأهلها، التي أثبتت خلال السنوات الماضية تعاونا كبيرا ومدهشا في الكثير من القضايا.
وذكرت أن ابرز ما يميز الوفد التقارب الذي حققه مع الجانب الكويتي، ففي وقت تعلو فيه أصوات الشقاق والتنازع تظل الكويت هي صوت الحكمة وقوة للسلام، كما كانت دوما، وهذا ما جعلنا نسعد بكوننا شركاء معها طوال تلك السنوات.
وتابعت: اننا نسير مع الكويت في الجانب ذاته من التاريخ وهو جانب السلام، وقد قررنا في الاتحاد الأوروبي أن نستثمر في إرساء السلام، ولهذا السبب قدمنا إلى مدينة الكويت، لأننا نتشارك هذه الرؤية عن السلام، مبينة ان حضور الوفد هو رسالة أيضا إلى كل المنطقة، فنحن في الاتحاد الأوروبي نهتم بمنطقة الشرق الأوسط والخليج، وبالسلام والأمن والتنمية البشرية فيها، وذلك لكوننا جيرانا، ومن المهم أن نستثمر في العلاقات الموجودة بيننا، وأن نعظم فرص التعاون حين تتوافق مصالحنا وقيمنا.
وأشارت إلى انه ولهذه الأسباب لابد من ان نتعاون معا في كبح جماح العنف والتصعيد، والتحاور حول المسائل الخلافية بشكل سلمي، فهذا ما تعلمناه في منطقتنا الأوروبية بعد أن أنهينا عقودا طويلة من الحروب في قارتنا، مبينة ان الانقسام الموجود في منطقة الخليج يزيد الشقاق بشكل سلبي سواء داخل منطقة الخليج أو فيما وراءها.
وزادت: اننا نؤيد التفاوض من أجل إيجاد حل للانقسام في الخليج، وفي اللحظة التي طرحت فيها الكويت مبادرتها للوساطة، كنا من الداعمين لها بكل ما نملك، وقد حضرت إلى الكويت صيف 2017 وقابلت صاحب السمو الأمير وناقشنا طرق المساعدة في هذا الصدد، مؤكدة ان العلاقة بين الاتحاد الأوروبي والعالم العربي تتجاوز حدود الجيرة، فبيننا تاريخ طويل وثقافة مشتركة.
وفيما يتعلق بافتتاح البعثة قالت إن الافتتاح دليل على مدى قرب الجانبين ورغبة الاتحاد الأوروبي في تعزيز العلاقات مع الكويت، حيث عمل الاتحاد جنبا إلى جنب مع الكويت في العديد من القضايا المتعلقة بالمنطقة فضلا عن مشاركته في رئاسة المؤتمر الدولي لإعادة إعمار العراق ومساهمتهما في انقاذ وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى الاونروا من ازمتها المالية.
وتابعت بأن الكويت والاتحاد الأوروبي لا يزالان من بين اقوى المؤيدين للاجئين السوريين في الأردن ولبنان والأطفال في اليمن، مشيرة إلى أن الجانبين وقعا قبل اعوام قليلة اتفاقا لترتيب التعاون بين الخدمات الخارجية والآن من خلال تأسيس وجود ديبلوماسي كامل في الكويت فإننا نفتح صفحة جديدة في شراكتنا والهدف هو مواصلة تعزيز الحوار السياسي والتعاون الاقتصاد ولا سيما لدعم رؤية (كويت جديدة 2035)، مشيرة إلى أن الوفد الأوروبي سيسعى لبناء جسور بين المجتمع الكويتي والمواطنين الأوروبيين.
الخالد استقبل موغيريني: دور كبير للاتحاد الأوروبي في إرساء الأمن والاستقرار إقليمياً ودولياً
استقبل نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي ونائب رئيس المفوضية الأوروبية فيديريكا موغيريني، وذلـــك بمناسبة زيارتها الرسمية إلى البلاد.
وخلال اللقاء، أشاد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية بعمق العلاقات الوثيقة والعريقة التي تربط الكويت مع الاتحاد الأوروبي، وهنأ موغيريني بافتتاح مقر بعثة الاتحاد لدى البلاد بشكل رسمي.
وأشار إلى أن افتتاح مقر البعثة في الكويت يعد نتيجة طبيعية للتطور المستمر والإيجابي الذي شهدته مسيرة التعاون المثمرة والمتواصلة بين الجانبين، وأثنى على الدور الكبير الذي يضطلع به الاتحاد ومساهماته البارزة والمهمة في سبيل إرساء عناصر الأمن والاستقرار على المستويين الإقليمي والدولي.
من جهتها، جددت موغيريني الإعراب عن الاعتزاز بالعمل المشترك الوطيد الذي يربط بين الكويت والاتحاد الأوروبي وسعادتها بإجراء هذه الزيارة لافتتاح مقر بعثة الاتحاد لدى البلاد.
وقالت موغيريني إن هذه الخطوة خير دليل على التقارب الشديد بين الجانبين، ويعكس الرغبة الصادقة للاتحاد الأوروبي في تعزيز العلاقات مع الكويت بشكل أكبر، كما أعادت التنويه بدور الكويت ومساعيها لدعم الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى تعزيز الأمن والسلام ومعالجة الأزمات في هذه الأوقات الصعبة التي تمر بها المنطقة.
هذا، وأقام الشيخ صباح الخالد مأدبة عشاء عمل رسمية على شرف الضيفة والوفد المرافق لها.
حضر اللقاء وعشاء العمل نائب وزير الخارجية خالد الجارالله ومساعد وزير الخارجية لشؤون أوروبا السفير وليد الخبيزي ومساعد وزير الخارجية لشؤون مكتب نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية السفير الشيخ د. أحمد ناصر المحمد ومساعد وزير الخارجية لشؤون المراسم السفير ضاري العجران.
كما حضر اللقاء وعشاء العمل مساعد وزير الخارجية لشؤون مكتب نائب الوزير السفير أيهم العمر وسفيرنا لدى مملكة بلجيكا ورئيس بعثتينا لدى الاتحاد الاوروبي وحلف شمال الأطلسي (ناتو) جاسم البديوي وعدد من كبار المسؤولين في وزارة الخارجية.