- تزايد في حركة السياحة والطيران بين البلدين والكويت الثالث بتصدير السياحة لمصر بـ 170 ألف سائح سنوياً بخلاف رجال الأعمال
- الكويت أظهرت مواقف ثابتة خلال السنوات الأخيرة بالوقوف مع خيارات الشعب المصري باعتبار مصر هي حجر الزاوية في أمن واستقرار المنطقة
أجرى اللقاء: أسامة أبوالسعود
في وقت تشهد فيه منطقة الخليج العربي تطورات خطيرة تأتي زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ضيفا عزيزا على اخيه صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد لتهنئة سموه بالتعافي من العارض الصحي الذي ألم بسموه، والتشاور حول عدد من القضايا والملفات التي تتضمن العلاقات الثنائية والأوضاع الإقليمية.
وفي هذا الاطار، اكد السفير المصري لدى البلاد طارق القوني في لقاء مع «الأنباء» ان زيارة الرئيس السيسي تعكس خصوصية العلاقات المصرية ـ الكويتية، وتلاحم البلدين والشعبين الشقيقين على مدى العقود الماضية، وخاصة في مواجهة الأزمات والتحديات التي واجهتهم وتأتي في اطار ما شهدته الآونة الاخيرة من تطورات ملموسة في مختلف مجالات التعاون.
وكشف القوني ان الزيارة ستتضمن جلسة مباحثات رسمية مع سمو الأمير الشيخ صباح الاحمد، وسيستقبل الرئيس السيسي عددا من كبار المسؤولين والوزراء الكويتيين بمقر اقامته.
وأكد أن التحديات الاقليمية تضيف بعدا جديدا للزيارة وأهميتها، مشددا على ان هناك حرصا بين قيادتي البلدين على استمرار التشاور تجاه هذه التحديات، وهناك مصالح مشتركة بين البلدين، مشيرا الى حرص الرئيس السيسي على التشاور مع سمو الامير في هذه الامور، حيث «يقدر رؤية سموه وحكمته في التعامل مع التحديات المختلفة التي تواجه المنطقة».
وفيما يخص ملف التعاون في مواجهة الارهاب، شدد السفير المصري على ان «الكويت وقفت وتقدم الدعم الكامل لمصر في مواجهة الارهاب، وخير مثال على ذلك تسليم اعضاء الخلية الارهابية الى مصر وهذا يعكس حجم التعاون الامني القائم بين البلدين والذي يشمل جوانب عديدة، والموضوع ليس الان ولكنه منذ فترة طويلة، فهناك تعاون كبير بين البلدين في هذا المجال».
وشدد على ان الكويت اظهرت مواقف ثابتة خلال السنوات الاخيرة بالوقوف مع خيارات الشعب المصري ومطالبه في الامن والتنمية انطلاقا من قناعتها بأن مصر هي حجر الزاوية في امن واستقرار المنطقة، كما اظهرت الكويت دعمها الكامل لجهود مصر في مكافحة الإرهاب، وفيما يلي تفاصيل اللقاء:
نبدأ من زيارة الرئيس السيسي غدا ضيفا كريما على اخيه صاحب السمو الأمير وأهم ما تتضمنه الزيارة من مضامين؟
٭ زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي للكويت ضيفا عزيزا على اخيه حضرة صاحب السمو الامير الشيخ صباح الأحمد تبدأ غدا السبت 31 اغسطس وتستمر على مدى يومين، وستتضمن جلسة مباحثات رسمية مع سمو الأمير الشيخ صباح الاحمد، وسيستقبل الرئيس السيسي عددا من ك بار المسؤولين والوزراء الكويتيين بمقر اقامته.
في أي مجالات التعاون؟ وهل ستركز على التعاون الاقتصادي بين البلدين؟
٭ بالفعل ستركز الزيارة على مختلف مجالات التعاون بين البلدين، لكن اتفاقيات التعاون الثنائي ستركز على مجالات التعاون الاقتصادي.
وبالطبع تعكس الزيارة خصوصية العلاقات المصرية الكويتية، وتلاحم البلدين والشعبين الشقيقين على مدى العقود الماضية، خاصة في مواجهة الأزمات والتحديات التي واجهتهم وتأتي في اطار ما شهدته الآونة الاخيرة من تطورات ملموسة في مختلف مجالات التعاون، والتي توجت بزيارة صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد لمصر للمشاركة في القمة العربية الأوروبية في شرم الشيخ فبراير الماضي، وزيارة رئيس مجلس النواب المصري د.علي عبدالعال الى الكويت في يناير الماضي، وزيارة رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم الى مصر مارس الماضي، فضلا عن عقد اللجنة المشتركة المصرية الكويتية برئاسة وزير الخارجية في ديسمبر الماضي والتي تم خلالها التوقيع على عدد من الاتفاقيات وبروتوكولات التعاون بين البلدين.
وهذه هي الزيارة الثالثة للرئيس عبدالفتاح السيسي للكويت منذ توليه الحكم، وهذه هي خامس زيارة رئاسية مصرية للكويت منذ ثورة 30 يونيو، حيث قام الرئيس السابق عدلي منصور بزيارة الكويت مرتين قبل تولي الرئيس السيسي، وصاحب السمو الأمير زار مصر 5 مرات خلال تلك السنوات.
ماذا عن خصوصية العلاقات والدعم الكويتي لمصر خلال تلك المرحلة المهمة من تاريخ مصر؟
٭ الكويت اظهرت مواقف ثابتة خلال السنوات الاخيرة بالوقوف مع خيارات الشعب المصري ومطالبه في الامن والتنمية انطلاقا من قناعتها بأن مصر هي حجر الزاوية في امن واستقرار المنطقة، كما اظهرت الكويت دعمها الكامل لجهود مصر في مكافحة الإرهاب.
التحديات الإقليمية
ننتقل الى ملف التحديات الاقليمية وما تفرضه من ضرورة التنسيق والتشاور المستمر بين قيادة البلدين الشقيقين، واهمية هذه الزيارة للرئيس السيسي فيما يخص امن منطقة الخليج العربي وفي مقدمتها الكويت؟
٭ بالفعل التحديات الاقليمية تضيف بعدا جديدا للزيارة وأهميتها، وهناك حرص بين قيادتي البلدين لاستمرار التشاور تجاه هذه التحديات، وهناك مصالح مشتركة بين البلدين، والسيد الرئيس حرص على التشاور مع سمو الامير في هذه الامور ويقدر رؤية سموه وحكمته في التعامل مع التحديات المختلفة التي تواجه المنطقة.
ماذا عن مجالات التعاون الثنائي وفي مقدمتها المجالات الاقتصادية وعلى رأسها الاستثمارات الكويتية في مصر وأهمية تطوير تلك الاستثمارات؟
٭ التعاون الاقتصادي بين البلدين متميز في مختلف المجالات، ومن مظاهر التطور والتحسن في العلاقات الثنائية انعقاد ملتقى التعاون المصري الكويتي في نوفمبر الماضي برعاية وحضور سمو رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك وحضور وزراء التجارة والصناعة ومشاركة عدد كبير من رجال الاعمال من البلدين، وكذلك انعقاد الدورة الـ 12 للجنة المشتركة. والكويت تحتل المركز الرابع ضمن قائمة الدول المستثمرة في مصر والثالث عربيا، باستثمارات متراكمة تقدر بـ 15 مليار دولار أغلبها في قطاع البنوك والسياحة والصناعة.
العلاقات الثقافية والتعليمية
وماذا عن العلاقات الثقافية والتعاون التعليمي بين البلدين، الذي يشهد تاريخا متميزا في هذا الإطار؟
٭ العلاقات الثقافية والتعاون في المجال التعليمي هي مجالات قديمة منذ بداية القرن العشرين، حيث بدأ توافد الطلاب الكويتيين على مصر، وحاليا يوجد ما يقارب 24 الف طالب كويتي يدرسون في الجامعات المصرية بالإضافة طبعا الى دور المعلمين المصريين هنا بالكويت على مدار العقود الماضية.
التعاون العسكري
هناك ايضا التعاون العسكري بين البلدين، فما أهم أوجه هذا التعاون خلال السنوات الماضية والجديد في هذا الإطار؟
٭ هناك تنامي في التعاون العسكري بين البلدين خلال العامين الماضيين والذي انعكس في الزيارات المتبادلة وأهمها زيارة رئيس أركان القوات المسلحة الفريق محمد فريد حجازي في سبتمبر 2018، والتدريب الجوي المشترك «اليرموك» والذي ينفذ سنويا بالتبادل بين البلدين وآخرها «اليرموك 4» والذي تم في فبراير 2019، فضلا عن برنامج التدريب «الصباح 1»، وهو الاول الذي يعقد بمشاركة عناصر وافرع القوات المسلحة كلها المصرية والكويتية، والذي تم على ارض الكويت فبراير الماضي بحضور رئيس هيئة التدريب بالقوات المسلحة المصرية.
ننتقل الى تنشيط السياحة بين البلدين وعدد السياح الكويتيين الى مصر سنويا، والتسويق السياحي المصري في الكويت، ماذا عن ذلك؟
٭ هناك تزايد ملحوظ بحركة السياحة والطيران بين البلدين، فالكويت تحتل المركز الثالث في تصدير السياحة الى مصر حيث يزور مصر سنويا ما يقارب 170 الف سائح يزورون مصر سنويا بخلاف رجال الاعمال وأصحاب المصالح في مصر.
التعاون في مواجهة الإرهاب
أخيرا، ملف التعاون بين البلدين في مواجهة الارهاب وما يمثله من اهمية قصوى نظرا لما يمثله الارهاب من تهديد لأمن واستقرار البلدين والمنطقة، أين وصل التنسيق في هذا الإطار والجديد حول الخلية الإرهابية التي قامت الكويت بتسليم اعضائها الى مصر؟
٭ الكويت وقفت وتقدم الدعم الكامل لمصر في مواجهة الارهاب، وخير مثال على ذلك تسليم اعضاء الخلية الإرهابية الى مصر وهذا يعكس حجم التعاون الأمني القائم بين البلدين والذي يشمل جوانب عديدة، والموضوع ليس الآن بل منذ فترة طويلة، فهناك تعاون كبير بين البلدين في هذا المجال.
تهانينا لسمو الأمير والشعب الكويتي بتعافي سموه
نقل السفير المصري تهانيه الى صاحب السمو الأمير والشعب الكويتي بتعافي سموه، حيث قال «انقل تمنياتي والشعب المصري لصاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد - حفظه الله ورعاه - بدوام الصحة وموفور العافية، مهنئا سمو الامير وشعب الكويت على تعافي سموه من العارض الصحي الذي ألم به مؤخرا، وأعرب عن ثقتي بقدرة سمو امير البلاد على مواصلة مسيرة البناء والتنمية، وادعو الله تعالى ان يحفظ سموه ويسدد خطاه وان تستمر مسيرة تقدم الكويت ورفعتها تحت قيادته الرشيدة للبلاد».
تشاور مستمر مع المسؤولين الكويتيين
دار اللقاء مع السفير المصري طارق القوني عقب زيارته مقر وزارة الخارجية ولقاء نائب وزير الخارجية خالد الجارالله حيث قال القوني عن اللقاء انه يأتي في اطار «التشاور الدوري الذي يتم بيني وبين المسؤولين الكويتيين، وكان فرصة لنتبادل الرأي حول سبل دفع التعاون الثنائي بين البلدين خاصة مع زيارة سيادة الرئيس السيسي للبلاد، ولمناقشة التطورات الاقليمية وتبادل اوجه النظر تجاهها».
وأضاف السفير القوني «هنا لابد من التأكيد على ان المصالح المصرية الكويتية متطابقة تجاه التحديات التي تواجهها المنطقة، وهذا يتضح من حجم التعاون والتنسيق القائم بين البلدين على مختلف المستويات وفي حجم الزيارات المتبادلة بين مختلف المسؤولين».
تطابق مصري- كويتي حول قضايا المنطقة
سألت السفير القوني: هل سيتم بحث ملفات المنطقة خاصة الاوضاع في اليمن وليبيا وسورية والقضية الفلسطينية فرد قائلا «كل الملفات الاقليمية بالتأكيد سيتم بحثها خلال الزيارة بين قيادتي البلدين، وهناك تطابق مصري- كويتي في مختلف القضايا. وأكد القوني ان هناك حرصا كبيرا على ان تخرج الزيارة بنتائج فعالة لتطوير التعاون بين البلدين».
الجارالله يثمّن دور مصر الريادي على المستويين الإقليمي والدولي
رحب نائب وزير الخارجية خالد الجارالله بالزيارة الرسمية والمهمة التي سيقوم بها رئيس جمهورية مصر العربية عبدالفتاح السيسي غدا السبت للكويت.
وثمن الجارالله الدور الريادي الذي تقوم به جمهورية مصر العربية الشقيقة بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي على المستويين الإقليمي والدولي وحرصها الدائم على الحفاظ على الأمن القومي العربي.
وأشار الى ان هذه الزيارة تأتي بناء على دعوة كريمة من صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، وتأتي في إطار التنسيق والتشاور بين البلدين الشقيقين خاصة في ظل الظروف الدقيقة والتطورات المتسارعة التي تشهدها المنطقة بما تنطوي عليه من تحديات ومخاطر حقيقية على الأمن والاستقرار فيها. وأكد الجارالله تضاعف أهمية هذه الزيارة واستحقاقها في هذه الظروف، مضيفا ان التشاور بين قيادتي البلدين يعكس قناعتهما بوحدة المصير واعتبار امنها كلا لا يتجزأ.
والتقى نائب وزير الخارجية خالد الجارالله أمس مع سفير جمهورية مصر العربية لدى الكويت طارق القوني، وذلك في ضوء الزيارة المرتقبة للرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة للبلاد، اذ تم خلال اللقاء استعراض التحضيرات الجارية للزيارة إضافة إلى بحث عدد من أوجه العلاقات الثنائية بين البلدين وتطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية.
من جانب آخر، التقى نائب وزير الخارجية خالد الجارالله مع سفير الجمهورية اليمنية لدى الكويت علي بن سفاع اذ تم خلال اللقاء بحث عدد من أوجه العلاقات الثنائية بين البلدين إضافة إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية.
كما التقى نائب وزير الخارجية خالد الجارالله مع سفير جمهورية اليونان لدى الكويت آندرياس باباداكيس وذلك بمناسبة انتهاء مهام عمله إذ عبر الجارالله عن تمنياته للسفير بالتوفيق والسداد في مهامه المستقبلية.
الذويخ: بلورة موقف موحد لمواجهة تحديات ومخاطر المنطقة
القاهرة - كونا: أكد سفيرنا لدى مصر محمد الذويخ أمس ان زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي للكويت تجسد عمق العلاقات الثنائية الأخوية الراسخة التي تربط بين البلدين والشعبين الشقيقين على مدار عقود طويلة.
وشدد السفير الذويخ على ان هذه «العلاقة الفريدة في ملامحها جسدت بأحداثها وتطورها قصة نجاح كبيرة يحق لنا ان نفخر بها وان نقدمها للعالم كنموذج حي على وحدة الهدف وصدق التوجه وامتزاج الرؤى والسعي المشترك نحو تحقيق طموحات شعبينا وأمتنا من اجل التنمية والأمن والاستقرار».
وقال الذويخ انه «بدعوة كريمة من صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد يحل الرئيس السيسي أخا كريما وضيفا عزيزا على سموه وعلى الشعب الكويتي في زيارته المرتقبة للكويت وقائدا حكيما لدولة شقيقة جمعتنا بها ملحمة عظيمة من الأخوة والتعاون على مدار التاريخ».
ولفت الى ان هذه الزيارة التي تأتي في سياق متواصل من الزيارات والاتصالات المستمرة «تعد فرصة طيبة لاستعراض مختلف جوانب العلاقات الاخوية الوثيقة بين البلدين وتكرس تمسكنا بثوابتها والحفاظ على مسارها الاصيل».
وشدد على أن «هذه العلاقات الاخوية الوثيقة استقرت جيلا بعد جيل مستندة على ارث ثمين وأساس متين يشكل منطلقا قويا باتجاه افاق واسعة من التعاون والتفاهم ازاء كافة القضايا المطروحة».
وقال السفير الذويخ ان زيارة الرئيس السيسي لبلده الثاني الكويت «تكتسب أهمية خاصة في ظل التحديات العديدة والمخاطر التي تحيط بالمنطقة وتستلزم المزيد من التنسيق والتشاور سعيا وراء الخروج برؤية مشتركة تسهم في بلورة موقف موحد لمواجهة هذه التحديات والمخاطر».
وأكد الثقة في «صدق الرغبة المشتركة نحو العمل الدؤوب للحفاظ على الامن والاستقرار في المنطقة وتجنيبها مخاطر الانزلاق الى ما لا تحمد عقباه فضلا عن السعي لاستعادة زمام المبادرة في التعامل مع هذه التحديات وفق مبادئ الحوار والتعايش المشترك والتعاون من اجل استقرار وازدهار شعوبنا».