بقلم :سفير الصين لدى الكويت لي مينغ قانغ
في يوم 31 أغسطس، تورط ولد عمره 13 سنة في نشاطات تدمير مترو هونغ كونغ متأثرا بالعناصر المتطرفة العنيفة، وكان يحمل قنبلتي بنزين وولاعة، ثم اعتقل من قبل شرطة هونغ كونغ.
يجب على هذا الولد أن يعود إلى المدرسة مع زملائه، ولكن العناصر المتطرفة ضللته للتورط في النشاطات العنيفة، الأمر الذي يؤلمنا بشدة.
وهناك طالبة أخرى في هونغ كونغ قد كتبت إلى إحدى الجرائد مؤخرا ما يلي: «في الشهرين الماضيين، تعاني هونغ كونغ من أضرار بالغة، حيث اقتحم المجرمون العنيفون الذين يرتدون ملابس سوداء، خط الدفاع من الشرطة مرارا وتكرارا، وضربوا المواطنين الأبرياء بلا رحمة، ولطخوا الشعار الوطني بالطلاء، وأهانوا العلم الوطني وألقوه في البحر بجنون وبلا ضمير.
الأمر الذي يؤلمني بشدة وكأن السكين يقطع قلبي» يعكس هذا الكلام التطلعات الصادقة لمعظم المراهقين في هونغ كونغ لمكافحة العنف والحفاظ على السلام.
وفي الآونة الأخيرة، قد كتبت مقالة لعرض الوضع في هونغ كونغ وتم نشرها في الجريدة.
ولكن منذ أغسطس، لاتزال هونغ كونغ تفتقد الهدوء، حيث قام بعض أحزاب المعارضة والعناصر المتطرفة العنيفة بتصعيد أعمال العنف والشغب بحجة الاحتجاجات السلمية.
فقد قاموا بـ«هجوم العصابات» للتخريب والإضرار في أماكن مختلفة، وتسببوا في تعطيل حركة المرور عمدا، وحاصروا المترو لمنع المواطنين من العمل والسفر، وحتى السيدة الحامل لم تسلم من ضررهم، حيث منعوها من الذهاب إلى مستشفى بلا ضمير.
تلتزم شرطة هونغ كونغ بضبط النفس، ولكن المجرمين العنيفين اشتدوا في أفعالهم، حيث اقتحموا مخافر الشرطة وهاجموا الشرطة بسائل ومساحيق سامة وضارة وأشرطة من حديد وسهام وقنابل بنزين، وألحقوا الضرر بأعين الشرطة ببندقية ليزر، وهددوا أهالي الشرطة، ضربوا المواطنين والمراسلين.
حتى الآن، قد أصيب أكثر من 500 شخص في هذا الصراع العنيف، ومن ضمنهم 177 من رجال الشرطة.
وفقط في يوم 31 أغسطس، دمرت العناصر العنيفة 32 محطة مترو وهذا يساوي ثلث محطات المترو في هونغ كونغ.
إن هذا السلوك المتطرف العنيف قد تجاوز الخط الأحمر للقانون والأخلاق والإنسانية، وأزعج حياة المواطنين في هونغ كونغ بشدة، مما جلب ضررا كبيرا لهونغ كونغ.
وهذا السلوك لن تسمح به حضارات أو مجتمعات سيادة القانون.
حتى اليوم، لم يقتصر المتظاهرون المتطرفون على ارتكاب الجرائم العنيفة، بل يدعمون ويروجون علنا لـ«استقلال هونغ كونغ».
لا يعتقد كل من لديه روح العدالة بأن الفوضى في هونغ كونغ هي «التعبير عن الديموقراطية والحرية»، بل إن المتظاهرين المعارضين والمتطرفين قد استغلوا الذين لا يعرفون الحقيقة لخلق الفوضى، وأنهم يحاولون إسقاط الحكومة الشرعية في منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة وتحدي سلطة الحكومة المركزية وهز الأساس الدستوري لـ «دولة واحدة ونظامين» في هونغ كونغ، وذلك من خلال الوسائل غير القانونية مثل العنف، فهذه المحاولة تتصف بصفات الثورة الملونة البارزة.
تشير العديد من الحقائق إلى أن القوى الخارجية صبت الزيت على النار فيما تشهده هونغ كونغ مؤخرا.
إذا استعرضنا «الثورات الملونة» الواقعة في العراق وسورية وليبيا واليمن وغيرها من الدول العربية، لوجدنا أن كل هذه الثورات بدأت من الاحتجاجات السلمية ثم تحولت إلى الإضراب عن العمل والدراسة، ثم تم تصعيدها إلى أعمال إرهابية، ما أجبر الحكومة على الخضوع وتسبب في مقتل ما لا يقل عن مليون شخص وخسارة فادحة بلغت قيمتها تريليون دولار أميركي.
لقد مضت ثماني سنوات، ومازالت هذه الدول تعاني من أزمة اقتصادية واضطرابات اجتماعية وانتشار الأعمال الإرهابية.
الآن، تكرر القوى الخارجية في هونغ كونغ ما فعلت في الدول العربية، فالخطوات والوسائل متشابهة تماما.
تظهر الكثير من مقاطع الفيديو والصور أن الأعمال العنيفة في هونغ كونغ منظمة.
على الرغم من انخفاض مستوى العناصر العنيفة التعليمي، إلا أنهم يستخدمون الإشارات اليدوية الخاصة والاحترافية، ويجيدون كيفية التعامل مع الغاز المسيل للدموع، ويعرفون استخدام أقلام الليزر القاتلة لتجنب العقاب.
من الواضح أنهم قد تلقوا تدريبا خاصا.
فمن يقدم لهذه الأعمال المنظمة الدعم المالي والمواد باستمرار؟ ومن يقوم بتنظيم التوصيل والتسليم؟
لعبت وسائل الإعلام الغربية دورا مشينا فيما حدث في هونغ كونغ.
فهي لم تغط الوضع في هونغ كونغ بطريقة موضوعية وعادلة، بل استمرت في تضليل الجمهور.
حيث قامت بتغطية واسعة لما يسمى بـ «الحق في الاحتجاجات السلمية»، وتجميل الجرائم العنيفة التي يرتكبها المتطرفون، وتشويه بعمد الجهود العادلة من شرطة هونغ كونغ لمعاقبة منتهجي العنف طبقا للقانون ودفاعا عن سيادته، حتى حذفت بعض وسائل التواصل الاجتماعي كثيرا من التعليقات المؤيدة لحكومة هونغ كونغ الإدارية الخاصة والشرطة، وحظر الأصوات العادلة التي تدعو إلى دعم الحكومة والحفاظ على سيادة القانون في هونغ كونغ.
في الآونة الأخيرة، اعترفت «سي إن إن» بأخطائها واعتذرت لشرطة هونغ كونغ، بحيث تم الكشف عن قيام «سي إن إن» بحذف وتغيير فيديو في تغطيتها للأحداث في هونغ كونغ.
أدى هذا الصمت الانتقائي والتقارير المشوهة لوسائل الإعلام الغربية إلى تدفق المعلومات الخاطئة والمزيفة، مما ضلل الجمهور الذين لا يعرفون الحقيقة.
فيمكن أن نقول إن الإعلام الغربي يجب أن يتحمل مسؤولية لا مفر منها عن الوضع الحالي في هونغ كونغ!
إن المهمة الأكثر إلحاحا والأكثر أهمية في هونغ كونغ هي وقف العنف وإنهاء الفوضى واستعادة النظام.
تدعم الحكومة المركزية بحزم حكومة هونغ كونغ الإدارية الخاصة التي يقودها الرئيس التنفيذي كاري لام في حكم هونغ كونغ وفقا للقانون، وتدعم بقوة شرطة هونغ كونغ والسلطة القضائية في إنفاذ القانون والقضاء بشكل حازم وصارم، وتدعم بشدة التصرفات العادلة لغالبية مواطني هونغ كونغ، التي تتمثل في معارضة العنف، ودعم سيادة القانون والشرطة.
إن أي عمل عنيف يقوض حكم القانون في هونغ كونغ، ويدمر ازدهار هونغ كونغ واستقرارها، ويحيد مبدأ «دولة واحدة ونظامين»، فسيواجه عقوبات قانونية صارمة.
أي تدخل في شؤون هونغ كونغ من قبل الحكومات أو المؤسسات أو الأفراد من الخارج فسيتم التصدي له بحزم من قبل الشعب الصيني بأسره، بمن فيهم مواطنو هونغ كونغ.
وأي مؤامرة تهدف إلى خلق الثورة الملونة في هونغ كونغ فسيكون مصيرها الفشل.
إن السلام والاستقرار مثل الهواء وأشعة الشمس، اللذين لا يكاد نشعر بوجودهما، بينما لا أحد منا يستطيع العيش بدونهما.
تماما كما تشعر دول المنطقة التي قد عانت من ألم سياسة الشارع ولا تزال تعاني من الفوضى والاضطرابات الناتجة من ثورات الربيع العربي.
وأؤمن بأن جميع الأصدقاء الكويتيين والعرب الذين لديهم شعور بالعدالة ويقلقون على هونغ كونغ، سيؤيدون هونغ كونغ لاستعادة النظام في أسرع وقت ممكن، وتحقيق الأمن والاستقرار دائما، والحفاظ على الازدهار والتطور.
ونحن على يقين بأن هونغ كونغ ستتغلب بالتأكيد على هذه الصعوبات الحالية، وتكتسح السحب السوداء والغبار المؤقتة، وستشرق «لؤلؤة الشرق» بشكل أكثر إشراقا.