عبدالله الراكان
نظم الملتقى الثقافي أمسية بعنوان «الفنان أيوب حسين.. الفن، ذاكرة وطن»، شارك فيها رئيس مركز البحوث والدراسات د.عبدالله الغنيم، والفنان القدير سامي محمد، وابنة الراحل أيوب حسين - تغريد أيوب حسين، وقدمها مدير قاعة بوشهري يحيى سويلم، بحضور جمع من الأدباء والفنانين والمثقفين.
في البداية، قال الأديب طالب الرفاعي: «اليوم حقيقة نحتفل بمرور 6 سنوات على وفاة أحد أعمدة الفن التشكيلي في الكويت وهو الراحل أيوب حسين، ولكي يبقى الفنان حاضرا ارتأى الملتقى الثقافي حقيقة في اقتراح من الزميلة العزيزة فتحية الحداد أن نعمل أمسية عن أيوب حسين الذي حفظ الذاكرة للوطن، والبلد، وللأجيال الكويتية».
ثم تحدث الفنان التشكيلي يحيى سويلم قائلا: «موهبة أيوب حسين الفنية ظهرت خلال فترة طفولته وصباه، فعلى طريقة أقرانه، مارس تجسيم الحيوانات من الطين الصلبي (الصلصال) التي كانت السفن القادمة من شط العرب تلقيه بالقرب من الساحل.
واهتم بتصنيع ألعابه من طيارات ورقية وبناء غرف صغيرة وصنع السفن من صفائح (قواطي الغاز)، وفي مدرسة المباركية تعلم الرسم من الأستاذ هاشم الحنيان والتشكيل من الأستاذ عقاب الخطيب».
بدوره، قال د.عبدالله الغنيم إن أيوب حسين هو واحد من أبناء الكويت المبدعين الجديرين بأن يفاخر بهم وطننا العزيز والذين يأسى لفقدهم ويحزن لرحيلهم، لقد فقدنا برحليه رافدا مهماً من روافد التراث الكويتي، فقد قدم بريشته وقلمه موسوعة حية عن الكويت فريدة من نوعها.
وأشار إلى أنه وبتعاونه مع مركز البحوث والدراسات الكويتية قدم نحو 500 لوحة كانت حصيلة خمسين عاما من عمله المتواصل صدرت عام 2002، في كتاب واحد تحت عنوان «التراث الكويتي في لوحات أيوب حسين الأيوب».
وقال الفنان القدير سامي محمد إن أيوب حسين إنسان من أرقى الأشخاص، وهو من الذين عاصرتهم وجلست معه، وكنا نذهب إلى البر، والبحر، وأتذكر أنه قام بتدريسي في مدرسة الصباح في الخمسينيات، والقدر جعلني أكون أحد أصدقائه، وهو زميل، وعزيز على قلبي، وكانت علاقتنا وطيدة جدا بالفن.
واستذكر سامي محمد أول يوم رآه وهو يرسم في المرسم الحر، واستغرب من القدر الذي جمعهم حتى يرى أستاذة، وأشار إلى أنه رأى الراحل يرسم لوحة عن امرأة تقوم بغسل الأواني في «الحوش القديم»، وبين أن أعماله تتسم بالدقة في رسمه للذكريات القديمة ويضعها في محور التفاصيل فلا يسأل أحدا بسبب أن ذاكرته القوية، وكل أعماله تأخذ مضامين البيئة.
وعبرت ابنة الراحل أيوب حسين - تغريد أيوب حسين عن سعادتها بالتواجد في الملتقى، وقالت «أنا جزء من أيوب حسين، وهو له فضل كبير علي» وبينت أن أربعة من أشقائها أصبحوا فنانين، عن طريق الوراثة.
وعن أطباعه داخل البيت، قالت إنه طيب، ولم تره يتعامل بصورة عصبية في أي أمر من الأمور، وكان ملتزما في صلاته، مشيرة الى أن والدها عمل في مجال التعليم بسن مبكرة، وسافر إلى لبنان ومصر وهو يبلغ من العمر حوالي 18 عاما، لافتة الى أنه انفتح إلى العالم مبكرا من الناحية الثقافية، والفنية، وتعلم أمورا كثيرة من الحياة، وقضى 30 عاما من حياته في مهنة التدريس وما يتعلق بها.