كريم طارق
قد يرى البعض في عيد الحب «الفالنتاين» فرصة ذهبية للتعبير عن مدى احترامه وتقديره لشريك حياته، بينما قد يخجل البعض من استغلال هذه الفرصة خوفا من نظرة المجتمع أو لإهماله المتطلبات العاطفية للشريك، وهو ما قد يسبب له الكثير من الاضطرابات والمشاكل في حالة نسيانه هذه المناسبة. هكذا تضيع المناسبة في جدال بين كثيرين ينتمون إلى معسكرين مختلفين، أحدهما يوغل في الاهتمام والحرص على أن يتصرف وفق متطلبات وقواعد، أو «إتيكيت الحب»، فيما المعسكر الآخر يقاطع الموضوع برمته ربما خشية من «نظرية الخروف». في السطور التالية التفاصيل:
للتعرف أكثر على ما إذا كانت هناك أمور يجب الالتفات إليها في هذا الشأن وكذا معرفة أبعاد ما يطلق عليها «نظرية الخروف»، التقت «الأنباء» كلا من الباحثة الاجتماعية د.فواطم بوحمد، وخبيرة الإتيكيت والبروتوكول الدولي لطيفة اللوغاني للتعرف أكثر عن مدى التأثير النفسي لمثل هذه المناسبة على حياة الأزواج، وما هو «اتيكيت عيد الحب والهدايا»؟.. وهل بالفعل ينظر المجتمع نظرة سلبية الى الرجل المهتم بزوجته؟
في البداية قالت الاستشارية والمعالجة النفسية وكبير المدربين في تطوير الذات، الباحثة الاجتماعية د.فواطم بوحمد، إن عيد الحب المعروف بـ «الفالنتاين» ليس ظاهرة أو حدثا مجتمعيا، لكنه من الناحية النفسية مهم للغاية، مرجعة السبب في ذلك إلى أنه من الجميل أن يشعر الإنسان بالحب والاحترام والاحتواء من قبل شريك حياته الذي يذكره في هذه المناسبة، وذلك وسط ما نعيشه اليوم من ازدحام وانشغال وحياة روتينية. وأشارت إلى أنه مع الأسف يتم الاحتفال بهذه المناسبة خلال فترة الخطبة أو ما قبل الزواج، لافتة إلى أنه وبعد الزواج يبدأ الطرفان بنسيان مثل هذه العادات في ظل روتين الحياة اليومية. وأضافت ان هذه المناسبة لا تقتصر فقط على الأزواج إنما هي مناسبة لابد من استغلالها للتعبير عن شكرنا وحبنا لمختلف أفراد الأسرة، فمن الممكن خلالها أن يعبر الأب لابنته عن حبه لها أو لأي فرد آخر من أفراد الأسرة، كما انه من الممكن ان تعبر الأسرة في هذه المناسبة عن شكرها وتقديرها للعمالة المنزلية المتواجدة معها بالمنزل وغيرها من الأمور.
الإهمال
وتابعت بوحمد قائلة: «كل ما تحتاجه الزوجة أو الانثى بشكل عام هو الاهتمام، وللأسف نرى بعض الحالات من النساء المتزوجات تشتري الورد حق روحها وتوصي المحل يوصله لها بالدوام بكارت كتبته بنفسها، وذلك لتبين لزميلاتها مدى حب واهتمام زوجها بها».
وأوضحت ان الفراغ الذي يتركه الزوج يدفعها للقيام بمثل هذه التصرفات، التي من شأنها أن تعمق الفجوة بينها وبين زوجها، وتسهم في زيادة الاضطرابات النفسية لديها مثل القلق والتوتر والحزن والاكتئاب، مما يدفعها إلى التنفيس عن تلك المشاعر السلبية في أطفالها وزوجها.
وتوجهت بوحمد بنصيحة للأزواج قائلة: «اشتر راحة بالك بكلمة حلوة أو بوكيه ورد أو طلعها.. وأشبع رغباتها العاطفية لينعكس ذلك على مختلف جوانب حياتكم الأسرية».
نظرة سلبية
وتطرقت بوحمد أيضا إلى نظرة المجتمع العربي السلبية التي نعاني منها في كثير من دولنا، والمتمثلة في «أن المرأة المهتمة بزوجها وبيتها وعيالها هي زوجة سنعة، بينما الرجل المحب لزوجته والمهتم بها ويخاف على زعلها هو خروف!». وتابعت: «في الدواوين بعض الذكور يقيسون الرجولة باللي يسهر أكثر خارج بيته أو يهمل زوجته، ولما يشوفون واحد فيهم يستأذن إرضاء لزوجته يبد أون بإطلاق الألقاب عليه، متسائلة في النهاية: ليش الزوجة المهتمة سنعة والرجل المهتم خروف؟».
إتيكيت عيد الحب
بدورها، أشارت خبيرة الإتيكيت والبروتوكول الدولي لطيفة اللوغاني إلى أنه دائما ما يشكل عيد الحب مناسبة جميلة لتأكيد المشاعر بين الزوجين والأحباء، لافتة إلى أن من الطبيعي أن يكون لمثل هذه المناسبة «الاتيكيت» الخاص بها. وأضافت اللوغاني أنه من المهم جدا في مثل هذا اليوم تبادل الهدايا بين المحبين، فالجميع يحب الهدايا كونها تقربنا ممن نحب أكثر، حيث قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم «تهادوا تحابوا»، مشيرة إلى أن الهدايا بمفهومها العام تعد من الرسائل الإيجابية الجميلة الدالة على الاهتمام والحب والتقدير والرغبة الحقيقية في إسعاد الطرف الثاني دون تصنع أو مجاملة.
وتابعت: الحب بين المحبين لا يحتفى به فقط في هذا اليوم، لكن من المهم استثمار هذا اليوم كفرصة لتجديد المشاعر وإحيائها، وهو ما يجعلنا نكتفي بالجهد الذي يقوم به الطرف الآخر لكسب الرضا الذي يخجل حبيبه ويجبره على المحافظة على هذا الرصيد من الحب.
هدايا ومقترحات
وفيما يتعلق بالإتيكيت الخاص بالهدايا في هذه المناسبات، قالت اللوغاني: إن هناك الكثير من المناسبات التي يمكن للزوجين من خلالها تبادل الهدايا كيوم الميلاد وذكرى يوم الزواج، والولادة، وعيد الحب والنجاح في العمل أو الدراسة أو الأعياد، لافتة إلى أنه الأهم من ذلك الأخذ بعين الاعتبار أن تتناسب الهدية مع ذوق وعمر الطرف الثاني، على أن يتم تقديمها في أجواء رومانسية مصحوبة بكلمات جميلة تعبر عن المشاعر وبلغة جسد ذكية.
وبالنسبة للمقترحات المتعلقة بهدايا عيد الحب، قدمت اللوغاني عددا من المقترحات التي من الممكن أن تتناسب مع هذا اليوم في مقدمتها ما يلي: (ساعة أنيقة - ميدالية سيارة - نظارات شمسية قيمة - محفظة - عطر - رابطة عنق - قميص فاخر - موبايل - قطعة أنيقة مطبوعة بالاسم - حذاء أنيق يناسب ذوقه - علبة شوكولاته - ملابس أنيقة - باقة زهور من النوع الذي يفضله - تذكرة سفر لأفضل مكان لديه - صورتكما معا في إطار أنيق أو ألبوم صور كامل يجمع كل اللحظات الجميلة في حياتكما معا- إكسسوارات «عقد أو إسوارة» - دعوة إلى أحد المطاعم لقضاء الوقت الممتع).