- تذليل العقبات أمام شركات المنتجات الغذائية لتسهيل دخولها.. وتوافرها في مختلف أسواق المنطقة
- «ماكو بصل».. و5 ربطات خبز لكل مستهلك.. «أزمة الغاز» مستمرة.. ووافدون: شلون نطبخ؟
كريم طارق
«ممنوع الخروج من المنطقة».. عبارة لم نكن نتخيل حدوثها سوى في أفلام الإثارة و«الأكشن» وأحيانا الرعب، ولكن مع «كورونا» أصبح الأمر واقعا بكل المقاييس، فبعد أيام من العزل المنطقي لجليب الشيوخ، خرج محمد سالم المقيم المصري في الساعة 9 صباحا، ليبدأ رحلة البحث عن بعض المستلزمات الغذائية في المنطقة «المعزولة كليا» عن مختلف المناطق المحيطة بها، وذلك ضمن الاجراءات الاحترازية التي اتخذتها الكويت لمواجهة فيروس كورونا المستجد.
«الطعام والخبز والخضراوات وجرة الغاز مستلزمات ضرورية لابد من تأمينها وتوفيرها بشكل يومي في الظروف العادية، فما بالك في هذه الظروف الصعبة والقاسية على العالم بأكمله، ولكن الحكومة الكويتية ورجال الداخلية وأهل الخير والمتطوعين يملأون الجليب، ويعاونون من ليس لديه القدرة على شرائها في ظل توقف معظم العمالة ـ التي تملأ أرجاء المنطقة السكنية ـ عن العمل».
بهذه الكلمات البسيطة وصف محمد وضع الجليب تحت العزل المنطقي.
عدسة «الأنباء» رصدت وضع المنطقة وقاطنيها قبل ساعات من بدء حظر التجول، ليسود الهدوء هذه الشوارع وتختفي «الطوابير» في تمام الساعة 5 مساء مع دخول الحظر الجزئي حيز التنفيذ.
في ثالث أيام العزل، بدأت الحياة أكثر هدوءا ونظاما، بعد أن بدأت السلع تتدفق بوفرة في مختلف أسواق المنطقة، في ظل تواجد رجال الداخلية على مداخل ومخارج المنطقة، فضلا عن إحكام سيطرتها وتواجدها بكثافة في قلب المدينة منعا لأي حالة من الفوضى قد تحدث.
«الذهب الأحمر» والغاز
معظم السلع متوافرة في ظل تنسيق وزارة الداخلية، وتسهيلاتها للشركات فيما يتعلق بدخول سيارتها لمد أفرع الجمعيات والبقالات وغيرها من الاسواق بالسلع الغذائية، إلا أن سكان المنطقة لايزالون يعانون من عدم توافر البصل الذي أصبح بقيمة الذهب في ظل الشح في الكميات المتوافرة في وقتنا الحالي.
أما الغاز فقد أصبح المشكلة الأكبر التي يعاني منها سكان الجليب في الوقت الحالي، إذ أشار البعض منهم إلى وجود نقص كبير في اسطوانات الغاز، مما ادى الى تدافع شديد في فرع الغاز سعيا من البعض للحصول على اسطوانته الخاصة.
سيطرة أمنية
جهود وزارة الداخلية للسيطرة على الوضع في الجليب واضحة، إذ تشهد المنطقة تواجدا امنيا كثيفا عبر النقاط الامنية الثابتة، فضلا عن تواجد الدوريات المرورية بشكل كثيف في مختلف شوارع المنطقة، لتقوم بدورها الامني على أكمل وجه، إلى جانب دورها الذي لا يمكن انكاره في تذليل كل العقبات أمام سكان المنطقة وتلبية احتياجات مع الحرص على منع التجمعات ومراعاة المسافات الكافية والتباعد الاجتماعي بين الأفراد.
«التعاونيات» والفرق التطوعية
«الأنباء» تجولت أيضا في جمعية جليب الشيوخ للتعرف أكثر عن مدى توافر المنتجات الغذائية والمواد الاستهلاكية في المنطقة، لترصد صورة منظمة قبل ساعات قليلة من الحظر، إذ سعت الفرق التطوعية الى تنظيم دخول المستهلكين والحرص على ترك مسافة لا تقل عن متر بين الأشخاص، فضلا عن تعقيم عربات الجمعية والسلات الغذائية.
أما عن توافر المنتجات الغذائية في الجمعيات وأسواق الخضار، فقد أجمع المستهلكون على توافرها باستثناء بعض المنتجات، وفي مقدمتها البصل الذي يعد معدوما في المنطقة، ليعلق عدد من وافدي الجنسيات الآسيوية على نقص الذهب الأحمر قائلين «ماكو بصل»، أما الخبز فاصطف عدد كبير من المستهلكين في الطوابير للحصول على الخبز، بينما حرص الموزعون على منح 5 ربطات فقط لكل مستهلك.
معبر أحبة بين الجليب وإشبيلية
شارع فقط هو الذي يفصل بين جليب الشيوخ واشبيلية، حيث أصبح هذا الفاصل مكانا لتدفق الإمدادات الغذائية من الخارج إلى داخل المنطقة، إذ حرص البعض على تسلم بعض الطلبات غير المتوافرة عبر هذا المعبر، لنرصد احتياجات السكان من خلاله.
الأرز والعيش واللحوم والبصل والأدوية، هي أبرز المنتجات التي نقلها الشارع قبل ساعات من بدء حظر التجول، إذ أشار بعض السكان إلى أن تلك المنتجات تعاني من نقص في الأسواق أو في بعض الأحيان تعاني من تدافع وتزاحم يتنافى مع البعد الاجتماعي الذي توصي به وزارة الصحة لتجنب عدوى فيروس كورونا.
مشاهد مؤثرة ومعبر الأحبة
أحد المشاهد المؤثرة التي رصدتها «الأنباء»، كان وقوف إحدى السيدات من الجنسية الباكستانية وهي تحمل طفلتها على كتفها للقاء زوجها في الجهة المقابلة، حيث يعمل في إحدى الجمعيات التعاونية المقابلة لمنطقة الجليب، وهو ما يمنعه في الوقت الحالي من دخول المنطقة، ليكتفي برؤيتهما في وقت محدد من النهار فقط.
هذا المشهد يتكرر بشكل يومي مع العالقين من الجانبين، إذ يذهب بعض الأصدقاء الى هذا الشارع للرؤية والاطمئنان على أحبائهم في الطرف المقابل، تاركين لهم بعض الأموال والمنتجات الغذائية التي تعينهم في ظل هذه الظروف الصعبة.
سكان المنطقة: ما باليد حيلة.. وملتزمون بالعزل والحظر
وأكد قاطنو منطقة الجليب التزامهم بكل الاجراءات التي اتخذتها الحكومة الكويتية لمواجهة كورونا، وفي مقدمتها العزل المنطقي والحظر الجزئي، لافتين إلى أنه وعلى الرغم من الظروف الحالية والأوضاع الصعبة في ظل انقطاع معظمهم عن العمل إلا أنه: «ما باليد حيلة».
كما ثمن سكان المنطقة التعاون والتعامل الراقي من قبل رجال الداخلية، لما يقدمونه من مساعدات إنسانية في هذه الظروف الصعبة التي تعيشها المنطقة.
الهاجري: رجال «الداخلية».. عمل متواصل على مدار الساعة لخدمة سكان الجليب
أكد الرائد عبدالله الهاجري من الإدارة العامة للإعلام الأمني إلى حرص وزارة الداخلية على توزيع النقاط الأمنية على كل مداخل ومخارج جليب الشيوخ والمهبولة، وذلك تطبيقا لقرارات مجلس الوزراء وتنفيذا لاجراءات العزل المنطقي، وذلك بمشاركة مختلف مديريات الوزارة من قوات خاصة ومديرية الأمن والإدارة العامة للمرور، والنجدة.
وأوضح الهاجري أنه خلال فترة السماح يتمكن سكان المنطقة من النزول إلى الشارع وتلبية احتياجاتهم الأساسية من داخل المنطقة فقط، بينما يتم تطبيق الحظر الجزئي على المنطقة ابتداء من الساعة 5 مساء حتى 6 صباحا كسائر المناطق الاخرى في الكويت.
وتابع أن وزارة الداخلية وبالتعاون مع مختلف الجهات المعنية، دأبت على تذليل كل العقبات أمام الشركات والسماح لها بالدخول لتأمين الاحتياجات الأساسية لجميع سكان المنطقة، مشيرا إلى أن رجال وزارة الداخلية متواجدون على مدار الساعة لحمايتهم، مؤكدا أن تلك الاجراءات جاءت حرصا على المصلحة العامة.
وناشد الهاجري المخالفين من سكان المنطقة استغلال فترة السماح والتسجيل في مقرات الإيواء تمهيدا لمغادرتهم البلاد خلال المهلة المحددة حتى نهاية ابريل، وذلك للاستفادة من المزايا التي وفرتها الكويت خلال تلك الفترة وفي مقدمتها اسقاط الغرامات والسماح لهم بالعودة إلى الكويت مرة أخرى.
«الناقلات»: توريد الغاز في الجليب كالمعتاد.. وسبب التدافع «هلع» الأشخاص بعد الحظر وافتتاح أكثر من نقطة بيع خلال الأيام المقبلة
أحمد مغربي
قال مصدر مسؤول لـ «الأنباء» في شركة ناقلات النفط الكويتية إن عملية توريد أسطوانات غاز الطبخ إلى منطقتي جليب الشيوخ والمهبولة تسير كما المعتاد، نافيا وجود أي نقص في عملية التوريد، مشيرا إلى أن الشركة قامت خلال اليومين الماضيين بعمليات توريد إضافية إلى منطقة جليب الشيوخ لسد الاحتياجات في المنطقة.
وذكر أن حالة الهلع التي أصابت العديد من سكان منطقة جليب الشيوخ بعد فرض الحظر المناطقي هي السبب في حالات التدافع والتسابق على أسطوانات الغاز في فرع الجمعية.
وأشار إلى أن الظرف الاستثنائي في منطقة جليب الشيوخ دفع جمعية الجليب التعاونية وبالتنسيق مع الجهات الأمنية إلى عزمها على افتتاح أكثر من نقطة بيع في المنطقة لتغطية الطلب المتزايد على أسطوانات غاز الطبخ، متوقعا افتتاح أكثر من نقطة بيع خلال الأيام المقبلة.
ونفى المصدر أن يكون هناك نقص في عملية الإمداد بغاز الطبخ في منطقة الجليب بالتحديد وإنما حالات التدافع التي شاهدناها عبر وسائل التواصل الاجتماعي كانت نتيجة حالة الهلع التي أصابت الناس بعد الحظر الكامل للمنطقة وتغير أسلوب حياة العديد من العمال في المنطقة من حيث المكوث طوال اليوم في المسكن وتناول كل الوجبات الغذائية في مكان واحد وهو ما أحدث ذلك التدافع والتسابق.
وتوقع المصدر أن تهدأ الأمور في منطقة الجليب خلال اليومين القادمين من حيث توزيع أسطوانات الغاز.
وكشف المصدر في نهاية تصريحه أن عمليات التزويد بأسطوانات غاز الطبخ في الكويت لاتزال عند معدلاتها الطبيعية والتي تزيد أو تنخفض عن مستوى 50 ألف أسطوانة غاز يوميا، مشددا على أن مصنعي غاز الطبخ في الشعيبة وأم العيش التابعين لشركة ناقلات النفط لديهما القدرة على إنتاج أكثر من 150 ألف أسطوانة غاز يوميا.
السبيعي: توفير 4 سيارات غاز لـ «المهبولة»
محمد راتب
شهدت منطقة المهبولة أمس طابورا من الانتظار للحصول على الغاز، حيث وقف في الطابور أكثر من 1000 شخص بانتظار وصول السيارات التي لم تستطع تلبية احتياجاتهم جميعا، في الوقت الذي لاتزال المنطقة تعاني أزمة خانقة وازدحاما للحصول على السلع والمنتجات بسبب حظر الدخول والخروج منها وإليها.
وفي السياق ذاته، أعلن امين الصندوق في جمعية الفنطاس التعاونية عويس السبيعي عن توفير 4 سيارات غاز لمنطقة المهبولة باعتبارها تابعة لجمعية الفنطاس وذلك بهدف تقديم خدمة مميزة وتقليل المخاوف من نقصان الغاز في المنطقة.