إلى أطيب القلوب وأنقى الأرواح يا من تركتِ في ذاكرتي أجمل الأثر ستبقى ذكراكِ خالدة ما حييت حبيبتي رؤى..
لقد اختاركِ رب السماء وانتقاكِ من بين الكثيرين في أعظم الأيام وأفضل الشهور على الإطلاق ليكرمكِ أعظم إكرام بحسن خاتمة، ولا نزكي على الله أحدا، فكيف لا وأنتِ الملاك الطاهر النقي التي فاضت روحها إلى بارئها..
حبيبتي رؤى.. رحيلكِ موجع، اختلطت المشاعر بين صدمة وحزن وألم الفراق..
رحيلكِ حبيبتي كان مفاجئا وصعبا عليَّ وعلى كل من أحبوكِ.
هذا الرحيل الذي لا تستطيع أي مفردة في أي لغة أن تعبر عن مصابنا بفقدكِ.
طالما اعتبرت نفسي من أكثر الناس حظاً لأنني تعرفت على امرأة عظيمة الشأن، تملك روحاً ملائكية، إنسانة راقية رائعة بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى، معطاءة وعطاؤها بلا حدود، امرأة لم أرها قط إلا مبتسمة حتى في لحظات الغضب، نعم حيث كنت أمازحها وأقول لها: «إنتي الحين معصبة يعني!» ترد عليّ ضاحكة «إي معصبة».
كانت علاقتي بها روحية، أبت روحي إلا أن ترتبط بروحها قبل أي شيء آخر منذ أول لقاء، حيث دامت معرفتي بها 4 سنوات منذ أن قمت بتدريس ابنتها.
لمن لا يعرف رؤى كانت تجمع بين أروع الخصال وأرفع الأخلاق، كانت ليّنة الجانب، هيّنة، صوتها الدافئ الحنون الذي يحمل حنان الدنيا كلها ما زال صداه في أُذنيّ.
مَنْ تعرّفت عليها وقابلتها حتما ستقول حينها: الحمد لله الدنيا ما زالت بخير.
ولي معها ذكريات.. تحديدا رمضان الماضي حيث كنت أخرج مع فرق تطوعية لجليب الشيوخ وكانت معي على وسائل التواصل الاجتماعي، اتصلت عليّ متأثرة وقالت لي: «شلون أقدر أساعد؟.. أبي أفرح الأطفال» وقامت مع بناتها- الله يحفظهن- بأنفسهن بتجهيز مئات من الأكياس المليئة والحلويات والنقود حتى تُدخل السعادة والفرح على قلوب الأطفال.
في العادة يقوم المتبرعون بإعطائي الهِبات والهدايا والصدقات وأقوم بنفسي بالتوزيع، فالمنطقة خطرة، ولكنها أصرّت على أن تقوم بالتوزيع بنفسها برفقة بناتها ومساعدتهن.
لم أنسَ كلماتها المؤثرة، كلمات نبعت من هذه الأم المثالية المربية الرائعة التي امتزجت بصفة التواضع ،عندما أخبرتها بخطورة العمل وإحضار البنات في هذا المكان، قالت لي حرفيا: «خل يعرفون في جانب آخر من الحياة، فالحياة ليست كلها وردية، ويجب أن يحمدن ربهن على النعم إلي عندهن وليتعلمن كيف يشكرن الله».
كانت دائما- رحمها- الله أفكارها بناءة، كانت دائما تفكر في الغير، فأي هدايا وتوزيعات كانت تحضرها للأطفال في صف ابنتها، لم تكن تنسى العاملات وتعطيهن دائما وكانت كلمتها: «حرام مس مريم خل يفرحون»ز
رؤى.. لقد أريتينا الجانب الإنساني المعطاء بلا حدود المتمثل في شخصكِ الكريمة، لقد أدخلتِ السعادة على آلاف من القلوب أولهم قلبي.. وتفطرت برحيلكِ آلاف القلوب كان أوجعها قلبي أنا..
ولكن اللهم لا اعتراض.
أسأل الله أن يرحمكِ ويوسّع في قبركِ، ويجعله روضة من رياض الجنة، ويدخلكِ الجنة من أوسع أبوابها بلا حساب ولا سابقة عذاب.. اللهم آمين يا رب العالمين.