- تغيير بروتوكول العلاج بعزل المريض 10 أيام دون عمل مسحات زاد حالات الشفاء بنسبة 49%
- أغلب المرضى بعد 10 أيام من الإصابة تختفي لديهم الأعراض وتقل احتمالية نقلهم العدوى للآخرين
- دواء «فافيبيرافير» الياباني تم اعتماده رسمياً في روسيا ونتائجه ممتازة في علاج فيروس كورونا
- عقار «الريمديسفير» نتائجه مبشرة بعد ثبوت فاعليته في تقليل فترة التعافي من المرض الى 5 أيام
- في البداية شعرت بآلام شديدة في العضلات وصداع أمامي وآلام في العين وانخفاض حاسة الشم
- هناك أكثر من 70 تطعيماً مازالت قيد التجربة غالبيتها في مرحلة ما قبل التجارب السريرية
- المعروف في فيروسات الجهاز التنفسي أن الأجسام المضادة تحمي الشخص لمدة موسم واحد
- يجب على الجميع الالتزام بالإجراءات الوقائية والحفاظ على التباعد الاجتماعي
أجرت الحوار: آلاء خليفة
بطل من أبطال الصفوف الأمامية عمل منذ اللحظة الأولى في مواجهة فيروس كورونا المستجد، ولم يتخل عن أداء واجبه داخل مختبر الفايرولوجي بمستشفى مبارك الكبير، انه ابن الكويت البار مسجل اول أمراض فيروسية الطبيب د.محمد أبل والذي بجانب عمله المجهد لم يبخل على أحد بمعلوماته الطبية وساهم في تثقيف المجتمع عبر مواقع التواصل، حيث يقدم معلومات عن «كورونا» وطرق الحماية منه ويدعو الناس للالتزام بالإجراءات الوقائية، حتى شاء الله ان يصاب بالفيروس منذ أيام فلم يعترض على حكمة الله وأعلنها عبر حسابه بوسائل التواصل قائلا: (قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون).. الحمد لله حتى يبلغ الحمد منتهاه الحمد لله على جميل فضله وابتلائه، تأكدت إصابتي بفيروس كورونا ولله الحمد الأمور طيبة حتى الآن، ستمضي وسنرجع أقوى بإذن الله».
وقال أبل المتواجد حاليا في محجر منتزه الخيران في لقاء خاص مع «الأنباء» ان تغيير بروتوكول العلاج بعزل المريض 10 أيام دون عمل مسحات زاد حالات التشافي بنسبة 49%، مبنيا ان أغلب المتعافين من الفيروس تتكون لديهم أجسام مضادة وذاكرة مناعية ونسبة إصابتهم مرة أخرى تكون قليلة الى معدومة، لافتا الى ان هناك أكثر من 70 تطعيما مازالت قيد التجربة غالبيتها في مرحلة ما قبل التجارب السريرية، مشيرا الى ان عقار «الريمديسفير» نتائجه مبشرة بعد ثبوت فاعليته في تقليل فترة المرض وتسريع التشافي الى 5 أيام.
وتحدث أبل عن إصابته بالفيروس والأعراض التي ظهرت عليه كما سلط أبل الضوء على آخر البروتوكولات العالمية الخاصة به، وفيما يلي التفاصيل:
في البداية حدثنا عن كيفية إصابتك بفيروس كورونا والأعراض التي شعرت بها في البداية؟
٭ منذ أيام شعرت بتعب في جسدي بالكامل خاصة منطقة الظهر وآلام شديدة في العضلات والمفاصل وصداع أمامي وآلام في العين ومن ثم بدأت أشعر بألم في الأنف وانخفاض حاسة الشم وكوني مريضا بالربو شعرت بتهيج الربو وضيق خفيف في التنفس ولم يكن لدي ارتفاع في الحرارة ولا كحة ونظرا لأننا لسنا في موسم الأنفلونزا ولا فيروسات الجهاز التنفسي فبدأت أشك انني مصاب وبالفعل ذهبت الى مستشفى مبارك وقمت بعمل المسحة وكانت النتيجة «إيجابية».
ومتى ظهرت نتيجة المسحة؟
٭ في اليوم نفسه، فظهور نتيجة المسحة يحتاج حوالي من 4 الى 6 ساعات منذ تسلم العينة وتجهيزها وإدخالها في الأجهزة ومن ثم تظهر النتيجة.
وهل يعني ذلك ان نتيجة المسحة لا تحتاج الى أيام؟
٭ أحيانا يكون هناك ضغط في المختبرات بسبب كثرة العينات او نقص عدد الفنيين بما قد يؤخر ظهور النتيجة لمدة أقصاها 24 ساعة.
الحالة الصحية
نود ان نطمئن على حالتك الصحية في الوقت الحالي؟
٭ بفضل الله لم تتفاقم حالتي الصحية وبدأت أشعر بتحسن وخفت أعراض وجع جسدي والإرهاق الذي كنت أشعر به وأصبحت أفضل حاليا ولكن احتقان الأنف مازال مستمرا ومازلت فاقدا لحاسة الشم.
ماذا تم بعد ظهور نتيجة المسحة وتأكد إصابتك بفيروس كورونا؟
٭ دخلت مستشفى جابر لمدة يومين وأخذت بنادول وزيرتك وسوائل، بالإضافة الى «مالتي فيتامين» الذي أخذه دائما وفي اليوم الثالث وعندما شعرت بتحسن وضعي الصحي وخفت الأعراض وكانت تحاليل الدم وأشعة الصدر سليمة انتقلت الى محجر منتزه الخيران.
كيف أصبت بالفيروس؟
٭ حالتي تدخل ضمن نطاق التقصي الوبائي لاسيما انني لا أذهب إلا الى عملي في المستشفى او الى الجمعية وفي الحالتين اتخذ كل الإجراءات الوقائية من ارتداء الكمام والقفازات وغسل اليدين واستخدام المعقمات، حتى عندما كنت أذهب الى دوامي في مستشفى مبارك كنت أدخل من مواقف المستشفى الى مدخل المختبر مباشرة.
وأود التأكيد ان جميع الفنيين في المختبر يلتزمون بالإجراءات الوقائية وعلى الرغم من اهتمامي الشديد بالإجراءات الوقائية الا انني قد أكون لمست سطحا ملوثا ووضعت يدي على أنفي او فمي دون قصد او قد يكون هناك زميل مصاب بالفيروس ولا يعلم بسبب عدم ظهور أعراض عليه وانتقلت العدوى الي وحتى الآن لا أعلم السبب الرئيسي في إصابتي بالفيروس.
الإجراءات الوقائية
السؤال الذي يطرح نفسك كونك طبيبا متخصصا في علم الفيروسات واتخذت كل الإجراءات الوقائية كما ذكرت ومع ذلك أصبت بالفيروس ما رسالتك لأفراد المجتمع؟
٭ قد أكون تهاونت في لحظة في تطبيق إجراءات الوقاية دون قصد، ورسالتي عدم التهاون بإجراءات الوقاية والالتزام بها وعدم المخالطة والخروج من المنزل إلا للضرورة القصوى والحرص على التباعد الجسدي وغسل اليدين باستمرار وانصح الجميع باتباع إيتيكت العطاس والكحة، وكل إنسان معرض للإصابة سواء من الطاقم الطبي او غيرهم.
وللعلم فإن فيروس سارس الذي ظهر في الصين تم القضاء عليه عن طريق اتباع إجراءات الوقاية ولم يكن له علاج ولا تطعيم وكذلك فيروس mers الذي ظهر في السعودية.
إذا كانت الأعراض في الغالب محتملة لماذا الحديث عن «كورونا» بهذا الشكل المخيف؟
٭ عندما أصبت بالفيروس لم أعان من ارتفاع الحرارة او الكحة وأعتبر من الـ 80% الذين يصابون بالفيروس وتظهر عليهم أعراض بسيطة الى متوسطة وهناك 15% تظهر عليهم الأعراض متوسطة الى شديدة و5% تكون الأعراض شديدة جدا وهم أصحاب الأمراض المزمنة والحوامل وكبار السن.
بروتوكولات عالمية
نود تسليط الضوء على تطورات فيروس كورونا لاسيما اننا نشهد تغييرات في البروتوكولات العالمية الخاصة بالوباء؟
٭ سأكون إيجابيا وأتحدث عن الأخبار الجديدة الإيجابية، لاسيما مع زيادة نسبة الشفاء في الكويت التي وصلت إلى 49% وعدد المتشافين زاد على 14 ألف متشاف وذلك لعدة أسباب أهمها تغيير البروتوكول العلاجي من عزل المريض فترة تتراوح بين 14 و 28 يوما مع عمل المسحات الى عزل 10 أيام من دون مسحات بما زاد عدد المتشافين، كما ان آخر دراسات وتوصيات من منظمة الصحة العالمية أكدت ان أغلب المرضى بعد 7 الى 10 أيام من الإصابة تختفي لديهم الأعراض وبالتالي تقل احتمالية نقلهم العدوى للآخرين بنسبة كبيرة جدا وبعد تلك الفترة ومع اختفاء الأعراض وأهمها الحرارة وأعراض الجهاز التنفسي بحيث تكون الحرارة طبيعية بدون الحاجة لمخفضات الحرارة وهي واحدة من اشتراطات الخروج من المستشفى، ففي حال تم تطبيق تلك الشروط على المريض ويخرج ومن الممكن ان يكون المريض غير معد للآخرين وهذا لا يعني التهاون بإجراءات الوقاية ووزارة الصحة وضعت اشتراطات أخرى للمريض بعد خروجه من المستشفى وأهمها غسل اليدين وارتداء الكمام والحرص على التباعد.
والخبر الثاني ان دواء «فافيبيرافير» الياباني وهو دواء مضاد للإنفلونزا تمت صناعته عام 2014 واعتماده رسميا في روسيا باسم «افيفافير»، حيث تم تجربته على عدد من المرضى وتم عمل العديد من الدراسات عليه وهو دواء ليس جديدا فقد استخدم لعلاج الانفلونزا وفيروس MERS وكانت نتائجه ممتازة في علاج كوفيد 19، بالاضافة الى عقار «الريمديسفير» الذي انتجته شركة Gilead الأميركية وكانت نتائجه مبشرة بعد ثبوت فاعليته في تقليل فترة المرض وتسريع فترة التشافي الى 5 أيام تقريبا، حيث أعلنت الشركة تجربة الدواء على 580 مريضا يعانون من أعراض خفيفة الى متوسطة ووصلت نسبة التشافي 75%.
سياسات علاجية
هل السياسات العلاجية المتبعة في الكويت أخذت من الدراسات والتوصيات الأميركية والروسية وغيرها لعلاج المرضى؟
٭ وزارة الصحة على تواصل مستمر مع منظمة الصحة العالمية لاستقدام آخر الأدوية وقد ذكر د.منذر الحساوي ان هذا هو البروتوكول السابع وهذا يعني ان هناك 6 بروتوكولات تم تغييرها بناء على توصيات منظمة الصحة العالمية، ودواء «الريمديسفير» لم يخرج من أميركا والصين نظرا لعدم توافر كميات منه ولكن في حال تم اعتماده فبالتأكيد ستوفره وزارة الصحة في الكويت.
هل هناك لقاحات «تطعيمات» ضد فيروس كورونا المستجد؟
٭ أعلنت شركة موردنا الأميركية عن الوصول الى نتائج مباشرة للقاح ضد الفيروس بعد إجراء عدد من الاختبارات، حيث قامت بتجربته على 45 شخصا في شهر مارس الماضي وثبت ان مستوى الأجسام المضادة للأشخاص الذين أخذوا اللقاح كان أعلى من مستوى الأجسام المضادة في بلازما المتشافين وحاليا انتقلوا الى المرحلة الثانية، حيث ستتم تجربة اللقاح على 600 شخص تم تقسيمهم الى مجموعتين من 18 إلى 54 عاما، ومن 55 فما فوق وستركز المرحلة الثانية على زيادة دراسة التأثير المناعي للتطعيم، وهناك تطعيم آخر لشركة صينية نتائجه الأولية ممتازة بالإضافة الى تطعيم اكسفورد، حيث تم اختصار المرحلة الثانية والثالثة في مرحلة واحدة ونتائجه مبشرة بالخير، فضلا عن وجود اكثر من 70 تطعيما مازالت تحت التجربة غالبيتهم في مراحل قبل التجارب السريرية.
مرحلة التعافي
متى نستطيع القول بأن المريض تعافى؟
٭ بحسب ما أقرته وزارة الصحة بعد مرور 10 أيام من ظهور الأعراض او أخذ المسحة، لاسيما إذا اختفت الحرارة في الثلاثة أيام الأخيرة وأصبحت طبيعية بدون استخدام مخفضات الحرارة واختفاء أعراض الجهاز التنفسي باستثناء الكحة التي يمكن ان تستمر لفترة طويلة.
سؤال يطرحه الكثيرون حاليا، من وجهة نظرك العلمية متى يمكننا السفر؟
٭ علميا مع بداية العام القادم وهناك شركات طيران استأنفت العمل بشكل جزئي ولوجهات محددة وهناك دول فتحت مطاراتها ولكن برحلات محدودة وهناك شركات طيران أعلنت ان حركة الطيران الطبيعية لن تعود قبل سنتين.
مسؤولية مشتركة
من وجهة نظرك، متى سينتهي فيروس كورونا؟
٭ مجلس الوزراء في اجتماعه الأخير أقر تطبيق 5 مراحل كل مرحلة ستستغرق حوالي 21 يوما وبالتالي فإن المسؤولية مشتركة فردية ومجتمعية في تطبيق إجراءات الوقاية والالتزام بالبروتوكولات التي وضعتها وزارة الصحة بما يجعلنا نعبر الخمس مراحل بسلاسة ويسر.
هل الشخص الذي يصاب بالفيروس يكون تعرضه للإصابة مرة أخرى؟
٭ غالبية المتشافين من الفيروس تتطور لديهم أجسام مضادة وذاكرة مناعية وبالتالي فإن نسبة إصابتهم مرة أخرى بالفيروس تكون قليلة الى معدومة، ولكن ظهرت تقارير طبية لمرضى أصيبوا بالفيروس وتمت إصابتهم مرة أخرى في الصين وكوريا وأميركا، «كوفيد-19» حتى الآن مازال تحت الدراسة والمناعة ضده كذلك ولكن حتى الآن لا يعلم أحد إلى متى تظل المناعة والمتعارف عليه في فيروسات الجهاز التنفسي ومنها ضمنها كورونا الموسمية ان الأجسام المضادة تحمي الشخص لمدة موسم واحد.
هل لك من رسالة تود توجيهها عبر «الأنباء»؟
٭ أتمنى من الجميع تطبيق إجراءات الوقاية والكرة في ملعبنا جميعا واشكر كل شخص يدعو لي «شكرا من القلب وعسى الله يشفي كل مريض ويحمي كل شخص لم يصب وتأكدوا ان بعد العسر يسرا ولا أراكم الله مكروها بعزيز».
«قدها وقدود»
وجه أبل رسالة الى زملائه الأطباء في الصفوف الأمامية قائلا: رسالتي لزملائي وزميلاتي في الصفوف الأولى الله يعطي أصعب معاركه لأقوى جنوده وانتوا أقوى الجنود «وقدها وقدود» ونحن جميعا تحت رحمة رب كريم
«Stay Safe & take care».
«مناعة القطيع»
ذكر أبل ان مفهوم مناعة القطيع مأخوذ من التطعيمات في البداية، حيث يتم تطعيم المجتمع بنسبة 90 الى 95% حتى تتكون لديهم مناعة القطيع من أجل حماية الأشخاص الذين يفترض ألا يتم إعطاؤهم التطعيم لأي سبب كان وبالتالي نقضي على انتشار فيروس معين والهدف من التطعيمات تطوير مناعة القطيع في حال ما تم تطعيم 90 ـ 95% من الأفراد، وفيما يخص كوفيد 19 فإذا جعلنا الفيروس ينتشر دون تطبيق إجراءات الوقاية ستتكون لدينا مناعة القطيع وبالتالي الفكرة ممتازة علميا ولكن أخلاقيا لا يجب ان يتم تطبيقها، فلا يمكن المغامرة بانتشار فيروس في مجتمع لديه كبار سن وأصحاب أمراض مزمنة، في بداية الأزمة أعلنت بريطانيا انها ستطبق مناعة القطيع ولكن بعد فترة اكتشفت انها ستسهم في هلاك النظام الصحي لديها لذلك قاموا بتغيير سياستهم في التعامل مع الفيروس.
الكمام القماشي
بيّن أبل ان الكمام القماشي يستخدم لحماية الشخص الذي يقف أمام شخص يرتدي الكمام الجراحي، وهو لا يحتوي على فلتر، لذا فإن منظمة الصحة أوصت بأن على الجميع ارتداء الكمامات وذلك لتقليل نسبة انتشار الفيروس من الأشخاص الذي لا تظهر عليهم أعراض، ونحن الأطباء نستخدم كمام «N95» وهو أفضل أنواع الكمامات، وهناك كذلك كمام «N99» من الكمامات الجيدة أما خارج الدوام فأستخدم الكمام الجراحي.