محمد راتب
علمت «الأنباء» من مصادر مطلعة في سوق السمك أن هناك سوقا موازيا تقوده المكاتب، يمارس عمليات البيع خارج السوق وبأسعار مرتفعة هروبا من بيعها بالسعر العادل للبسطات داخل السوق، في ظاهرة غير مسبوقة تستهدف الباعة داخل السوق وتمنعهم من الحصول على لقمة عيشهم، التي حرموا منها خلال الفترة الماضية في ظل الإجراءات المتبعة للحد من انتشار فيروس كورونا.
المصادر أكدت أن «حيتان» المكاتب تحصل على السمك مباشرة من المطار أو المخازن وتقوم بالبيع لشركات الأسماك والأسواق الموازية وشركات الهايبرماركت وتحرم الباعة في سوق شرق وغيره من الحصول على السمك إلا بعد دفع الإتاوات والرشى بما يتراوح بين ١٠ و٢٠ دينارا للكرتون الواحد، كون أصحاب تلك المكاتب يحصلون على أرباح تصل إلى 80 أو 90 دينارا عند بيع السمك خارج السوق، بحيث وصل سعر كرتونة بعض أنواع السمك ذات وزن 20 كغ ما يقارب 200 دينار.
وذكرت أن الروبيان والزبيدي المستورد يباع للناس خارج السوق أيضا عبر السيارات الجوالة بأسعار مرتفعة جدا في استغلال واضح لحاجة عشاق السمك، بحيث يكون الفرق بين سعر الكرتون في السوق وخارجه قرابة 80 دينارا، مشيرة إلى أن فتح سوق خارج سوق السمك مخالف للقوانين وعلى الجهات المعنية التحرك وإيقاف هذه المهزلة.
باعة أكدوا لـ «الأنباء» أن السوق شبه فارغ من المستهلكين ولا يستطيع الباعة شراء الكراتين إلا بعد دفع الرشى، متسائلين: هل ندفع الإيجارات ونجلس ونفتح أفواهنا للهواء، وهناك من يبيع السمك خارج السوق في تحد علني لوزارة التجارة؟ مبينين أنه لا فائدة من الجلوس في السوق وانتظار الزبائن الذين لن يحضروا ما دام هناك سمك في الخارج.
وأشاروا إلى أن السمك يحضر مباشرة من المطار إلى المراكز والمطاعم والجمعيات والباعة المتجولين بأسعار مرتفعة للغاية ولا يصل إلى السوق حتى شركات السمك التركي تبيع السمك للشركات والأسواق الموازية، ولذلك فإننا نطالب بالتدخل السريع من الجهات المعنية وإنزال أقسى العقوبات بحق المتسببين في رفع الأسعار وتدمير سوق السوق.