أسامة أبوالسعود
لا يختلف اثنان على مدى المحبة التي تجمع أبناء الشعبين الشقيقين في كل من الكويت ومصر والتي كانت وستظل شاهدة على تاريخ عريق يجمع البلدين ومصير مشترك بين شعبين شقيقين روت دماؤهما الطاهرة دفاعا عن بلديهما ووقفا سدا منيعا في كل المحن والصعاب وكانت الفرحة الغامرة هي قاسمهما المشترك في كل الانتصارات بدءا من حروب مصر ضد الكيان الإسرائيلي الغاشم وانتهاء بحرب تحرير الكويت المجيدة.
وفي تجسيد متميز لمدى تلك العلاقة والعراقة بين الكويت ومصر وبمبادرة تستحق الإشادة من رئيس الملتقى الاعلامي العربي الزميل ماضي الخميس الذي قام شخصيا بإعداد النص والإشراف والتنفيذ لمادة فيلمية تروي حكاية شعبين عظيمين وشهادات موثقة لمجموعة من السياسيين والإعلاميين والأكاديميين الكويتيين والمصريين عن تاريخ ناصع ومستقبل مشرق يجمع قيادتي وشعبي البلدين الشقيقين، وشاركه في الإعداد مدير وكالة أنباء الشرق الأوسط في الكويت الزميل أحمد عبدالله، وبصوت المذيعة المتألقة صباح البدران.
في البداية، قال وزير الاعلام الأسبق سامي النصف إن العلاقة بين مصر والكويت، سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي، هى علاقة وثيقة، مشيرا إلى أنها تعتبر نموذجا وقدوة في العلاقات بين الدول العربية.
وأضاف النصف أن العلاقة بين البلدين بدأت منذ عصر مصر الحديثة والكويت الحديثة، إبان عهد الملك أحمد فؤاد ثم الملك فاروق، وحتى عندما جاءت ثورة 1952، وتحولت مصر الى النظام الجمهوري، بقيت علاقتها قوية مع الكويت، وهو ما ظهر واضحا في الموقف البطولي للرئيس الراحل جمال عبدالناصر في نصرة الكويت، في مواجهة مطالبات الرئيس العراقي الأسبق عبدالكريم قاسم عام 1961 بضمها للعراق، فضلا عن فترة الرئيس الشهيد أنور السادات، والتي شهدت توترا في العلاقات بين مصر وعدد من الدول العربية، الا أن العلاقة بقيت وثيقة مع الكويت.
ذكريات سعيدة
من جانبه، قال أمين عام الملتقى الاعلامي العربي ماضي الخميس ان العلاقات بين البلدين تاريخية، ولا يمكن لأي سبب من الأسباب أن تتأثر أو تتراجع، مؤكدا أن العلاقات بين مصر والكويت أو العلاقات بين الشعبين والحكومتين على مد الزمن والسنين، جسدتها الكثير من المواقف المشتركة والداعمة بين البلدين.
وأضاف الخميس قائلا: تربطنا صداقات ونسب ومحبة وأخوة مع العديد من أطياف الشعب المصري، وتربطنا كثير من الذكريات السعيدة في مصر، ولدينا أشقاء أعزاء من الشعب المصري يقيمون بيننا في الكويت ويعملون في جميع المجالات، فأنا شخصيا أتشرف بسنوات طويلة قضيتها في مصر، بتعليمي في مصر، وبالعديد من الأنشطة والفعاليات الاعلامية التي قمت بها في مصر، واستضافة العديد من الاخوة الاعلاميين المصريين في الكويت.
تاريخ من التعاون
بدوره، قال المحامي والمحكم الكويتي خالد علي الحبيب: تقول الحكمة أن يكون جميع البشر إخوة، وهل منا من ليس له إخوة؟ علاقة الكويت بمصر ليست إخوة فقط، فما بين تاريخ من التعاون، كان كل منا للآخر سندا ضد الأعداء، واعمارا وقت الرخاء، وعونا وقت الأزمات، وما بين مستقبل نحلم فيه للأفضل، تبقى الكويت في قلب مصر، وتبقى مصر في عيون الكويت، فلا مجال لفتنة تفرقنا، ولا قول يزرع الخلاف فيما بيننا، ولا عيش لأهل الظلام في أوطاننا.
من جانبه، أكد الكاتب والمخرج المسرحى عبدالله عبدالرسول أن العلاقات الأخوية بين الكويت ومصر الشقيقة امتدت الى عقود طويلة من الزمن، عمل على تأصيلها وتجذيرها الأجداد من البلدين، مشددا على أن لمصر مكانة كبيرة، ليس في قلب كل كويتي فقط، بل في قلب كل عربي، خاصة لدورها الحضاري الكبير، الذي تطلع اليه وتفخر به الأمة العربية.
علاقات متينة
من جهتها، قالت أستاذ الاعلام بجامعة الكويت د.فاطمة السالم ان العلاقات بين البلدين الشقيقين هي علاقات متينة وكبيرة تمتد لسنوات طويلة، مشددة على أن تلك العلاقات، أكبر من أى محاولة للاساءة بين البلدين أو الشعبين الشقيقين.
وأضافت د.سالم قائلة: كلنا في الكويت زاملنا مصريين، سواء في العمل، أو في الجامعة، أو في الحياة الاجتماعية، وبالطبع العديد منهم، لديهم أثر ايجابي على حياتنا وقراراتنا من خلال مساعدتنا ودعمهم لنا، ومثال على ذلك، وأنا في مرحلة البكالوريوس في جامعة الكويت، درسني أستاذ فاضل، وهو د.هشام مصباح، واعتقد أن كل طلبته يذكرونه بالخير لإخلاصه في العمل وحرصه على مصلحة طلبته، فكان له عظيم الأثر علينا جميعا، وبعد أن تخرجت من الجامعة وبدأت مرحلة الدراسات العليا (الماجستير والدكتوراه) بقيت على تواصل معه في كل خطوة، وأثر عليّ بشكل ايجابي في اتخاذ القرارات، والتشجيع والدعم الايجابي، حتى أني أهديت رسالة الدكتوراه اليه اعترافا بجميله، وهناك الكثير والكثير مثل د.هشام مصباح الذين يعملون بإخلاص، فكان لهم عظيم الأثر في المجتمع الكويتي.
مصلحة الشعبين
بدوره، قال الأستاذ بجامعة الكويت طارق الدويسان: أنا شخصيا عندي علاقات متميزة مع زملاء مصريين عملت معهم في جامعة الكويت، وأيضا أتذكر وقفة أحد الزملاء المصريين، وهو صديقي العزيز علي منذ أكثر من 30 عاما، د.لطفي جعفر، حيث كنت أيام الغزو العراقي للكويت، في حاجة مادية، والحقيقة الرجل لم يتخل عني ولم يقصر في حقى، وتعامل معي بأرقى ما يمكن.. فأرجوكم توقفوا عن هذه المهاترات التي تعد مؤلمة لنا جميعا ولا تصب في مصلحة الشعبين الشقيقين.
وأكد المخرج السينمائي الكويتي الكبير هاشم الشخص أن مصر والكويت سيظلان دعما وسندا لبعضهم البعض كما كانا على مر الزمان، وأن العلاقات التاريخية الشامخة بين البلدين الحبيبين، أكبر من أي محاولات يائسة لتعكير صفوها.
وأضاف الشخص قائلا: وأنا طفل صغير منذ نحو 70 عاما، ما زلت أتذكر دراستي ونشأتي على المناهج المصرية، فمصر هي شقيقتنا الكبرى التي تربينا معها على الحب والمحبة والخير، ودائماً الكويت في ظل ظروفها العصيبة كانت تلجأ لشقيقتها الكبرى، ولم ولن ينسى الشعب الكويتي دور مصر معه، ومساندتها الدائمة له.
من جهته، تحدث الاعلامي الكبير حامد عز الدين قائلا: على مدى 11 عاما من العام 1994 الى عام 2005 عشت وعملت في الكويت التي اعتبرها بالنسبة لي وطني، وعملت في مجال الاعلام في الكويت لفترة طويلة وكذلك مستشارا اعلاميا لمجلس الامة.
واكد عز الدين ان هذا العمل يتيح لصاحبه ان يتعرف على المجتمع بكل تفاصيله، مضيفا: الحقيقة ان اصدقائي وزملائي على مدى 11 عاما متتالية هم من كل اطياف المجتمع الكويتي، ومن كل العائلات الكويتية من البدو والحضر ومن كل النواب والوزراء ومختلف المسؤولين والمواطنين بالدولة.
القاعدة والاستثناء
الفنان الكبير سامح الصريطي قال: اسمحوا لي بداية ان اتحدث عن نظرية القاعدة والاستثناء، فلكل قاعدة استثناء وليس هناك اجماع على شيء، فالكمال لله وحده، فحينما تكون القاعدة التي تجمع بين شعبي الكويت ومصر هي الحب والمودة، فهذه هي القاعدة، واي شيء نسمعه مخالفا لذلك فهذا هو الاستثناء الذي يؤكد قوة العلاقة التاريخية الحميمية بين الشعبين.
وتابع قائلا: وخلال عمري رأيت كيف تتحرك مصر اذا اصيبت الكويت بأي ضرر، مستذكرا موقف الرئيس جمال عبدالناصر خلال ازمة العراق مع الكويت في عهد عبدالكريم قاسم وكذلك اثناء الغزو العراقي الغاشم وموقف الرئيس السابق محمد حسني مبارك.
واردف الصريطي قائلا: وايضا كانت الكويت سندا لمصر وداعما لها في كل مراحل التاريخ المعاصر.
وأوضح ان العاملين المصريين في الكويت يشعرون انهم يعيشون بين اهليهم ولا يشعرون بالغربة ابدا، وهو ذات الحال الذي يشعر به المواطن الكويتي حينما يأتي الى بلده مصر، وهذه هي القاعدة.
علاقة ممتدة
وأكد رئيس مركز كمال أدهم للتدريب الإعلامي بالجامعة الأميركية بالقاهرة د.حسين امين ان العلاقة التاريخية بين الشعبين العريقين العظيمين مصر والكويت محفورة في القلوب، وما حفظ في القلوب يدوم دوام السنين، مؤكدا ان هذه هي شهادة ملايين المصريين في حبهم للكويت واهلها الاعزاء.
عميد كلية الاعلام الاسبق د.سامي عبدالعزيز قال: بعد تحرير الكويت طلبت ان اقدم حملة لنشر الوعي في الكويت بخصوص ما يُسمى بالارشاد النفسي، وكانت واحدة من انجح حملاتي التي نظمتها في حياتي.
وتابع قائلا: علاقتي بالكويت ممتدة منذ عام 1993، وذكرياتي بها اكبر مما يتخيل احد، وعلاقاتي بأهلها شيوخهم وشبابهم اكبر مما يتخيل احد.
ومن المشاركين في الصفوف الامامية بالكويت د.وليد عبدالباقي الذي تذكر لحظة وصوله الكويت وترحاب من شاب كويتي لا يعرفه، وحديث عن ذكرياته وتعلمه في مصر التي يعشقها مثل ابناء الشعب الكويتي.
الكويتيون أهل شهامة وجدعنة
م.طارق عبدالوهاب عضو منتدى الأعمال المصري في الكويت قال: جئت من مصر الى الكويت قبل 27 عاما وبدأت حياتي العملية في الكويت وتدربت فيها الى ان اصبحت مديرا وشريكا في الشركة، وكان عدد كبير من اصدقائي من اخواننا الكويتيين الذين لمست فيهم الشهامة والجدعنة ومعاك على الحلوة والمرة، ولمست فيهم الحب الشديد لمصر وهو ما غرس بداخلي مشاعر حب خاصة للكويت واهلها.
وختم عبدالوهاب بالقول «ستظل مصر والكويت شعبا واحدا ووطنا واحدا».