- قاطنات المجمع لـ «الأنباء»: المبنى أصبح متهالكاً والمصاعد معطلة
- بينما السلالم غير آمنة للاستخدام وخرير الماء من الأسقف لا يتوقف
- المجمع مضى على إنشائه أكثر من 33 عاماً ويد الإهمال في الصيانة فاقمت مشاكله
- تقدمنا بشكاوى عديدة عن الخرير لكن مسؤولي «السكنية» لا يعيرون مشاكلنا أي اهتمام
- المصاعد متعطلة باستمرار.. وأغلب القاطنات متقاعدات لا يتحملن استخدام السلالم
- مشاكل الصرف تزكم الأنوف وفتحات البلاعات المفتوحة تهدد حياة السكان وأطفالهم
أجرت التحقيق - دلال العياف
على مدى سنوات طويلة لم يتوقف قاطنو مجمع صباح السالم السكني عن إطلاق صرخات الشكوى من الحالة المزرية لمجمعهم، ولم ييأسوا من الجولات المتكررة في دهاليز الجهات الحكومية المختصة (البلدية والسكنية والأشغال) لعل مشكلاتهم تجد آذانا مصغية ويدا بالحلول ممدوة، لكن لا حياة لمن تنادي.
تحقيقات صحافية متعددة عن مشكلات المجمع وما يعانيه قاطنوه من مآس لا تعد ولا تحصى سواء مع خرير الماء الذي لا يتوقف من الأسقف، ما ينذر بكارثة لا تحمد عقباها على رؤوس السكان أو مع المصاعد المتعطلة باستمرار وإن عملت يوما تتوقف عشرات الأيام، أو حتى مع السلالم المكسرة والتي تظهر عليها تسريبات المجاري وتآكل الحوائط، وصولا إلى الروائح الكريهة المنبعثة من تسريبات شبكة الصرف الداخلي للمجمع وفتحات الصرف المتهالكة والمفتوحة، فتقبع هذه الروائح في نفوس سكان المجمع لتفتك بصحتهم وتهدد حياة أطفالهم.
«الأنباء» سبق أن نشرت الكثير من التحقيقات عن مشكلات المجمع، وها هي تتواجد مجددا في موقع الحدث، وتلتقي عددا من القاطنات فيه لنقل معاناتهن ورصد ما يجول في خواطرهن، لعل صرخات هؤلاء النسوة تجد اليد الممدودة لإنقاذهن من الأوضاع البائسة للمجمع والذي مضى عليه أكثر من 35 عاما من الاستخدام دون أن يشهد أي ترميم أو تطوير.
بصوت مخنوق ودموع محبوسة وأصوات حزينة تحدثت قاطنات المجمع عن استمرار معاناتهن وأسرهن على مدى سنوات طويلة، تقدمن خلالها بشكاوى إلى البلدية والإسكان والأشغال، «لكن عمك اصمخ!» على حسب تعبيرهن، مع عدم وجود أي صيانة أو نظافة للمجمع، لينتقل حديثهن بأسى عن مشكلة المصاعد المتهالكة التي تجبرهن أحيانا على عدم الخروج حتى إلى المستشفى لأمر طارئ، نظرا لتقدم الكثيرات منهن في العمر وإصابتهن بأمراض مزمنة كالسكر والضغط وأزمات القلب، وكيف يقتلهن الحياء والخجل حين الحاجة إلى أن يحملهن المسعفون على النقالة للنزول إلى المستشفى بسيارات الإسعاف.
وعبرت قاطنات المجمع عن أملهن في أن ينتبه المسؤولون إلى أسرهن ويشعروا بمعاناتهن، وأن تقوم الحكومة ممثلة بوزارة الإسكان والمؤسسة العامة للرعاية السكنية بزيارة المجمع وحل مشاكل سكانه وإجراء الصيانة المطلوبة، فليس من المنطقي انتظار حدوث حالات وفاة في أحد المصاعد المتهالكة حتى يتحرك المسؤولون، وخصوصا في ظل الظروف الاستثنائية التي اجتاحت العالم بأسره مع انتشار وباء «كورونا» والذي قد يجد من المجمع بيئة خصبة له، خاصة أن المبنى متهالك ولم يخضع لأي حملات تعقيم أو ترميم ولم يزره أحد كي يرى كيف أنه بيئة خصبة للميكروبات والفيروسات.
وقد رصدت عدسة «الأنباء» التضييق الذي اجتاح السكان في الممرات وعددا من المخالفات الصريحة والواضحة كالشمس لاسيما السلالم المكسورة والنظافة المتردية، فإلى التفاصيل:
بداية، قالت أم عامر: «يا بنيتي، احنا محكورين داخل المجمع مثل الطيور، وحتى الطيور يطيرون ويطيحون من فوق لكن احنا مربوطين» ناشدنا وزارة الإسكان أكثر من مرة بمشاكل المبنى دن أي استجابة، حتى وصل الأمر بمشكلة السقف الذي لا يتوقف منه «الخرير فوق رؤوسنا» فكان الرد منهم : صلحوه! ومع تكرار الشكوى لم نجد أي مسؤول يسمع لنا أو يتعاطف مع شكاوانا، ووصل بنا الأمر إلى أن بنينا غرفة فوق السطوح على حسابي، وكلفتني أكثر من 2000 دينار، لكنهم هدموها علينا، ورغم كل المشكلات إلا أننا دائما نتوسم خيرا بأن يلتفت المسؤولون إلينا، فهذه هي ديرتنا وفيها اللي نبيه.. والله يحفظ صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، ويطيل بعمره».
لا راحة
من جهتها، قالت أم جمال: لا نشعر بأي راحة في هذا السكن، فالشقق مكسرة والماء يخر علينا من الطابق الأعلى، والحمامات تالفة والمصاعد متعطلة ولم نعد قادرات على الصعود والنزول على سلالم مكسرة، ونحن نساء متقدمات في العمر و«طلعتنا ثقيلة.. حتى لو حق شيء ضروري».
وقد توجهت بنفسي إلى المؤسسة العامة للرعاية السكنية وقالوا إن شاء الله ولم نر منهم أحدا وحتى بخصوص المصاعد راجعناهم أكثر من مرة، لكنهم لا يعيرون لحالنا أي اهتمام.
وفي النهاية، ماذا نترجى من مبنى مر عليه أكثر من 33 سنة.. والله لو رأيتم الشقة التي أسكن فيها لقلتم «الله يكون في عونكم».
وعن أحوالهن مع أزمة كورونا، قالت أم محمد: والله خايفين ونتابع توصيات وتعليمات وزارة الصحة وكل إرشاداتها ننفذها حسب الأصول من أجل وقايتنا وحتى لا نضر أنفسنا أو غيرنا لأنهم ابخص بمصلحتنا، وندعو الله أن يرفع عنا هذا البلاء والوباء.
وأضافت: طبعا لا نخرج إلا للحاجة الضرورية، وحتى الجمعية بنتي تحجز موعدا وتذهب لشراء الاحتياجات المهمة، ومن ضمن الأمور المهمة عدم تناقل الإشاعات أو نشرها، ونحن 6 أشخاص نسكن مع بعض نحافظ على التباعد ونغلق على أنفسنا ولا نخالط أحدا، لكن في مثل هذه الظروف تزداد الحاجة إلى صيانة المبنى.
وزادت أم محمد: والله احنا بنفسنا نعقم وننظف وهذا اجتهاد شخصي لكن لم نر أحدا يعقم مبنانا أو يقوم بتنظيفه، ويمكنك الاطلاع على الأرضية أمام المصاعد تطفح علينا وتطفح من القاذورات ومياه المجاري والروائح الكريهة تؤذينا وتهدد صحتنا.
من جهتها، قالت أم حصة: ودي أشرح معاناتي في هذا المبنى الذي أصبح كالمهجور فلا توجد أي متابعة له من الجهات المختصة، سواء فيما يخص المصاعد والنظافة أو حتى بلاعات الصرف، ووصل الأمر أنه مع تكرار مشاكل الصرف وحضور العمال لتصليحها يتركون فتحات الصرف الخارجية مفتوحة لتشكل خطرا كبيرا علينا وعلى أطفالنا.
ومن ناحية «كورونا».. خل يشوفون الإهمال عندنا في المجمع وكأننا نعيش نحن في كورونا، وننادي وننادي حتى بح صوتنا لكن بلا جدوى وكلما ذهبنا إلى البلدية قالوا هذا من اختصاص الأشغال، واذا توجهنا إلى الأشغال قالوا هذا شغل البلدية، وقد نشرت إحدى الصحف المحلية أن هناك توجها لنقل قاطني المجمع إلى سكن آخر لكن «حجي سمعنا.. فعل ما نشوف».
وزادت أم حصة: منذ 4 سنوات تقريبا جزاها الله خيرا الشيخة بيبي اليوسف هي التي تتابع وتهتم بنظافة المبنى ونحس أن هناك من يسأل علينا، واحنا حريم كبار وأنا راعية سكر ومريضة كلى.