نظم وفد الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة ووفد سويسرا واللجنة الدولية للصليب الأحمر اجتماعا عبر الاتصال المرئي لدى الأمم المتحدة حول تفعيل قرار مجلس الأمن 2474 حول المفقودين في النزاعات المسلحة الذي تقدمت به الكويت أثناء عضويتها بمجلس الأمن الدولي.
وشارك مندوبنا الدائم لدى الأمم المتحدة السفير منصور العتيبي في هذا الحدث كأحد المتحدثين الرئيسيين، حيث استعرض خلفية هذا القرار الإنساني والجهود التي قامت بها الكويت خلال عضويتها في مجلس الأمن لتقديم هذا القرار والتفاوض عليه مع كافة أعضاء المجلس حتى أن تم اعماده من قبل المجلس بالإجماع بتاريخ 11 يونيو 2019.
وخلال حديثه، أوضح العتيبي ان مسألة المفقودين كانت حاضرة دائما في مناقشات مجلس الأمن من خلال مختلف بنود جدول الأعمال لكنها لم تمنح أبدا التركيز الكامل والاهتمام التام الذي تستحقه.
وأثنى على دور اللجنة الدولية للصليب الأحمر وجهودها في مساعدة الكويت في قضية المفقودين خاصة منذ غزو الكويت عام 1990 وتوجيههم بخصوص هذا القرار.
وقال العتيبي: «نحن في الكويت ناقشنا هذه المسألة وتناولناها في مختلف المحافل الدولية بما في ذلك مجلس الأمن منذ غزو الكويت عام 1990 لذا عندما اقترحت الكويت على أعضاء المجلس فكرة القرار بصراحة لم يكن مفاجأة كبيرة على الإطلاق للأعضاء وكان من المنطقي بالنسبة لمعظمهم حيث عرف الجميع ما كان على شعب الكويت أن يتحمله خلال الغزو وما بعده».
وتابع قائلا: «كان هناك دعم وكان التحدي هو جعل الأعضاء يعتقدون أن القرار جدير بالاهتمام والقيمة المضافة التي سيجلبها إلى الطاولة وكان هذا هو التحدي وتأكدنا من الرد على جميع شواغلهم وشرح سبب أهمية هذا القرار بالفعل لمجلس الأمن باعتباره مسؤوليته الأساسية بموجب ميثاق الأمم المتحدة في صون السلم والأمن الدوليين».
وأكد العتيبي ان أهمية القرار تكمن في تعزيز الاحترام لقواعد ومبادئ القانون الإنساني الدولي وأهمية معالجة الأسباب الجذرية للصراعات المسلحة لتحقيق السلام والأمن المستدامين عن طريق الحوار والوساطة والمشاورات والمفاوضات السياسية من أجل رأب الصدع وإنهاء النزاعات.
وقال: «علمنا أن المفاوضات حول النص لن تكون سهلة أبدا لأسباب عديدة فالقرار كان جديدا على المجلس لذا كان بعض الأعضاء حذرين بشأن لغته وحماية مصالحهم الوطنية لذلك حرصنا على البقاء منفتحين أمام احترام تلك المصالح وقبولها وإظهار المصداقية مع مبادئ السياسة الخارجية الكويتية والتي أتت الى المجلس دون أجندة خاصة سوى تعزيز السلام والاستقرار للعالم ومنطقتنا».
وشدد العتيبي على ان الهدف النهائي انضمام الجميع والحرص على تبني القرار بالإجماع وهذا ما تم العمل به من خلال إيجاد بيئة إيجابية وتقديم التضحيات من اجل الصالح العام.
وفي رده على سؤال بشأن النتائج المأمولة من القرار، قال: «لا يمكنني حقا اختيار أي نتائج محددة، لاسيما أن هذا القرار تمت صياغته من قبلنا بشكل أساسي لذلك آمل وأتمنى أن يتم تنفيذ كل فقراته في الأشهر والسنوات المقبلة عند معالجة قضية الأشخاص المفقودين في الصراع المسلح».
كما أعرب عن رغبته في ان تقوم أطراف النزاع بإنشاء مكاتب معلومات وطنية عند اندلاع نزاع مسلح وخدمات التسجيل الخطيرة وسجلات الوفيات وضمان المساءلة حسب الاقتضاء في حالات الأشخاص المفقودين.
ودعا العتيبي الى الاستفادة من التقدم العلمي والتكنولوجي الكبير الذي زاد بشكل كبير من فاعلية البحث عن المفقودين وتحديدهم بما في ذلك من خلال علوم الطب الشرعي وتحليل الحمض النووي وخرائط وصور الأقمار الاصطناعية ورادار اختراق الأرض.
وقال ان «هذه بعض الإجراءات التي ساعدتنا في الكويت وأود أن أراها تمارس في الأشهر والسنوات المقبلة».