ندى أبو نصر
مع اقتراب العام الدراسي للعودة وارتفاع درجة حرارة الجو إلى أرقام قياسية، تروق للكثيرين فكرة الابتعاد عن الوضع الخالي والتغلب على إجهاد الحجر الصحي، لا سيما أن السفر، سواء كان من أجل زيارة الأهل والأصحاب، أو من أجل قضاء العطلة التي طال انتظارها، يعد جزءا مهما من المتعة الصيفية. ولكن هل يمكنك السفر مع الاستمتاع وتفادي خطر الإصابة بفيروس «كوفيد-19» في الوقت نفسه؟
كما ان هناك شروطا كثيرة وإجراءات متبعة على المسافرين الالتزام بها وفقا للوجهة المرغوب بالسفر إليها أو القدوم منها، كالالتزام بفترة الحجر والحصول على شهادة PCR والتي ستأخذا جزءا كبيرا من فترة الاجازة وتضيع زهوتها، وكذلك تجنب الأماكن المزدحمة، ويا ترى هل ستكون المطاعم والمتنزهات وأماكن الترفيه في تلك البلدان مفتوحة أمام زوارها، وهل يستطيع المسافر منا التسوق براحته، وغير ذلك من متع السفر ووناسته.
والحقيقة هي أنه مع بدء عودة الطيران سيرى العديد من الأشخاص الصور المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي للمطارات المكتظة، وربما يقررون عدم السفر في الوقت الحالي وخصوصا في الوقت الذي يطلب فيه من الناس عدم زيارة الأصدقاء والعائلة، ويتم اغلاق المطاعم، فيجدون أنه من غير المعقول أن يختلط الناس مع غرباء على مقربة شديدة على هذا النحو في المطارات وسط اجواء غير آمنة صحيا.
بينما يرى آخرون أنه بالرغم من أن الطيران لا يمكن أن يكون آمنا تماما، فإنهم سيكونون مستعدين لقبول قدر ضئيل من المخاطر مقابل الفوائد التي يوفرها السفر الجوي: الزيارات الأسرية الملحة، أو تمكينهم من إجراء رحلات العمل الأساسية، أو حتى الذهاب في إجازة في الوقت المناسب.
«الأنباء» استطلعت آراء عدد من المواطنين والمقيمين الذي عبروا عن وجهات نظرهم حول فكرة السفر هذه الأيام وتقبلهم لها ولا تزال جائحة «كورونا» ترخي بظلالها على العالم، وفيما يلي التفاصيل:
في البداية، تحدث علي حسين حسن عن رأيه بالسفر في الوقت الحالي، قائلا: انه في الفترة الحالية لا يفضل السفر فالاجراءات كثيرة والتكاليف كبيرة والخطر مازال موجودا في الكويت وفي جميع البلدان التي تشهد إصابات بشكل مستمر، ولهذا يجب عدم السفر الا للحالات الطارئة كالعلاج والدراسة، اما للسياحة فلا داعي له في هذه الظروف نظرا للمخاطر الكثيرة التي قد تلحق بالمسافرين، كما أن السفر لن يكون ممتعا في ظل هذه الجواء من المرض والاجراءات الوقائية المتبعة في جميع الأماكن.
انعدام الأمان
بدوره، قال محمد جمال: لا انصح أحدا بالسفر حاليا، فالتنقل داخل البلد ورغم الاحتياطات الكثيرة التي نتبعها إلا أن ذلك يشعر الشخص بانه ليس بأمان ومن الممكن ان يتعرض لمخاطر انتقال الفيروس له، فكيف سيكون الوضع عند السفر في التنقل عبر المطارات التي تكتظ بالناس فمهما كانت الاجراءات صارمة حازمة إلا أن هناك تخوفا كبيرا من انتقال العدوى ويجب الانتباه الى هذا الأمر بجدية أكبر، وما دام السفر ليس لحاجة ضرورية فأرى أنه من الأفضل تأجيله حاليا.
واضاف جمال: كما ان نصف الاجازة أو أكثر سيذهب على الحجر والفحوصات وانتظار النتيجة، هذا غير التكاليف التي ستترتب ايضا على المسافر ولهذا افضل تأجيل السفر في الوقت الحالي حتى تنجلي الأمور بشكل أوضح.
الإجراءات الوقائية
من جهتها، قالت حنان كوكش: انه بعد الضغط النفسي الذي مررنا به فإننا بحاجة لتغيير الجو والسفر ولرؤية الاهل والاصدقاء أيضا، ولكن ضمن القوانين الموجودة والحجر في الدول التي سنسافر إليها والتأكد من مدى الاجراءات الوقائية المتبعة، ولهذا افضل ان اؤجل السفر للربيع او الصيف القادم لضمان سلامتنا فالصحة اهم شيء، كما أن السفر لن يكون بطعمه الجميل والمعتاد حيث ان هذه الإجراءات ستذهب زهوة السفرة وحلاوتها.
الطارئ والضروري
من جانبه، قال قاسم البلام: بعد فترة الحجر الطويلة والقيود الكثيرة التي فرضت على الناس بات الجميع بحاجة لتغيير الجو، ولكن الوضع حتى الان غير مطمئن وكما نرى عبر وسائل الاعلام فإن اغلب الدول مازالت تعاني من انتشار فيروس «كورونا» وبنسب متفاوتة وهذا الأمر لا يطمئن.
وتابع البلام: افضل ان نؤجل السفر حاليا لان الاجراءات التي ستطبق على المسافرين ستكون مزعجة، فالمسافر ربما سيقضي نصف اجازته في الحجر وربما تكاليف السفر ستكون مرتفعة اكثر سواء من تذاكر او فنادق وكذلك الفحوصات الطبية في حال طلبها، فيصبح السفر معاناة اكثر منه استجماما وترفيها، ولهذا الافضل ان ننتظر الى أن تتحسن الاوضاع الى ما بعد «كورونا» للربيع او الصيف القادم وأنه لا يسافر إلا أصحاب الحالات الطارئة والضرورية كالعلاج والدراسة ومن عندهم ظروف قاهرة.
فحوصات وحجر
أما ايمان السنوسي فقالت: لا اشجع السفر في الوقت الحالي مع اني اكثر المتضررين من هذا لاني كنت مضطرة للسفر لحضور تخرج ابني في اميركا، ولكن الوضع الحالي لا يطمئن،والاجراءات كثيرة ومتعبة من فحوصات طبية وحجر صحي واشتراطات متنوعة، وغيرها.
وتمنت ان تزول هذه الغمة قريبا وان تعود الامور الى طبيعتها والحياة كما كانت، وان يزول هذا الوباء، متوجهة بالمباركة بمناسبة عيد الأضحى داعية الله أن يعيده على الجميع بالصحة والخير والبركة.
التأجيل أفضل
كذلك تحدث طارق الجزاف لـ «الأنباء» قائلا: انه في الفترة الحالية يفضل تأجيل السفر، فالوباء مازال موجودا في اغلب الدول ولم يتم التوصل إلى دواء له، فالاجراءات المتعبة من فحوصات وانتظار النتيجة والذهاب الى المطار قبل وقت طويل تسبب إزعاجا وقلقا وتضيع حلاوة السفر، هذا غير الاجراءات التي من الممكن ان يواجهها ايضا المسافر في البلد المتجه اليه، مع قابلية تعرضه للخطر او انتقال العدوى خلال مكوثه في المطار او الطائرة أو التقل بين الأماكن هناك، ولهذا افضل ان اؤجل السفر الى ان تستقر الاحوال وتعود الامور كالسابق، فلسنا مضطرين للمخاطرة في هذا المجال.