أيام معدودات وتعتلي أول كويتية منصة القضاء، لتتوج بذلك إنجازا جديدا في مسيرة النضال النسوي السياسي والاجتماعي، على أمل الوصول إلى العدالة المنشودة والإنصاف التام.
وبعد أن بات وصول المرأة إلى القضاء أمرا واقعا، مازال الجدل قائما حول أهلية المرأة في إصدار الأحكام القضائية وقدرتها على «الحكم بالعدل» بين المتخاصمين، رغم التجارب الكثيرة التي خاضتها المرأة في مواقع أكثر حساسية وأشد تأثيرا في المجتمع.
وأيا تكن مسوغات ومبررات المعارضين والرافضين والتي يستند بعضها إلى نصوص شرعية، لكن الإنجاز كبير.. والكويتية باتت أمام اختبار حقيقي سيجعلها مثالا لمجتمعات ودول مازالت ترى في الكويت أيقونة الديموقراطية والحرية والتميز.
وكفتاة كويتية أشعر بالفخر وأتوق لسماع عبارة «سيدتي القاضية» وهي تصدح في المحاكم، وأنا متأكدة أن وقعها على الآذان والقلوب سيكون كبيرا، لاسيما أن هذا الإنجاز لم يأت من فراغ أو صدمة مفاجئة، إنما نتاج تدرج منطقي في سلك المحاماة والنيابة والتحقيقات.
ولا شك أن وجود المرأة في القضاء سيكون مفيدا ليس للمرأة فحسب بل للرجال أيضا، وكل تجارب المجتمعات تفيد بأن وجود النساء في المناصب العليا يقلل من فرص الحروب والتناحر.
هنيئا لنا الحصول على منصب جديد في السلطة القضائية وهنيئا للمجتمع بوصول المرأة الكويتية إلى ما تستحق من مكانة. ويبقى الرهان على الكويتية نفسها في إثبات قدرتها على تولي المناصب العليا وإضافة بصمة نجاح وتألق.
بنجاح المرأة ينجح المجتمع ومن تؤتمن على الأجيال تؤتمن على الوطن.. وهن لها وقدها بإذن الله.
خلاصة القول: وقوف الرجل أمام قاضية ليس عيبا ولا انتقاصا من مكانته... وطالما افتخر عظماء بأمهاتهم وأخواتهم وزوجاتهم.
٭ أمين الصندوق في الجمعية الكويتية لدعم المخترعين والابتكار