لا تزال الكويت تتألق بما تقدمه من مساعدات للمنكوبين في جميع بقاع العالم، ولعل ما حدث في السودان الشقيق من فيضانات كبيرة أدت إلى تضرر الكثير من المناطق وتهجير الآلاف من السكان وتدمير مئات المنازل، وكذلك تأثيرها السلبي على البنية التحتية بشكل عام يشكل مثالا حيا وواقعيا لمعاني التآزر والتعاضد بين الأشقاء، حيث هبت الكويت وجمعياتها الخيرية لمد يد العون للأشقاء هناك، فسيرت القوافل الإغاثية المحملة بالمساعدات الطبية والغذائية والكساء وبجميع المستلزمات الضرورية للناس المتضررين هناك بما يخفف من معاناتهم وآلامهم حتى تهدأ الأمور وتستقر ويتم تأمين البدائل المناسبة لهم والخروج من هذه الأزمة بخير إن شاء الله تعالى.
جهود كثيرة تبذلها الجمعيات الخيرية والإنسانية في الكويت محليا، ولعل أزمة جائحة «كورونا» وما رافقتها من ظروف صعبة كشفت الوجه المشرق لمعظم هذه الجمعيات، حيث كانت حاضرة في جميع المناطق بما قدمته من مساعدات متميزة، وكذلك بجهود أعضائها ومتطوعيها الذين أبرزوا معاني التضامن والوقوف صفا واحدا مع وخلف الجهات الحكومية المعنية بمكافحة ومواجهة فيروس «كورونا» فشاهدناهم في مراكز الحجر وفي مطار الكويت وفي مراكز الإيواء لإجلاء المخالفين، وفي الجمعيات التعاونية والمرافق الحكومية، وفي الساحات يوزعون وجبات الإفطار خلال شهر رمضان المبارك، وكذلك في توزيع السلال الغذائية والمساعدات للأسر ولسكان المناطق المعزولة، والتي كان لها الصدى الرائع لدى معظم المحتاجين والمتضررين، إضافة إلى العمل المنظم والتنسيق المميز فيما بينهم، وكذلك بالتزامهم الكبير بالإجراءات الوقائية والصحية وبالتعامل الراقي مع الجميع.. ونقول لهم جميعا: بيّض الله وجوهكم وما قصرتم فأنتم يا شباب الكويت أبناؤها وأملها وهذا أملنا بكم دائما.
ومن الأمور الواجب التطرق إليها والإشادة بها دور لجان بالتعريف بالإسلام والعمل على هداية وتوعية الجاليات غير المسلمة بمعاني الإسلام الحقيقية وسماحته، وكذلك جهودهم من خلال الدعوة الإلكترونية واستخدام العديد من اللغات الأجنبية في الدعوة مع وجود متخصصين من أصحاب الخبرة والدراية والعلم للرد على الاستفسارات بأساليب تعكس أخلاق المسلم السمحة، بعيدا عن التشنج أو التعصب وبشكل يرتقي بأهدافها السامية، فدعاؤنا لكم بالتوفيق والخير الدائم.
[email protected]