بقلم: حمد بدر الأذينة
حدثني أحد القياديين في إحدى مؤسسات الدولة، وهو من الذين أثق بهم وبفكرهم وثقافتهم كما أنني أحيانا أستشيره في أصعب الأمور بحياتي العملية وحتى الاجتماعية، كان يسرد لي قصة أحد المفكرين أو بالأصح أحد من يدعون الثقافة، حيث طلب الدعم لإصدار كتاب يتبنى قضية معينة، وحينما ناقشه في موضوع الكتاب اتضح للقيادي أن المفكر والشخصية المهمة التي أمامه (هبنقة).
«هبنقة» هو يزيد بن مروان، شخصية أقرب إلى الحمق وأحيانا «التفلسف على فشوش»، وقد تميل إلى الغباء، تعرفت على هذه الشخصية من خلال متابعتي للأخ أحمد الشحومي في تسجيل فيديو له يحذر المجتمع من هذه الشخصية التي بدأت تنتشر فيه وتنشر أفكارها بالضحك على الذقون وذهون الناس بحماقتها، فقد كثرت ظاهرة «هبنقة» في المجتمع، ومع الأسف في مؤسسات الدولة المهمة، بداية من التعليم امتدادا إلى مؤسسات تصدر من خلالها قرارات وأفكار تدمي القلب من شدة حمقها.
نعم يتفق الجميع على أنه لا يمكن أن يكون هناك قرار صائب بشكل كامل أو متفق عليه ويتناسب مع الجميع، ويبقى إرضاء الناس غاية لا تدرك، لكن حينما تحقق من القرار 60% سيعتبر هذا القرار إلى حد ما بشكل أو بآخر ناجحا أو معالجا للمشكلة، لكن مصيبتنا هي أن القرار يصاغ من «هبنقة» لتتم دراسته وينظر من «هبنقة» آخر، ثم يرفع إلى «هبنقة» ثالث ليعتمد ويدخل حيز التنفيذ، وهذا الخلل هو أحد الجراح التي تعاني منها الحكومة ولم تعالجها، فعدم إسناد المهام والمناصب الى أصحابها تنتج عنه تخبطات من البعض في عملية إدارة مؤسسات الدولة وإصدار قرارات أقرب للحماقة، والمتضرر منها هو المواطن والموظف الصغير، وحتى لا أعمم فقد يكون القيادي أو رأس هرم المؤسسة شخصية حذقة، ذكية وعملية، إلا أنها تبتلى بتعيين مثل هذا الوباء ويمارس صلاحياته بنشر سم القرارات ذات الغباء أو الحمق، فلا الحذق يملك أن يطور من المؤسسة وتطبيق خطة العمل على أرض الواقع، ولا أن يصحح أخطاء قرارات المبتلى به، وبالتالي «لا طبنا ولا غدا الشر».
كل الشكر للأخ أحمد الشحومي على كشف الغطاء عن «هبنقة»، علما أنك نورتنا وآلمتنا في الوقت نفسه يا بو خليفة بحديثك عن هذه الشخصية، سائلا الله أن يكفينا وإياكم شر كل «هبنقة».