استضافت مؤسسة الكويت للتقدم العلمي البروفسور كيفن مارش أستاذ أمراض المناطق الاستوائية بجامعة أكسفورد ومستشار الأكاديمية الافريقية للعلوم وحائز جائزة السميط للتنمية الافريقية لعام 2015 في مجال الصحة.
وقد منح البروفيسور مارش الجائزة التي أطلقها صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد «حفظه الله ورعاه» لأعماله الرائدة خلال العقود الثلاثة الأخيرة والتي توجت نتائجها بانحسار وباء الملاريا كسبب رئيس لوفيات الأطفال في افريقيا.
وخلال المحاضرة التي أقيمت في المؤسسة بعنوان «الصحة في افريقيا - قارة تمر بمرحلة انتقالية» استعرض البروفيسور مارش مراحل تطور الخدمات الصحية في القارة الافريقية منذ بداية العقد الأخير من القرن المنصرم والتي تمثلت بالحد الكبير في معدلات الاصابة بالأمراض المعدية، ومن أبرز النتائج في هذا المضمار أن الحد من انتشار الملاريا أدى بشكل مباشر الى انحسار الأمراض المعدية الأخرى بين صغار السن، وهو أمر له تأثيراته العميقة على المستوى الاقتصادي والاجتماعي للقارة ومستقبلها، لكن هذا التطور حمل بين طياته تهديدا يتمثل في تطور المناعة الحيوية لجراثيم الملاريا والأمراض المعدية الأخرى، مما يشكل تحديا للباحثين في هذا المجال.
وعلى هذا الصعيد، تعتبر افريقيا في مرحلة تحول في علوم وطب المناعة، علاوة على ذلك فقد نتج عن انقاذ ملايين الأطفال من الموت المحقق بسبب الملاريا تحول جذري في ديموغرافية السكان، اذ ارتفعت نسبة الشباب من ناحية وكذلك نتج عنها زيادة في متوسط أعمارهم.
يفرض هذا التحدي الجديد تبني سياسات جديدة في الصحة العامة سواء على مستوى الخدمات الطبية أم مستوى بناء القدرات الوطنية.
اضافة الى ذلك، فقد تحول نمط الحياة في افريقيا من بيئات قروية الى مجتمعات مدنية وما يحمل ذلك من تغيرات في نمط حياة الأفراد وقيمهم وحاجاتهم الاجتماعية والاقتصادية وبروز أمراض العصر.
ومن هذا المنظور فان أي تطور في النظام الصحي يتطلب وجود موارد مادية من القارة نفسها بدلا من الاعتماد على التمويل الخارجي لمشاريع قد تفرضها جهات الدعم الخارجي والتي قد تتهدد بالعوامل السياسية والاقتصادية.
وتحقيقا لبنود وثيقة الأمم المتحدة للألفية الجديدة، أقر زعماء الدول الافريقية هدف السعي نحو تحول مجتمعاتهم الى مجتمعات مؤسسة على اقتصاديات المعرفة.
وضمن اطار هذا السعي فإن أولى خطوات تطور النظام الصحي وديمومته الاعتماد على التقنيات الحديثة في التشخيص والعلاج، وبخاصة في ظل انتشار أجهزة الهواتف الذكية في المجتمعات الحضرية والتي وفرت للبشرية بعامة يسرا في تبادل المعلومات بفضل برمجيات التشخيص.
كما وفر مجتمع الرقميات أجهزة تشخيص وعلاج أكثر دقة وأصغر حجما وأقل كلفة.
وكان البروفسور مارش قد تبرع بكامل قيمة الجائزة، والبالغة مليون دولار أميركي الى صندوق «ولكم» المعني بتوفير الرعاية الصحية وبناء القدرات الوطنية في افريقيا والى الأكاديمية الافريقية للعلوم، ومن خلال هذا المبلغ تمكنت المؤسستان من زيادة الدعم لطلبة الطب الأفريقيين الذين يواصلون تدريبهم في المملكة المتحدة والمساهمة بشكل أكبر في بناء القدرات الافريقية الوطنية.