- في أجندتي إنشاء منتجع بالمنطقة ونادٍ صحي.. قوبلت كلها بالرفض
- نحن أول جمعية حددنا مواعيد لـ 20 شخصاً في الساعة
- «مشرف» أكبر من «جمعية».. أحلم بأن تبقى في الصدارة دائماً
- سنوزع الحد الأعلى 10% على المساهمين و«ملاءتنا» تكفي لتوزيع أكثر
- أتحسر على ودائع الجمعيات بمئات الملايين «مكنوزة» في البنوك.. تتبخر مع تقادم السنين ولا جدوى منها للمساهمين
- التعاونيّ الفذ يقود السفينة بخطة عشرية تراجع كل 5 سنوات بلا تغيير في الأولويات لضمان الاستقرار المالي والإداري
- لا نسأم من الاستماع لأدقّ التفاصيل من المساهمين ونحرص على تلافي السلبيات وعدم الوقوع في الحفرة مرتين
محمد راتب
شدد رئيس مجلس إدارة جمعية مشرف التعاونية عبد الرحمن القديري على أن عملاقا اقتصاديا كـ«التعاون» تقدر قيمته بمليارات الدنانير لا يمكن اختزاله بقطاع في وزارة لم يعد يقوى على استيعاب جمعياته الـ 67 وإدارة ملفاتها بسلاسة، لاسيما أن هذا القطاع يتعاظم سنة إثر سنة مع التوسع السكاني وتجاوز المبيعات سقف الـ 3 مليارات و300 مليون دولار سنويا.
وأعرب القديري في لقاء مع «الأنباء» عن تحسره لواقع الودائع التعاونية بمئات الملايين من الدنانير «المفرزة» و«المكنوزة» في البنوك فتستفيد الأخيرة منها دون أن يحقق ملاك الجمعيات التعاونية أي جدوى، بدلا من أن تكون قاعدة لإنشاء مشاريع تنموية عملاقة في المناطق.
وأوضح أن بقاء جمعية مشرف التعاونية في الصدارة مرهون بمحافظة مجالس الإدارة على الثوابت وتنفيذ الخطة العشرية المرسومة قبل سنوات.
«الأنباء» التقت رئيس مجلس إدارة جمعية مشرف التعاونية، وفيما يلي التفاصيل:
يشكل المساهم الرقم الأصعب في الإرضاء، فإرضاؤه كما يقال غاية لا تدرك، كيف ربح القديري هذا التحدي وكسر الحدود بينه وبين إرضاء المساهمين؟
٭ عندما نضع نصب أعيننا أن المساهم صاحب حق، وركن ركين في كيان الجمعية، وشكواه محل اهتمام وتدقيق ومتابعة وإنصات مهما كان الأمر بسيطا، فإننا نصل إلى جانب من إرضاء المساهم، وعلينا ألا نمل ولا نسأم من التفاصيل التي ينقلونها إلينا سواء كانت تتعلق بالمنتج أو السعر لأنها تمثل شيئا كبيرا بالنسبة إليهم، ونحن بدورنا نواصل عمليات البحث عن الجودة ونمارس الضغط على الشركات ونتابع الأسعار أولا بأول.
كيف تصف العلاقة بينكم وبين الشركات في سعيكم لإرضاء المساهمين؟
٭ هناك معارك طاحنة مع الشركات، بعضها يسعى إلى الربح المبالغ فيه، ودورنا يكمن في إرضاء جميع الأطراف، فنحن بحاجة إلى الشركات والمساهمين لاستمرارنا، دورنا في الوسط، ونحرص على تلافي السلبيات وعدم الوقوع في الحفرة مرتين.
كيف يمكن لرئيس مجلس الإدارة أن يكون نموذجا عن عضو مجلس الأمة؟
٭ هناك فوارق كثيرة بين المنصبين غير أن رئيس الجمعية تمارس عليه ضغوطات أكبر من النائب فهو يشرع وينفذ ويراقب ويحاسب. الدولة فيها جهات تشريعية وتنفيذية ورقابية وقضائية، أما نحن فنجمع بينها كلها حيث نضع الاقتراح ونطالب الموظفين بالتنفيذ ونراقب التنفيذ ونحاسب أنفسنا على الإنجازات أو فشل المشاريع.
سر النجاح
سؤال يتكرر مني ومن زملائي الإعلاميين: ما سر نجاح جمعية مشرف وتربعها في الصدارة؟
٭ النجاح له سر يتمثل في أننا وضعنا خطة طويلة الأمد لعشر سنوات وخطة لخمس سنوات وخطة لسنة، نقوم بمراجعة كل تفاصيلها وتعديل جوانب يسيرة منها فقط، أما الركائز الأساسية فنحن نسير عليها بحذافيرها، والأولويات لا تتغير لضمان الاستقرار المالي والإداري في الجمعية.
مضى علي في هذا المنصب 10 سنوات وما زلت أتابع هذه الخطة وأحرص على تنفيذها بدقة فهي تتضمن استراتيجية واحدة.
في ظل وجود ميزانيات ضخمة وودائع كبيرة في البنوك، ماذا يمكن تقديمه لأبناء المنطقة؟
٭ أنا أتحسر في الحقيقة على أموالنا المكدسة في البنوك دون أي فائدة تذكر، بإمكاننا تقديم الكثير وتحويل الجمعية إلى مركز حيوي في حياة كل فرد من أبناء الكويت، هذه الأموال يجب استثمارها لا تخزينها والاستفادة منها في خدمة أبناء المنطقة من خلال جملة من المشروعات الحيوية التي يحتاجون إليها والتي تعود علينا بالفوائد المالية.
هل من أمثلة أو اقتراحات من جملة المشاريع التي تتحدث عنها؟
٭ قمنا في 2011 بإنشاء صالة للأفراح بكلفة نصف مليون دينار، وهناك الكثير من المشاريع الملائمة، ما المانع من إقامة منتجع سياحي للمنطقة؟ لدينا في البنك 12 مليون دينار ودائع و15 مليونا سيولة، هذه الأموال إلى متى نكنزها ونتركها في البنوك؟ فإذا اجتمع الفكر والسياسة المالية الصحيحة بإمكاننا فعل الكثير من أجل المنطقة تحت رقابة الجهات المعنية.
فكرنا ببعثات دراسية للفائقين من أبناء المنطقة والصرف عليهم، ومن ثم سيكون المردود للكويت، ومن يتابع أبناء المنطقة يجد أنهم بارزون ويتبوؤون مراكز مميزة في الكويت، كما تقدمنا بطلب موافقات لإقامة منتجع ومول تجاري كبير وناد صحي ولم نحصل على موافقات، كما تقدمنا بطلب لإنشاء ناد صحي للمنطقة، ولدينا دراسة مستوفاة له، بتكلفة قرابة نصف مليون دينار ومن خلال الأرباح السنوية نصرف عليه، أما عن المساهمين وأرباحهم فإن «ملاءتنا» المالية وأرباحنا الطائلة تكفي لتوزيع أكثر من 14% عليهم، لكننا مقيدون بالقانون لذا سنوزع ما نسبته 10% هي الحد الأقصى المسموح به، وفي الوقت نفسه نلجأ لإرضاء المساهمين عبر إطلاق السلال الموسمية الغذائية وغيرها.
كنتم من أوائل من طالب بإنشاء هيئة التعاون ولا زلتم، ألا يعني ذلك إلغاء قطاع التعاون في وزارة الشؤون؟
٭ قطاع التعاون لم يعد يقوى على استيعاب التوسع في إنشاء الجمعيات، وتسيير معاملاته بسلاسة دون التعثر في الدورات المستندية التي جمدت الحياة في الجمعيات التعاونية.
هيئة التعاون كنت وسأبقى مناديا بها لأني على دراية بكونها ستتواءم مع قطاع اقتصادي ملياري عملاق يتعاظم سنة إثر سنة، ومن الخطأ الكارثي إعطابه وإغراقه في دورة مستندية مرهقة للغاية، أقول وأكرر: إن هيئة التعاون لم تعد في هذا الوقت خيارا أو ترفا، بل أصبحت ضرورة وطنية ملحة لإحداث نهضة ونفضة في هذا القطاع الضخم، وما يتبع ذلك من تنمية العمل التعاوني والرقي به وتسيير أعماله بصورة تتسق مع المستجدات، وبشكل مميز ومتخصص ووفق أفضل النماذج والتصورات التي طرحت لإنشاء الهيئة.
لننتقل إلى جهودكم في مواجهة أزمة كورونا؟
٭ أزمة كورونا طارئة استوجبت إجراءات صارمة وغير مسبوقة حيث قام مجلس الإدارة خلال ذروة الأزمة بالمتابعة الحثيثة لكل الإجراءات واتخاذ القرارات اليومية لمواجهة تداعيات انتشار الفيروس، كما أنه كان هناك تواصل يومي دائم بيننا وبين اتحاد الجمعيات التعاونية وتعب الموظفون وتحملوا من أجل تجاوز المرحلة بأقل الخسائر.
نحن أول جمعية أطلقنا المواعيد بأعداد قليلة من خلال موقع مشرف حيث استقبلنا في الساعة قرابة 20 شخصا، ثم قامت وزارة التجارة بتولي الموضوع عبر التسوق الالكتروني، كما كانت هناك أيام لتوزيع التموين.
بماذا تطالب أعضاء مجلس الأمة؟
٭ نطالب النواب بالالتفات للكيان التعاوني الذي قدم الكثير للكويت، الجميع رأى ومازال يشاهد كيف أن الجمعيات كافحت، ولكن ماذا قدم الإخوة أعضاء مجلس الأمة للجمعيات؟
ماذا تقول لأبناء مشرف؟
٭ نقول لهم نحن دائما في خدمتكم ونعمل لما فيه المصلحة، ولكن ثمة عراقيل وعقبات ليست بأيدينا، ونأمل منهم أن يختاروا الأفضل لجمعيتهم مستقبلا، للاستمرار في نهج الإصلاح ودعم كل من يخدمهم، الجميع يعلم ولله الحمد أن «مشرف» أكبر من «جمعية» وأنا أحلم أن تستمر «مشرف» في الصدارة دائما.. وأن يكمل الإخوة مسيرة التميز.
إلام تدعو من يخلفك؟
٭ أدعو من يخلفنا في رئاسة المجلس إلى المحافظة على المكاسب والتطوير بحسب المستجدات وألا يهدم السابق، بل يعدل ويزيد ويطور ويواكب العصر الرقمي.
9 أشهر لتوظيف الكويتيين.. والدورة المستندية طاردة للكفاءات الوطنية
خلال حديثه، أكد القديري أن الدورة المستندية الطويلة والروتين المتعلق بالتوظيف بات يهدد القطاع التعاوني، حيث ان أي موظف كويتي يقدم على الوظيفة يحتاج إلى 6 أشهر، إذ يمر بسلسلة طويلة تتطلب الإعلان عن الوظيفة ثم موافقة لجان مجلس الإدارة ثم الوزارة ثم نشر الإعلان واستقبال الطلبات ومقابلة المتقدمين وإفادة الوزارة بالرفض والقبول، وبعد الدوام والحصول على الوظيفة بـ 6 أشهر تذهب الأوراق إلى التأمين ودعم العمالة فنحتاج إلى 9 أشهر للتوظيف، متسائلا: هل يعقل أن تكون الإجراءات بهذا الطول في قطاع خاص.
مساهمونا عاشوا أجواء القمة ولا يرضون بديلاً عنها.. والبعض عينه على السلبيات وكشف الخلل فقط
بسؤالنا رئيس مجلس إدارة جمعية مشرف التعاونية عبدالرحمن القديري هل ما زلت تحسب حسابا لإرضاء المساهم على الرغم من كل الإنجازات التي حققتها خلال 10 سنوات؟ أجاب أن المتسوق في الكويت صعب إرضاؤه، بعض المساهمين بعد أن عاشوا أجواء الصدارة بات إرضاؤهم صعبا للغاية فهم يتابعون أدق التفاصيل ويحرصون على البقاء في القمة ونحن معهم في كل ما يرغبون فيه ويسعون إليه.
وتابع: يؤسفني أن البعض القليل ينقب عن الثغرات السوداء، ويتناسى المحطات المشرقة والإنجازات الناصعة، ولذلك ندعو إلى الإنصاف وتسليط الضوء على الإيجابيات وتعزيزها والكشف عن مواطن الخلل والتعاون على سدها.
لمشرف 12% من إجمالي أرباح التعاونيات
كشف رئيس مجلس إدارة جمعية مشرف التعاونية عبدالرحمن القديري أنه نقل إلى رئيس الحكومة أهمية إنشاء الهيئة العامة للتعاون وبأنها لن تكلف الدولة فلسا واحدا، وبأنها أكثر أهمية من هيئات الغذاء والبيئة والزراعة لأنها تتعامل مع الناس بشكل يومي، وتراقب الكم الهائل من الأموال.
وتابع أن مبيعات الجمعيات الإجمالية بلغت أكثر من مليار دينار ما يقارب 3 مليارات و300 مليون دولار، والأرباح قرابة 70 مليون دينار ما يعادل 230 مليون دولار، ولمشرف وحدها 12% من أرباح الجمعيات التعاونية مجتمعة، فأرباحنا 7 ملايين دينار، مشيرا إلى أن الهيئة ستنظم عملية التواصل والشؤون المالية التي نعاني منها، فالمساهمون ازدادت أعدادهم ونحتاج إلى أكثر من فرع لوازم عائلة وبنشر ومنجر، ولكن دائما تواجهنا العراقيل.
المتطوعون علامة ناصعة في تاريخ العمل التعاوني
تقدم رئيس مجلس إدارة جمعية مشرف التعاونية عبدالرحمن القديري بالشكر للجنود المجهولين الذين رسموا أروع صور المحبة للكويت على جغرافيتها الواسعة، فكانوا بحق علامة مضيئة في تاريخ العمل التعاوني ولم يرتضوا أن تتعطل الأعمال في الجمعيات التعاونية بعد صدور قرار إيقاف عمال المناولة وإغلاق بعض الأسواق لظهور إصابات بفيروس كورونا المستجد.
وأشار إلى أن ما قدمه المتطوعون لا يمكن نسيانه وسيبقى ماثلا في الذاكرة والوجدان، فمنذ اللحظة الأولى لفتح باب التطوع تلقينا سيلا من الطلبات الراغبة في التطوع من مختلف الأعمار، وقد تم استقبال 300 متطوع ومتطوعة عملوا بلا كلل ولا ملل ودون انتظار اي ثناء أو مردود مالي، فجلسوا خلف الكاشيرية وقاموا بعمليات المناولة وتوصيل الطلبات والتعقيم وتنظيم الدور وقياس الحرارة والترتيب واحيانا في عمليات تنظيف السوق.
وزاد القديري: لأول مرة تنصهر المناصب فبعض المتطوعين سواء من الذكور أو الإناث كان يتبوأ مناصب مرموقة في المجتمع لم تمنعهم عن الانخراط في الواجب والتحرك لخدمة أبناء منطقتهم في هذه الظروف الاستثنائية، فلهم منا كل الشكر والتقدير ولمثلهم ترفع القبعات احتراما.
وبيّن أن المواطنين المتطوعين أثبتوا أن الكويتين كانوا ولايزالون جسدا واحدا في السراء والضراء فلم يتراجعوا رغم الإصابات التي وقعت بينهم بل زادهم إصرارا على المضي والاستمرار ومتابعة المسيرة حتى النهاية، ولذلك فإن النجاح الذي تحقق خلال الازمة يشاركنا فيه هؤلاء المتطوعون الذين أعادوا الحياة للمرافق التعاونية بعد أن كادت تغلق أبوابها بسبب قلة أعداد العمالة والإجراءات الاحترازية والحظر الكلي والجزئي.