- الكندري: نحترم قرارات الدولة ونتمنى عدم حرمان أبنائنا البدون من الدراسة
- الداحس: البدون عيالنا وعلى رأسنا والصندوق التعليمي لم يرفض أي معاملة تخص الطلبة
محمد هلال الخالدي
نفذ مجموعة من أولياء أمور الطلبة «البدون» وبدعم من ناشطين سياسيين وحقوقيين اعتصامهم الذي أعلنوا عنه سابقا أمام المبنى الرئيسي لوزارة التربية صباح أمس، وذلك للمطالبة بقبول أبنائهم في مدارس التربية الخاصة كما كان طوال السنوات الماضية عن طريق «بلاغ الولادة»، قائلين بأننا لا نملك وثيقة أخرى لنخفيها، كما لا يجوز حرمان أبنائنا من التعليم الذي يعد حقا من الحقوق الأساسية للإنسان بغض النظر عن هذه الإجراءات والوثائق التي حرموا منها بسبب تعنت الجهاز المركزي للبدون وعدم تجديده للبطاقات الأمنية للكثير منهم.
وقد تواجد في مكان الاعتصام عدد من رجال الأمن يتقدمهم مدير عام أمن محافظة العاصمة اللواء طارق حمادة، ولم يستمر الاعتصام طويلا إذ حضر الوكيل المساعد للتعليم العام محمد الكندري وطلب من المعتصمين ترشيح عدد منهم للاجتماع معه في مكتبه، وأكد لهم حرص «التربية» على الاستماع لهم والعمل على حل المشكلة.
وقال الكندري ان وزارة التربية تنظر لقضية البدون من جانب انساني بحت بغض النظر عن أي جوانب أخرى سياسية أو غيرها، وأكمل بأن كثيرا من أبناء المجتمع الكويتي يؤيدون هذه الفكرة، مؤكدا ان الوزارة تحترم قرارات الدولة التي تصدر في أي قضية، وحتى لا نشرع في تنفيذها يجب أن تكون لدينا مبررات واضحة في قبول أو عدم قبول الطلبة البدون.
كما دعا الكندري أولياء أمور الطلبة البدون والناشطين الحقوقيين والسياسيين المعتصمين الى كتابة مطالبهم تمهيدا لنقلها من خلال وكيل قطاع التعليم الخاص ومدير إدارة التعليم الخاص خلال الاجتماع الذي طلبته وزارة التربية مع الجهاز المركزي للبدون من أجل مناقشة هذه المطالب وإمكانية تحقيقها.
وأكد الكندري ان قضية عدم قبول الطلبة على بلاغ الولادة بدأت منذ عام 2002 وظلت لعامين كاملين على هذا الوضع، وبعد مطالبات متكررة خلال تلك الفترة تم فتح المجال مرة أخرى للتسجيل باستخدام بلاغ الولادة للطالب، وقال ان المطالبة حق مشروع لكل إنسان لكن بأسلوب متحضر ووفقا للقانون.
واوضح الكندري ان «أم البدون» الشيخة أوراد الجابر تطالب منذ 12 عاما وحتى اليوم بضرورة تعليم البدون وخاصة من حساب الصندوق التعليمي، ونحن كذلك نطالب لأبنائنا البدون ونؤكد على ضرورة عدم حرمانهم من التعليم، لأن التعليم ضروري وحق لكل إنسان وحتى لا ينشأ لدينا أجيال غير متعلمة.
وواصل الكندري تصريحه للصحافيين خلال اعتصام أولياء أمور الطلبة البدون قائلا: ان وزير المالية ووزير التربية بالانابة د.نايف الحجرف يعد من أكثر وأفضل الوزراء الذين تبنوا قضية البدون سواء من المعلمين أو الطلبة، ولديه حماس ورغبة صادقة لدعم هذه الفئة، والكل شاهد أفعاله وحرصه على قبول الفائقين من البدون في جامعة الكويت وكذلك قبول المعلمين البدون رغم أن منصبه سياسي، الا أن مواقفه واضحة وهو يتعامل مع هذا الملف بصورة أبوية وإنسانية، ونحن في الوزارة نبحث عن أي مخرج لحل مشكلة قبول الطلبة لأن الأمر يهمنا فعلا.
من جانبه أكد مدير عام الإدارة العامة للتعليم الخاص محمد الداحس ان وزارة التربية ملتزمة بتطبيق قوانين الدولة ومؤسساتها، مشيرا الى ان قرار عدم قبول تسجيل أبناء البدون في المدارس الخاصة وفقا لبلاغ الولادة مرجعه مرسوم صادر بإنشاء الجهاز المركزي للبدون جاء فيه نص على عدم قبول أي معاملة للبدون دون الرجوع للجهاز المركزي للبدون، وأكد أنه سيجتمع غدا (اليوم) مع المسؤولين في هذا الجهاز لمناقشة قضية الطلبة الذين يحملون إثباتات لشهادات الميلاد أو بطاقات أمنية صالحة.
وأكمل الداحس قائلا: «البدون عيالنا وعلى رأسنا، والصندوق التعليمي لم يرفض أي معاملة تخص الطلبة البدون، فالجميع يدرس على حساب الصندوق التعليمي»، وأوضح الداحس أيضا ان عدم وجود مدارس عربية ضمن الشريحة «ب» التي يتكفل برسومها الصندوق التعليمي في المنطقة العاشرة بسبب تحويل المدارس العربية الى نموذجية يعود إلى أن الأرض تعود ملكيتها الى أصحاب المدرسة ولا تملك الوزارة قانونا يمكن أن نمنع بموجبه تحويلها الى مدرسة نموذجية، بينما نملك هذا الخيار مع المدارس الحكومية المؤجرة على القطاع الخاص.
ومن جهتهم عبر عدد من أولياء أمور البدون والناشطين السياسيين عن غضبهم واستيائهم من هذا الوضع واستغلال التعليم كوسيلة ضغط على البدون، قائلين ان التعليم حق أساسي من حقوق الإنسان ولا ذنب لهؤلاء الطلبة الذين ولدوا وعاشوا في الكويت ولا يعرفون وطنا آخر غيرها، ولا يجوز حرمانهم من التعليم تحت أي مسوغ.
ومن جانبه قال الناشط السياسي محمد الهاجري ان أي مسؤول تهمه مصلحة الكويت بحق يجب أن ينصف هذه الفئة التي قدمت للكويت كل ما تملك، مشيرا إلى أن الاستمرار بالتسويف والادعاء بوجود غير مستحقين بين أبناء البدون أمر مرفوض ويجب أن يتوقف.
الفضالة: الجهاز المركزي ملتزم بحق التعليم للبدون
أكد رئيس الجهاز المركزي لمعالجة اوضاع المقيمين بصورة غير قانونية صالح الفضالة امس ان الجهاز لم ولن يقف حجر عثرة امام حق التعليم لفئة المقيمين بصورة غير قانونية.
وقال الفضالة في تصريح لـ «كونا» ان الصندوق الخيري للتعليم يقوم بضمان التعليم المجاني ويلتزم بتحمل تكاليف الطلبة من فئة المقيمين بصورة غير قانونية للعام الدراسي المقبل 2012/2013.
وذكر ان التزام الدولة بضمان حق التعليم هو حق مطلق مضيفا ان الحق يطول حتى الذين لا يملكون بطاقة الجهاز، حيث يقوم الجهاز بتسهيل اجراءات تسجيلهم في الدراسة ويزود من يراجعونه منهم بكتب للصندوق الخيري للتعليم ليجري قيدهم في مقاعد الدراسة على نفقة الدولة.
وأوضح انه خلال العام الدراسي الماضي 2011/2012 تم التكفل بكل رسوم التعليم لـ 12802 طالب وطالبة من ابناء هذه الفئة، مبينا ان عدد الطلبة في هذه الفئة الذين درسوا في المرحلة الابتدائية بلغ 4659 طالبا فيما بلغ عدد الذين درسوا في المرحلة المتوسطة 4381 طالبا وعدد طلاب المرحلة الثانوية 1962 طالبا.