- الحاوي: دور كبير للمرأة الأميركية في حسم النتيجة
آلاء خليفة
أوضح رئيس وحدة الدراسات الأميركية بكلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت د.فيصل أبوصليب ان الانتخابات الرئاسية الأميركية تحظى بأهمية ومتابعة كبيرة ليس على المستوى المحلي الأميركي فحسب وإنما على المستوى الدولي، معللا ذلك بأن نتائج تلك الانتخابات تنعكس على تشكيل السياسة الخارجية الأميركية التي تؤثر بشكل كبير في مناطق عدة بالعالم ومن بينها منطقة الشرق الأوسط بحكم ان الولايات المتحدة الأميركية تعد قوة عظمى في النظام السياسي.
جاء كلام أبوصليب خلال الندوة التي نظمتها الوحدة برعاية عميد كلية العلوم الاجتماعية د.عبدالرضا اسيري والتي حاضر بها رئيس قسم الشؤون الدولية بجريدة القبس د.نبيل الحاوي وأدارها استاذ العلوم السياسية د.عبدالله هدية.
وقال أبوصليب: ان القضايا الرئيسية التي يركز عليها الناخب الأميركي تختلف ما بين انتخابات وأخرى ومن ضمنها القضايا الاقتصادية والاجتماعية والحريات وأيضا قضية الأمن القومي التي كانت يركز عليها الناخب الأميركي في انتخابات 2004 بسبب تداعيات احداث 11 سبتمبر ونتائج الحرب الأميركية على العراق وافغانستان، اما انتخابات 2008 فركز الناخب الأميركي على القضايا الاقتصادية وهكذا الحال في الانتخابات الحالية.
ولفت أبوصليب الى ان انتخابات 2008 قدمت مرشحا ديموقراطيا (باراك اوباما) يحمل شعار التغيير وبالتالي كان مصحوبا بزخم غير عادي مما ادى الى فوزه على المرشح الجمهوري، والفارق الرئيسي بين انتخابات 2008 و2012 نجد ان نتائج الانتخابات الماضية كانت شبه محسومة لصالح باراك اوباما لاسيما ان طبيعة المجتمعات تسعى الى التغيير والناخب الأميركي يسعى الى محاولة انتعاش الاقتصاد المحلي وأداء جورش دبليو بوش السيئ اثر بشكل كبير على المرشح الجمهوري، اما الانتخابات الحالية فالنتائج متقاربة بشكل كبير ومن الصعب توقع النتيجة قبيل 24 ساعة من انعقاد الانتخابات ولا يمكن حسمها لصالح مرشح دون الآخر.
وأشار الى ان معظم استطلاعات الرأي أكدت التقارب الشديد بين المرشحين باراك اوباما وميت رومني موضحا ان قضية الاقتصاد اصبحت أشد إلحاحا وأهمية لاسيما ان الأزمة الاقتصادية داخل الولايات المتحدة مازالت مستمرة وانعكاساتها سلبية على المواطن الأميركي وبالتالي فإن إدارة اوباما لم تؤد الأداء الايجابي لحل تلك القضية الاقتصادية ولم تحقق نتائج ملموسة على الرغم من ان تقرير الوظائف الذي صدر قبل ايام يشير الى انخفاض معدل البطالة وهذا مؤشر جيد عزز من فرص اوباما.
وتابع: وقد اعترف اوباما انه لم يحقق الكثير من وعوده فيما يخص الجانب الاقتصادي وارجع السبب الى سياسة جورج دبليو بوش التي أدت الى تردي الأوضاع الاقتصادية.
وأفاد ابوصليب بأنه لا يمكن ان نغفل الأداء الجيد للمرشح الجمهوري ميت رومني في الانتخابات لاسيما اثناء المناظرة الأولى التي ركزت على القضايا الاقتصادية وبالتالي كسب تأييد الناخبين المترددين والمستقلين.
ولفت الى ان المرشحين حاولا ان يستغلا الهفوات التي وقع بها كلا المرشحين واستخدمت الدعاية والأموال بشكل كبير فالتقارير التي تشير الى تمويل الحملات الانتخابية اكدت إنفاق ما يزيد عن 2 مليار دولار في الحملات الانتخابية، ونجد ان حملة اوباما حاولت استغلال الشريط المسرب لرومني الذي تحدث به بشكل سلبي تجاه شريحة كبيرة من المجتمع الأميركي وهي الطبقة الوسطى كما حاولت حملة اوباما التركيز على المواقف والتصريحات المتناقضة لرومني لاسيما تجاه قضايا كالاجهاض مثلا حيث اعلن في السابق انه سيقطع المعونة عن المؤسسة المعنية بقضية الاجهاض في حال وصوله الى البيت الابيض ولكن حاليا غير موقفه، وايضا قضية زيادة الضرائب على ابناء الطبقة الوسطى في المجتمع الأميركي حيث اعلن رومني سابقا انه سيرفع الضرائب ولكن حاليا غير موقفه وتلك المواقف المتناقضة لميت رومني خفضت من مصداقيته لدى الناخب الأميركي.
من ناحيته، قال رئيس قسم الشؤون الدولية بجريدة القبس د.نبيل الحاوي: ان الانتخابات الحالية في أميركا ليست انتخابات رئاسية فقط وانما في نفس اليوم هناك انتخابات مجلس النواب الأميركي وانتخاب ثلث أعضاء مجلس الشيوخ بالإضافة الى انتخابات حكام الولايات وعدد كبير من القوانين ومشاريع القوانين ولكن الوهج المتعلق برئيس الولايات المتحدة الأميركية يظل هو الأساس.
وأفاد الحاوي بأن الكثير من الناخبين قد ينتخبون من منطلق مناطقي او ديني من خلال ما يسمى التأرجح والميل نحو التشدد المذهبي، موضحا ان هناك تيارا متشددا في الحزب الجمهورية على صعيد السياسات العامة هو ما يسمى بمجموعة الشاي التي تروج لفكرة انغلاق أميركا عن العالم وشن حروب على عدة دول بسبب او بدون سبب، موضحا ان المرشح ميت رومني يحاول من تخفيف اندفاعاته المذهبية لكي يتجه نحو الوسطية مراعاة لفئات كثيرة قد لا تنتخبه لمجرد انه ضد مبدأ الاجهاض على سبيل المثال وأيضا محاربته للمثليين.
وأوضح الحاوي ان مؤسسي الدستور الأميركي قرروا عدم ترك القرار للناخب الأميركي العادي من كل فئاته لكي يقرر من هو رئيس الجمهورية خوفا منهم على المصالح الكبرى ولذلك انشأوا ما يسمى بالمجمع الانتخابي.
ولفت الحاوي الى ان المرأة الأميركية تلعب دورا رئيسيا في الانتخابات نظرا لأن عدد الناخبات يبلغ 53% اما الرجال فتبلغ نسبتهم 47%، موضحا ان إدارة اوباما كانت موفقة فيما اتخذته من إجراءات استغاثة نتيجة اعصار ساندي الأخير بما جعله استطاع ان يكسب ما خسره منذ فترة نتيجة الأزمة الاقتصادية المرعبة التي عاشتها الولايات المتحدة خلال الثلاث سنوات الماضية.