بيروت ـ أحمد منصور
اكد العلامة السيدمحمد حسين فضل الله ان الجيل الشاب والجامعي في العالمين العربي والاسلامي يواجه تحديات كبرى على مختلف المستويات، داعيا الى تطوير الجامعات العربية، مناهجها وآليات عملها بما يدخلها في الحركة التنافسية العالمية، جاء ذلك خلال استقبال العلامة فضل الله وفدا ضم عددا من الطلاب الكويتيين من مختلف الجامعات الكويتية، الذين عرضوا عليه التحديات التي تواجه الطلبة العرب والمسلمين والجامعات العربية، وسبل توحيد الجهود العلمية العربية والاسلامية في المراحل المقبلة.
تحدث العلامة فضل الله الى الوفد مشيرا الى ضرورة استثمار ما خرجت به القمة الاقتصادية التي عقدت في الكويت، وخصوصا لجهة توثيق العلاقات بين الدول العربية الاساسية، مؤكدا اننا نعرف ان ثمة جهودا كويتية مهمة بذلت في هذا السياق، وان المطلوب هو استكمال حركة المصالحة العربية بما يؤسس للدخول في مرحلة جديدة على مستوى العلاقات العربية ـ العربية.
ورأى ان الجيل الشاب في العالم العربي يواجه تحديات كبرى على المستويات الاقتصادية والعلمية والتخصصية، مؤكدا ضرورة ان تهتم الدول العربية بهذا الجيل وتعمل على تطوير الجامعات العربية في مناهجها وآلياتها، لتدخل في حركة تنافسية مع الجامعات الغربية، حيث لا سبيل لبناء علمي وثقافي واقتصادي وتنموي بعيدا عن الجامعة.
وقال: ان التحدي الذي يواجه العالمين العربي والاسلامي لا يقتصر على الهجمة الخارجية التي تستهدف تفتيت دولنا من الداخل واثارة القلاقل فيها تمهيدا لاستباحتها امنيا، والسيطرة على خيراتها الدفينة وثرواتها الحيوية، بل هو تحد علمي ايضا، لاننا نلمح سياسة تجهيل واسعة النطاق تشترك فيها دول ومؤسسات وحكومات، ويراد لشعوبنا الا تدخل في عالم الابداع العلمي، وعالم التصنيع الذاتي.
وعلينا ان نفهم الهجمة على ايران ومشروعها النووي السلمي من هذه الزاوية، لان العالم المستكبر يعرف ان ايران لن تسير في خط التصنيع للقنبلة النووية، ولكنهم يرفضون ان تكتسب خبرة نووية من خلال كوادرها العلمية الشابة والفتية، لانهم يعتقدون ان هذه الخبرة هي اخطر من القنبلة الذرية، لانها وسيلة التصنيع والتقدم والاكتفاء الذاتي التي يمكن استثمارها في اي وقت.
وشدد على ضرورة العمل على تفاهم عربي وايران وتركي على اعلى المستويات لمواجهة المرحلة المقبلة التي تستمر فيها التحديات ضد الامة، لمنعها من الدخول في مرحلة البناء الاقتصادي والصناعي الفعلي، وخصوصا في ظل الازمة التي يعيشها العالم على المستويات المالية والاقتصادية، داعيا الى العمل للقاء عربي واسلامي واسع النطاق على مستوى الجامعات والعقول العربية والاسلامية لدراسة كيفية الخروج من التأثيرات السلبية للازمة المالية العالمية، والبحث عن مقومات داخلية في مجتمعاتنا لبناء استراتيجية عربية واسلامية على المستوى الاقتصادي تستثمر ما يحدث عالميا لحساب شعوبنا واسواقنا، بدلا من ان نستمر في اللعبة التي تجعلنا جزءا من ضحايا الازمة المالية.
وقال: ان الكويت التي اجتاحها ديكتاتور العراق السابق، استطاعت النهوض مجددا، وسلكت خط النهضة الداخلية من خلال الوحدة الداخلية التي نؤكد رفض كل التعقيدات المذهبية التي تثار بين وقت وآخر، لان الوحدة العربية والاسلامية هي سبيل الوحدة والخلاص لكل دولنا وشعوبنا.
صفحة الجامعة والتطبيقي في ملف ( pdf )