آلاء خليفة
اقام قسم الدراسات العامة في الجامعة العربية المفتوحة ـ الكويت أولى ندواته الثقافية تحت عنوان «الشرق والغرب حوار ونضال» تحت رعاية وحضور مدير الجامعة العربية المفتوحة ـ الكويت د.إسماعيل تقي، وعميد الدراسات العامة د.وصفي عزيز حاضر فيها د.إيهاب النجدي وبمتابعة كل من د.محمد شرف الدين ود.إبراهيم الشريفي وبحضور عدد كبير من اعضاء هيئة التدريس والطلبة مساء امس الأول بصالة القبول والتسجيل بالجامعة.
في البداية قال الاستاذ المساعد بالجامعة العربية المفتوحة الكويت، د.إيهاب النجدي: ان ادراك الآخر جزء من ادراك الذات، ادراكه كما هو وليس كما نريد، وان تصوره وفهمه يطرح الآليات الصحيحة للتعامل معه، والتوجه اليه من مبدأ التعارف الانساني المتبادل، مؤكدا ان التواصل بين الحضارات هو الأجدى والأبقى أثرا.
وأضاف د.النجدي انه من الضروري الانفتاح بين الحضارات فالتعرف والتعارف كلاهما ضرورة، اما القطيعة والانغلاق فهما الكارثة الحضارية المؤكدة، للذات قبل الآخر، واذا كان لابد من الاحتراز، فإن ما يقال هنا لا يعني الانسلاخ عن انتماءات الأمة ومعتقداتها، كما لا يعني التفريط في خصوصيات ثقافية مميزة تكونت عبر الأجيال المتلاحقة.
اما فيما يخص لقاء الفكر والنضال فقال د.النجدي اننا نبدأ من الشرق، ليس على سبيل الاسطورة التي تروي اختطاف «أوروبا» الصبية الجميلة من منبتها «فينيقيا» الشرقية، ولكنه التاريخ المدني والديني للغرب الذي يشير الى ذلك ويؤكده، فإذا كان الغرب يزهو بأنه وريث الحضارة الاغريقية فإن هذه الحضارة استفادت الكثير من علم الفراعنة وحضارتهم، نهل منها اول المؤرخين «هيرودوت» ورأى انها المعلم الأول للاغريق، وتبدأ دروس التاريخ في مدارس الغرب بالتعريف بالحضارة المصرية القديمة.
وأكد ان الاندلس كانت مركز انتقال الشرق الى الغرب حيث ان هناك العديد من المصادر تشير الى الكثير من صور التأثير المتبادل بين هذه الحضارة الاسلامية ـ ذات الطعم الشرقي ـ وأوروبا، حيث انتقلت الحياة الشرقية بمفرداتها وأساليبها وميراثها، وعلى الرغم من تعدد العناصر السكانية في المجتمع الأندلسي فقد «كانت الروابط القوية تشد بعضهم بعضا في اغلب الأحيان، وتطبعهم بالطابع الأندلسي المميز.
فقد كانت هناك دائما البيئة المشتركة والثقافة المشتركة، وقد كانت هناك غالبا الحكومة الموحدة والسياسة الموحدة، ثم كانت هناك بعد ذلك الحضارة الأندلسية الرائعة، التي تصبغ جميع العناصر بصبغتها الواضحة، تلك الصبغة التي لا تكاد تفرق بين بربري الأصل عن عربي الدم، ولا تميز معها اسباني الجدود عن عربي الآباء.
وربط د.النجدي أوروبا بالشرق باربعة طرق: الطريق الأول البري الشمالي من الصين الى البحر الأسود، والطريق الثاني هو الطريق البري الأوسط من الصين الى ايران والعراق وبلاد الشام، اما الطريق الثالث فهو الطريق البحري من البحار الشرقية الى الخليج العربي، ثم الى الشام، اما الطريق الرابع فهو الطريق البحري من البحار الشرقية الى البحر الأحمر ومصر.
واضاف د.النجدي ان ملتقى الشرق والغرب يقع في ظل الاجواء المضطربة والاراضي التي ارتوى اديمها بدماء الألوف من القتلى والجرحى، عاشت أوروبا، في الوقت الذي كانت فيه دولها تجني ثمار عصر النهضة والاصلاح الديني والسياسي، ويتمخض القرن الثامن عشر عن ثورة صناعية شاملة.
لكن أوروبا الناهضة لم تنس الشرق، ولم تغفل عنه بل استفادت الكثير من فنونه وآدابه وعلومه التراثية، وهي تؤسس صرح النهضة الذي تعددت منابعه وتنوعت مصادره، ومن هناك كثرت رحلات الغربيين الى الشرق واتخذت اشكالا مختلفة، رغبة في التعرف على الشرق من مختلف الجوانب السياسية والاجتماعية والعسكرية والاقتصادية، وربما التماسا للهجرة من جحيم الغرب الى جنة الشرق الساحر، ومن ابرز كتب الرحلات كتاب «رحلة الى مصر وسورية» لمؤلفه فولني عام 1787 وقد ترجمه الى العربية ادوارد البستاني، وقد رجع نابليون الى هذا الكتاب قبل انطلاقه الى مصر اذ بيّن فولني فيه حالة النظام المملوكي المتردي في ضعفه، وكتاب «رسائل عن مصر» لسفاري.
صفحة الجامعة والتطبيقي في ملف ( pdf )