- فاطمة الأمير: على الأبناء ضرورة تحري الدقة في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والحذر من الوقوع في حبائل أعداء الأمة
لميس بلال
تحت رعاية وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ ناصر صباح الأحمد، أقام مكتب الشهيد مساء أمس الأول، حفل تكريم الطلبة الفائقين من أبناء الشهداء للعام الدراسي 2013/2014 وذلك على مسرح عبدالعزيز حسين بمنطقة مشرف.
وأناب معاليه نائب وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ علي الجراح لحضور الحفل.
وقد استهل الحفل بالسلام الوطني ثم تلاوة ما تيسر من القرآن الكريم بعدها ألقى نائب وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ علي الجراح كلمة خاطب فيها المكرمين والحضور قائلا: إنه لمن دواعي الاعتزاز والفخر أن نلتقي في مثل هذه المناسبة الكريمة في كل عام لتكريم أبنائنا الطلبة الفائقين، نلتقي والفرحة تغمر قلوبنا ونحن نرى هذه الكوكبة الجميلة من أبنائنا، أبناء شهداء الكويت الأبرار الذين حققوا بعون من الله جلت قدرته النجاح والتفوق والتميز عن طريق التحصيل العلمي واكتساب المعرفة من أجل بناء كويت المستقبل التي أكد قائد الإنسانية ورمز العطاء والبناء صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، على أنها لا تبنى إلا بسواعد أبنائها.
أبنائي الفائقين: إن ما بذلتموه من جهد وما حققتموه من إنجاز لهو أكبر دليل على السير على نهج آبائكم الذين كان الإخلاص رائدهم والصدق سبيلهم والولاء طبعهم والعطاء والفداء طريقهم، ففازوا بخير ما تطمح إليه النفوس، وقد فازوا بالمنزلة العظيمة، مصداقا لقوله سبحانه وتعالى (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون).
وأضاف: لقد طالبنا صاحب السمو بالعمل لكي تعتلي الكويت مكانتها السامية ومجدها السامق وأن ذلك لن يأتي إلا بتفعيل حب الوطن والاستعداد للدفاع عنه والتمسك بالوحدة الوطنية الجامعة المانعة الحاضنة لأبناء هذه الأرض الطيبة وبترجمة شعار الولاء للوطن إلى سلوك ملموس مثلما فعل آباؤكم الذين ضحوا بأرواحهم لتبقى الكويت وطنا حرا مستقلا مرفوع الراية عزيزا أبيا، وطنا للجميع يسود بين أبنائه صفاء النفوس وحب العمل وصدق الانتماء لهذه الأرض الطاهرة.
ثم ألقت الوكيل المساعد مدير عام مكتب الشهيد فاطمة الأمير كلمة شكرت فيها راعي الحفل ورحبت بالحضور، ثم قالت: «الكويت لا تبنى إلا بسواعد أبنائها» كلمة أطلقها صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، فكانت الدستور والنبراس والقاعدة الأساسية للانطلاق نحو بناء الكويت الحديثة وفق توجيهات ورعاية من لدن سموه حفظه الله ورعاه لأبنائه المواطنين وبشكل خاص أبناء شهدائنا الأبرار، تلك التوجيهات السديدة والرعاية الكريمة اللتان تؤكدان ان الكويت هي دائما بلد الوفاء وموطن الرحمة والتكافل، تعطينا الدافع النفسي لهؤلاء الأبناء ولإخوانهم وأخواتهم الطلبة لشحذ العزيمة والتصميم على الاستمرار والسير قدما على طريق التفوق والنجاح والعمل البناء ليكونوا المواطنين الذين يفخر بهم وطنهم آخذين بأسباب العلم والمعرفة والخبرات المتقدمة سبيلا لتحقيق الانجازات وليكونوا كما كان آباؤهم جنودا في خدمة الكويت مدافعين عن عزتها وكرامتها متمسكين بأرضها، شعارهم الولاء للوطن الغالي الكويت، عاملين على إعلاء صرحه في كل مجال من مجالات العلم والتقدم مجسدين التطلعات التي لخصها صاحب السمو الأمير حفظه الله ورعاه بأنها تهدف الى بناء المواطن الكويتي المتسلح بالإيمان والعلم والمعرفة المتقدمة وبالقيم الاخلاقية المتأصلة في اعماق ثوابتنا ومواريثنا الفاضلة.
واسمحوا لي أبنائي أن أشير في هذا المقام إلى إحدى الظواهر الحديثة في المجتمعات العالمية التي اصبحت متغيرا حيويا في حياة قطاعات كبيرة من الناس الا وهي ظاهرة ما اصطلح عليه باسم التواصل الاجتماعي.. لقد احدث انتشار شبكات التواصل الاجتماعي في الآونة الاخيرة تحولا كبيرا في تفكير المجتمعات وتوجهاتهم واسهم انتشارها السريع في تحقيق التواصل بين اناس تجمع بينهم خصائص ثقافية ودينية وسياسية واقتصادية مشتركة.
بيد أنه لابد من التأكد أبنائي على ضرورة تحري الدقة في استخدامكم هذه الوسائل ومن الحذر من مغبة الوقوع في حبائل أعداء أمتنا وأعداء البشرية من دعاة الجريمة ومروجي المفاهيم السلبية ودعاة الإرهاب، أولئك الذين يبثون سمومهم الفكرية والأخلاقية عبر تلك الوسائل، وكذلك الحذر من مغبة الدخول في صراعات افتراضية سواء أكانت فكرية أو طائفية أو مذهبية، تلك الصراعات التي تتخذ من شبكة الإنترنت ساحة لها ومن شبكات التواصل الاجتماعي سلاحا لها، أما ضحاياها لا سمح الله وقدر، فهم بعض أبنائنا الذين لم تتوفر لديهم الخبرة الحياتية الكافية للتعامل مع فيض من معلومات وأخبار جلها يحتاج إلى تمحيص ودراسة قبل تبنيها او الاسهام في نقلها إلى الآخرين.