آلاء خليفة
اكد وزير الصحة د.هلال الساير ان التحديات التي تواجه النظم الصحية في مختلف دول العالم ومن بينها الكويت، اصبحت الآن متعددة ومتشبعة ومتداخلة اكثر من اي وقت مضى، وقال هناك تحديات تمويل الخدمات الصحية والقدرة على التصدي للكوارث الطبيعية والازمات الطارئة بالاضافة الى التحديات المتعلقة بجودة الرعاية الصحية وسلامة المرضى وارتفاع معدلات انتشار الامراض المزمنة غير المعدية مثل مرض السكري وامراض القلب والسرطان وزيادة الوزن والسمنة والتي ترجع الى العادات غير الصحية التي تزداد معدلاتها مثل التدخين والخمول الجسماني والتغذية غير المتوازنة، موضحا ان تلك التحديات تزيد من اهمية الاستثمار في التنمية البشرية للعاملين بالقطاع الصحي وتطوير مهاراتهم بما يجعلهم قادرين على تطوير الممارسات المهنية اليومية للرعاية الصحية.
جاء كلام د.الساير في حفل تخريج الدفعة 25 من الاطباء والطبيبات خريجي كلية الطب بجامعة الكويت تحت رعاية الوزير في قاعة سلوى الصباح مساء امس الاول.
واشار د.الساير الى ان مواجهة تلك التحديات تحتاج الى تطوير التعليم الطبي والصحي في المراحل المختلفة، ولتحقيق ما نصبو اليه من آمال وما ينتظره الجميع لتطوير اداء النظام الصحي يتطلب التعاون والتنسيق المستمر بين الشركاء، وفي مقدمتهم في النظام الصحي هي كلية الطب بجامعة الكويت لما تذخر به من كفاءات وطنية وتعتز بهم وبعطائهم العلمي والوطني ولذلك فان وزارة الصحة لن تألو جهدا في تعزيز التواصل مع كلية الطب بجامعة الكويت وتقوية الجسور الممتدة للتعاون المثمر والبناء، وهذا من شأنه ان يؤدي الى تبادل الرؤية والافكار والعمل المشترك لتحقيق اهداف التنمية الشاملة.
واردف قائلا: انها لسعادة لا توصف ان نلتقي اليوم في هذه المناسبة العزيزة علنيا والتي تحمل العديد من المشاعر التي يعجز الانسان عما يحويه القلب من مشاعر، مهنئا ابناءه وبناته الاطباء الخريجين الذين نحتفل بهم اليوم والذين نسعد لانضمامهم لمسيرة العطاء الانساني، ليعملوا جنبا الى جنب مع زملائنا الاطباء من الاجيال المتتابعة المشاركين في تقديم الرعاية الصحية.
وتحدث د.الساير الى الخريجين والخريجات قائلا: ان عليكم مسؤوليات كبيرة لتحقيق الاهداف التنموية ذات العلاقة بالرعاية الصحية فان القوة البشرية المؤهلة والمدربة هي العنصر الرئيسي لاي نظام صحي متكامل، فلا قيمة للمباني الحديثة او الاجهزة والمعدات الطبية والبرامج الصحية من دون وجود الكوادر البشرية المؤهلة والمدربة عليها لتقديم الرعاية الصحية وفقا للمعايير العالمية، فانتم الاستثمار الحقيقي في الصحة وفي التنمية المستديمة.
وعلى جانب آخر اكد د.الساير ان الوزارة ترحب دوما بجميع المبادرات البناءة لتأكيد الشراكة والتواصل والتعاون بين وزارة الصحة وكلية الطب، وقال الوطن واحد والهدف مشترك ويجمعنا شرف الانتماء لهذه المهنة الانسانية السامية العريقة وهي مهنة الطب، وانني اثق كل الثقة انكم جميعا تستشعرون المسؤولية الملقاة على عاتقكم للمشاركة الايجابية والفعالة في برامج وزارة الصحة خلال الفترة المقبلة، كما انني على ثقة باننا سنعمل يدا بيد بفكر مستنير وبقلب مفتوح للتطوير المستمر للرعاية الصحية وفقا للمعايير العلمية والتقنية والادارية والاخلاقية والتي تحفظ حقوق المرضى وتصون خصوصياتهم وتوفر المناخ الاخلاقي للعلاقات المهنية السوية بين زملاء المهنة وتحفظ للمهنة كرامتها ومكانتها والتي توارثناها عمن سبقونا وسنظل ندين لهم بالفضل والعرفان دائما.
وفي حديث للصحافيين مع وزير الصحة د.هلال الساير على هامش حفل التخريج، قال د.الساير: ان تخريج الدفعة الـ 25 من كلية الطب بجامعة الكويت يعتبر فخرا للكويت بأن طلبتنا تخرجوا بمستوى راق، وانني فخور كوني كنت عميدا سابقا لهذه الكلية المتميزة، لافتا الى ان مستوى الخريجين راق، وذلك الامر تؤكده تقارير الممتحنين الخارجيين الذين يؤكدون ان طلبتنا بجامعة الكويت افضل من الطلبة الدارسين في اميركا وانجلترا، فالكويت فخورة بهذه الشهادة املا ان تزداد تلك الكفاءات عاما تلو الآخر.
واكد د.الساير ان هؤلاء الخريجين والخريجات يخدمون وزارة الصحة من خلال تقديم الرعاية الصحية للمواطنين والمقيمين في الكويت.
وردا على سؤال حول التوجه لتحويل مستشفى مبارك الكبير الى مستشفى جامعي قال د.الساير: سيتم تسليم مبنى مستشفى مبارك الكبير الى جامعة الكويت ليصبح مستشفى جامعيا والخطة موجودة ومازال العمل جاريا على تطبيقها بأسرع وقت ممكن.
من جهته، اكد عميد كلية الطب بجامعة الكويت د.فؤاد العلي انه لمن دواعي البهجة والسرور ان يجتمع في هذه المناسبة السعيدة للاحتفال بالدفعة الـ 25 من الثمار الطيبة لكلية الطب، وتوجه بالتحية والتهنئة للخريجين والخريجات في هذا اليوم الاغر، متطلعا الى هذه الكلية التي خرجت من مرحلة الشباب الى مرحلة النضج فأصبحت المعين الاكبر للاطباء الذين يخدمون البلاد، وأثبتت الاعوام الـ 25 الماضية ان خريجي كلية الطب بجامعة الكويت يتمتعون بمستويات رفيعة من الكفاءة، فقد اثبتوا تفوقهم محليا وعالميا، واصبح الكثير منهم يتبوأون بمراكز مفصلية في النظام الصحي بالكويت، وكانت لجهودهم آثار واضحة على تطوير الخدمات الصحية في القطاعين العام والخاص.
واضاف: ان هذه النجاحات ما كانت لتتحقق لولا الجهود المضنية التي بذلها اساتذتنا والعمداء السابقون الذين بنوا هذا الصرح لبنة لبنة، وانه لمن دواعي فخري واعتزازي ان يكون احد هؤلاء العمداء هو د.هلال الساير وزير الصحة.
وقال د.العلي: ان نجاح كلية الطب لا يمكن ان يتحقق دون دعم وزارة الصحة التي لم تأل جهدا في سبيل المساعدة في توفير مستلزمات تدريب طلبتنا وتسهيل عمل اساتذتنا، وها نحن الآن على ابواب مرحلة جديدة من التعاون والتكامل مع وزارة الصحة، فلقد تحققت في الايام القليلة الماضية الكثير من الانجازات التي سيكون لها الاثر الكبير في تطوير الاهداف المشتركة التي تتمثل في تقديم افضل الخدمات الصحية لأبناء هذا الوطن المعطاء، فخالص الشكر للوزير ولطاقم وزارته الموقرين.
وفي كلمة للجهات الراعية قال عبدالله النجران ممثل بنك الكويت الوطني: انه لمن دواعي سروري واعتزازي ان نلتقي في رحاب هذا المعقل العلمي مع كوكبة جديدة من ابنائنا وبناتنا خريجي الدفعة الخامسة والعشرين من كلية الطب بجامعة الكويت لنشاركهم فرحتهم في هذا اليوم الاغر وهذه اللحظة البالغة الخصوصية والاهمية في حياتهم وحياة وطننا على حد السواء.
وبارك النجران للخريجين والخريجات تخرجهم بعد ان امضوا سنوات من الجلد والعمل الدؤوب على مقاعد الدراسة وها هم الآن يجنون ثمار جهودهم ولسان حالهم يقول ان المستقبل ليس هدية تقدم لطالبيها على طبق من فضة وانما الانجاز لا يتأتى بغير العمل الدؤوب والعمل المتواصل والتعب فهنيئا لكم هذا النجاح.
واشار النجران الى ان الانتهاء من مراحل الدراسة ولاسيما في مجال عملي وانساني بحت كالطب لا يعني بأي حال من الاحوال ان يركن المرء الى الراحة فلا يزال امام الخريجين والخريجات شوط كبير من العمل في معترك الحياة وهذا الأمر يتطلب منهم اثبات جدارتهم في الممارسة العملية والتطبيق العملي.
صفحة الجامعة والتطبيقي في ملف ( pdf )