صرح استشاري الباطنية والسكري البورد الألماني والخبير بعلاج الأمراض الباطنية ومرضى السكري بمستشفى طيبة د.عبدالرحمن محمد أبوعيش بأن المرضى الذين يعانون من مرض السكري غير المنضبط يمرون أبكر بمضاعفات خطيرة في وقت أسرع أكثر مما يحدث مع مراقبة نسبة السكر في الدم بطريقة جيدة.
وقال: نذكر هنا مجموعتين رئيسيتين من المضاعفات على المدى الطويل من آثار مرض السكري غير المنظم على الأوعية الدموية الكبيرة والأوعية الدموية الدقيقة، مضاعفات الأوعية الدموية الكبيرة، التي تشمل اوعية الجسم الدموية الواسعة، وتسهم في تطوير مرض الشريان التاجي وأمراض الأوعية الدماغية (على سبيل المثال: السكتة الدماغية).
وأمراض الأوعية الدموية الطرفية مما يؤدي إلى ضعف الدورة الدموية في الأطراف. ومرض الأوعية الدموية الدقيقة، مما يؤثر على الأوعية الدموية الصغيرة من الجسم، وهي المسؤولة عن أمراض الكلى ومشاكل البصر (اعتلال الشبكية)، ويمكن أن تسهم في الاعتلال العصبي.
وقد ثبت ان مدى مضاعفات الأعصاب بسبب سوء مراقبة نسبة السكر في الدم يزيد تناسبيا مع طول الإصابة بمرض السكري.
الاعتلال السكري العصبي
تلف الألياف العصبية والاعتلال العصبي المرتبطة بمرض السكري تؤثر على 60% ـ 70% من مرضى السكري وهم من بين اول العلامات المبكرة التي تكتشف على المدى البعيد عن السم السكري (فارتفاع السكر على المدى البعيد يعتبر سما يسمم الجسم مما يعنى أن يصبح النافع ضارا وكما يقال الشيء الذي يزيد عن حده ينقلب ضده) وتصنف التهابات الأعصاب على أنها إما موتورية أو التهابات العصب الحسي اللاإرادي.
واعتلالات الأعصاب الحسية الحركية تأثيرها يكون بوضوح عادة عند الإحساس بالألم في الأطراف كخدور، ووخز أو حرورة في القدمين واليدين.
واعتلالات الأعصاب التي تؤثر على النظام العصبي اللاإرادي تشمل ضعفا معديا (إضعاف حركة المعدة مما يسبب الشعور بالتخمة)، والعجز الجنسي، وسلس بول المثانة البولية، وضعف ردود فعل القلب والأوعية الدموية.
وتقرحات القدم التي تنتج بسبب اعتلالات الأعصاب الحسية والاإرادية، بجانب أمراض الأوعية الدموية الطرفية.
والأطباء الذين يعتنون بمرضى السكري لديهم فرصة للمساعدة في منع أو تأخير، أو حتى حكر التطور في الاعتلال العصبي، وتقديم العلاجات لأعراض المضاعفات العصبية الموجودة.
كيفية ضرر الأوعية الدموية
النسيج العصبي يعتمد على تدفق الدم الكافي لتسليم المواد الغذائية وإزالة نفايات التمثيل الغذائي. وفى العادة، الغشاء القاعدي للأوعية الشعرية يسمح بمرور المواد الغذائية إلى الخلايا ويسمح بإزالة منتجات النفايات المودعة، لكن مع المرضى الذين يعانون من ارتفاع السكر في الدم لفترات طويلة احتمال ترسب الجلوكوز في قاعدة غشاء الأوعية الدموية يقلل من نفاذيتها للمواد السامة. وتقليل نفاذيتها ينتج عنه تراكم المواد السامة مما ينتج عنه تقليل قدرة الخلايا للتمثيل الغذائي والنسيج العصبي يعتمد على تدفق الدم الكافي لتسليم المواد الغذائية، وإزالة النفايات الناتجة عنه، وعندما يكون ذلك غير ممكن نتيجة لعدم نفاذية قاعدة جدران الأوعية الدموية يحدث ضرر الأوعية الدموية والخلل في وظيفتها.
-أهمية الرقابة الصارمة لنسبة السكر في الدم
ادت إحدى دراسات تنظيم السكر ومضاعفاته في دراسة لمدة عشر سنوات شملت 1441 متطوعا مريضا بمرض السكري من النوع الأول بان الرقابة الصارمة لنسبة السكر في الدم انقصت خطر التغيرات للأعصاب.
وكانت النتيجة ان 7 من المتطوعين الذين لم يكن لديهم مضاعفات اوعية دموية والذين استمروا بالرقابة الصارمة لنسبة السكر في الدم استطاعوا تخفيض الخطر بالإصابة بتلف الأنسجة العصبية بنسبة 69%، والذين كانت لديهم مضاعفات أوعية دموية خفيفة نقص معدل الخطورة بالإصابة بتغيرات مرضية للأعصاب بنسبة 57%.
ومن المتفق عليه عموما أن المضاعفات للنوع الأول والثاني على حد سواء من مرض السكري على المدى البعيد يمكن إنقاصها بالتحكم الصارم لنسبة السكر في الدم.
وقد نشرت دراسة في المملكة المتحدة على 5000 مريض سكري من النوع الثاني لمدة متوسطها مابين 10 الى 11 سنة مع رقابة صارمة للسكر في الدم تبين منها أن الحد من اعتلال الشبكية واعتلال الكلى وصل إلى 25%.
وعلى غرار هذه الدراسة أظهرت دراسات اخرى أهمية المراقبة الصارمة للســكر في الدم للمرضــى الذين يعـــانون من النوع الـــثاني لمرض الســـكري. والمرضــى فــي هذه الدراسات والذين حافظوا على معدل الهموجلوبين المسكر (hba1c) عند نسبة 7% انخفضت لديهم إجمالا مخاطر مرض السكري بصورة واضحة.
وعليه ثبت من الدراسات ان التحكم الصارم في نسبة السكر في الدم تقلل على المدى البعيد من مضاعفات السكر للنوعين الأول والثاني من مرض السكري.
اعتلال العصب الحسي اللاإرادي
اعتلال العصب الحسي اللاإرادي ينجم عنه انخفاض قدرة المعدة على الحركة أو ضعف الجهاز الهضمي.
وضعف المعدة يحدث في 20% ـ 60% من المصابين بالسكري. وعشرة ـ أحد عشر مريض سكري يعانون غالبا من الأعراض التالية:
انتفاخ، تخمة مبكرة (وهو الشعور بالشبع غالبا مباشرة بعد بداية الوجبة)، متارعة، استفراغ، ومغص في البطن، وفقدان الشهية.
الأمسك وعدم التحكم في نسبة السكر في الدم:
كثير من المرضى لا تظهر عليهم اعراض وعليه الضعف في حركة المعدة يفتقد كمصدر لاعتلال الجهاز الهضمي ولذا لا يربط بعدم التحكم في نسبة السكر في الدم.
وانخفاض السكر في الدم عندما يحدث بعد فترة طويلة لارتفاع السكر في الدم يظهر عادة مع أناس متأثرين بضعف حركة المعدة المرتبط بالسكر المرتفع في الدم. والتقلبات الخاطئة في سكر الدم يكون بسبب عدم إفراغ المعدة بطريقة صحيحة.
وضعف المعدة ممكن أن يسبب الارتجاع المعروف باسم جرد عندما تكون المعدة ممتلئة ولا تحرك الطعام الى الامعاء الرقيقة وعندها يرتجع حامض المعدة بسهولة للمريء. والمرض المسمى بجرد ينتج عنه الم وضرر للمريء وعندها تساعد جرعة عالية من علاجات الحموضة مثل الزنتاك في ارتجاع حامض المعدة للمريء وإذا هذه الدموية لم تنظم عملية الإفراز الزائد لحامض المعدة فالاستعانة بالأدوية الأقوى والتي تحظر مضخة حامض المعدة مثل الأميبرازول.
وفقدان حركة المعدة الطبيعي قد ينتج عنه تشكيلات غريبة في جدار فم المعدة يحد من عملية قفل وفتح فم المعدة لتمرير الطعام وحامضها فقط في اتجاه واحد.
الخلل الوظيفي الجنسي
يقدر عدد الرجال الذين يعانون من الخلل الوظيفي الجنسي بحوالي 30 مليون رجل في الولايات المتحدة الأميركية ونسبة مرضى السكري منهم ما بين 30 و 59%.
وقد استعملت لعلاج ذلك إبر حقن ذاتي من المريض في القضيب، وإدخال حبوب بوستاجلاندين ومضخات تفريغ الهواء لشفط القضيب والمساعدة على انتصابه، والحشوات الجراحية للقضيب.
وإلى فترة قصيرة كان العلاج بالأدوية محبط لعدم قدرتها على احداث الانتصاب المرغوب ولكن العلاجات الحديثة مثل الفياجرا (سترات السيلدين افيل) رفعت نسبة النجاح بنسبة عالية وسهلت علاج الضعف الجنسي عند مرضى السكري الرجال.
ولكن الأدوية المحتوية على النترات يمكن ان تسبب هبوطا حادا في ضغط الدم مع المرضى الذين يستعملون الفياجرا. لذا الفياجرا ممنوعة على المرضى الذين يتعاطون أي نوع من منتجات النترات. والمرضى الذين يأخذون عادة النترات هم مرضى القلب والأوعية الدموية ومرضى الذبحة الصدرية وجلطات القلب ومرضى اعتلال القلب الاحتقاني.
الخطوات التي يجب اتباعها قبل بدء العلاج بالفياجرا
كل الرجال الذين يعانون من الخلل الوظيفي الجنسي يجب اخذ قصة المرض الطبية لهم. ويعمل لهم فحص طبي شامل. ومرضى القلب والأوعية الدمويــة يحتاجون كذلك لتقيم دقيق بسبب زيادة الضغط الجسماني عليهم أثناء عملية الجماع مما يقلل من الاحتياطات الأمنية التي تتخذ مع استعمال الفياجرا وهذا مهم تحديدا مع مرضى السكري بسبب زيادة امراض القلب بينهم. مع تمنياتنا بالصحة للجميع.