حنان عبدالمعبود - عبدالكريم العبدالله
بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للسرطان 2016، أكد وكيل وزارة الصحة د.خالد السهلاوي أن الوقاية والتصدي للسرطان تقع على قائمة أولويا ت وزارة الصحة باعتبارها أحد التحديات الرئيسية التي تواجه النظم الصحية ليس على مستوى الكويت فقط ولكن على مستوى جميع دول العالم.
وقال وكيل وزارة الصحة: إن التزام الكويت بالوقاية والتصدي للسرطان يتفق مع التزامها بالإعلان السياسي الصادر عن اجتماع الأمم المتحدة رفيع المستوى للوقاية والتصدي للأمراض المزمنة غير المعدية المنعقد في سبتمبر 2011، كما يتفق مع التزامات الكويت بتنفيذ خطة العمل العالمية الصادرة من منظمة الصحة العالمية وخطة التنمية المستدامة حتى عام 2030 والتي يتعلق الهدف الثالث منها بالصحة، وتتضمن غاياتها الوقاية والتصدي للسرطان والأمراض المزمنة غير المعدية وعوامل الخطورة ذات العلاقة بها وفي مقدمتها التدخين، والخمول البدني والتغذية غير الصحية والسمنة وتلوث البيئة.
وأوضح د.السهلاوي أن الوزارة تولي اهتماما كبيرا بالرصد الدقيق لمعدلات حدوث السرطان والوفيات الناتجة عنه وتحليل بيانات السجل الوطني للسرطان والمعلومات الصحية المتعلقة بالوفيات الناتجة عن السرطان وذلك بهدف وضع وتحديث قاعدة معلومات وطنية موثوق بها لاستخراج المؤشرات اللازمة لوضع وتطوير ومتابعة تنفيذ البرامج الوقائية والعلاجية والرعاية التلطيفية لمرضى السرطان.
وقال ان السجل الوطني للسرطان بمركز الكويت لمكافحة السرطان يرجع إنشاؤه إلى العام 1971 ويصدر عن الوزارة تقرير سنوي يوضح تسجيل حالات السرطان بأنواعها المختلفة وتوزيعها حسب الفئات العمرية والمناطق الجغرافية ومعدلات حدوث الإصابة والوفيات ومعدلات البقاء على قيد الحياة ونجاح العلاج، وأوضح آخر تقرير صدر عن السجل الوطني للسرطان أن عدد حالات السرطان التي تم تشخيصها خلال عام قد بلغ 2063 حالة كانت 990 حالة بين الكويتيين و1073 حالة بين غير الكويتيين، وكان سرطان الثدي في المرتبة الأولى بين أنواع السرطان التي تم تشخيصها بين النساء، وبمعدل حدوث 48.7 لكل 100 ألف بين النساء الكويتيات و39.1 لكل 100 ألف بين النساء غير الكويتيات، وكان في المرتبة الثانية سرطان القولون والمستقيم بين النساء الكويتيات بمعدل حودث 14.1 لكل 100 ألف بينما كان في المرتبة الثانية بين النساء غير الكويتيات سرطان الغدة الدرقية وبمعدل حدوث 5.7 لكل 100 ألف منهن، أما من حيث أكثر أنواع السرطان شيوعا بين الذكور فقد كان سرطان القولون والمستقيم بمعدل حدوث 17.6 لكل 100 ألف من الذكور الكويتيين و8.8 لكل 100 ألف من الذكور غير الكويتيين، وفي المرتبة الثانية سرطان البروستاتا بمعدل حدوث 17.8 لكل 100 ألف من الذكور الكويتيين بينما كان سرطان الدم في المرتبة الثانية بين الذكور غير الكويتيين وبمعدل حدوث 4.2 لكل 100 ألف.
وانطلاقا من تلك المؤشرات، فقد بدأت الوزارة بتطبيق برامج المسح الصحي للاكتشاف المبكر لسرطان الثدي باستخدام «الماموغرام» بين النساء وبرنامج المسح الصحي للاكتشاف المبكر لسرطان القولون والمستقيم بالإضافة إلى برنامج ثالث للاكتشاف المبكر لسرطان البروستاتا بين الذكور والتي تشهد إقبالا كبيرا من أفراد المجتمع نظرا لارتفاع مستوى الوعي الصحي بين المواطنين والمقيمين.
واستطرد وكيل وزارة الصحة أن السجل الوطني للسرطان في الكويت يغطي جميع المستشفيات والمراكز والمختبرات سواء التابعة لوزارة الصحة أو التابعة للقطاع الخاص أو حالات العلاج في الخارج، حيث ان الإبلاغ عن حالات السرطان التي يتم تشخيصها بأي مؤسسة صحية يعتبر إجباريا وإلزاميا من جانب جميع الأطباء بموجب قرار وزاري ينظم التسجيل الإجباري عن حالات السرطان.
وأضاف أن الوزارة تنفذ برنامج شامل للتطعيم الواقي من الالتهاب الكبدي الڤيروسي «ب» وتبلغ معدلات التغطية بهذا التطعيم أكثر من 90%، حيث أن الإصابة بالالتهاب الكبدي الڤيروسي «ب» تعتبر أحد عوامل الخطورة لحدوث سرطان الكبد، كما أن وزارة الصحة تتابع المستجدات العالمية بشأن عوامل الخطورة ذات العلاقة بالأنواع المختلفة من السرطان وتضع الاستراتيجيات والبرامج اللازمة للوقاية منها، استنادا إلى نتائج المسوحات الصحية التي تحرص الوزارة على تنفيذها بصورة دورية بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية (who).
أما من حيث المحور العلاجي، فقد أكد وكيل وزارة الصحة أن مركز الكويت لمكافحة السرطان والمراكز التابعة له يعتبر صرحا علميا متميزا يضم الكفاءات الوطنية واحدث الأجهزة والمعدات الطبية للتشخيص الدقيق والعلاج وتقديم الرعاية التلطيفية للمرضى والتي توليها الوزارة اهتماما كبيرا.
وأشار وكيل وزارة الصحة إلى التعاون الوثيق بين الكويت ومنظمة الصحة العالمية للوقاية والتصدي للأمراض المزمنة غير المعدية، حيث تعتز الكويت بأن هناك جائزتين تمنحان تحت مظلة منظمة الصحة العالمية لتشجيع البحوث والمساهمات للوقاية والتصدي للأمراض المزمنة غير المعدية وتحمل إحدى الجائزتين اسم صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد، وهي جائزة الشيخ صباح الأحمد للبحوث الصحية في مجالي الرعاية الصحية للمسنين وتعزيز الصحة على مستوى دول العالم، أما الجائزة الثانية فهي على مستوى إقليم شرق المتوسط وتمنح للبحوث والإنجازات المتميزة في مجال الوقاية والتصدي للسرطان والأمراض القلبية الوعائية والأمراض المزمنة، كذلك فقد أصدرت الكويت نداء صحيا إلى إقليم شرق المتوسط بالمنظمة كإحدى التوصيات التي انطلقت من الكويت للوقاية والتصدي للأمراض المزمنة غير المعدية.
واختتم د.خالد السهلاوي تصريحه الصحافي، بمناسبة مشاركة وزارة الصحة لدول العالم بالاحتفال باليوم العالمي للسرطان، بالتأكيد على اعتزاز الوزارة بدور المجتمع المدني وجمعيات النفع العام ومبادراتها المجتمعية الرائدة للتوعية بالوقاية من السرطان وتقديم الدعم للمرضى ومن خلال نموذج متميز للمشاركة المجتمعية في تطبيق البرامج والإستراتيجيات الصحية لمجابهة هذا التحدي.
يذكر أن منظمة الصحة العالمية قد وضعت خطة عمل وإطار عالمي للوقاية والتصدي للسرطان والأمراض المزمنة غير المعدية وعوامل الخطورة ذات العلاقة بها بهدف خفض معدلات الوفيات الناتجة عنها بنسبة 25% وخفض معدلات انتشار وتعاطي التبغ بنسبة 30% وخفض معدلات انتشار نقص النشاط البدني بنسبة 10% بالإضافة إلى إتاحة الأدوية والتكنولوجيا الحديثة لعلاج وتشخيص تلك الأمراض ضمن منظومة الرعاية الصحية الأولية وذلك بحلول العام 2020، وقد وضعت منظمة الصحة العالمية إطارا مرجعيا للدول للالتزام به لتقديم تقارير دورية للمنظمة وللأمم المتحدة عن إنجازاتها لتنفيذ الإعلان السياسي للوقاية وللتصدي للأمراض المزمنة غير المعدية وعوامل الخطورة ذات العلاقة بها، حيث أكد وكيل وزارة الصحة ارتياحه لما تم تحقيقه من إنجازات لتنفيذ الأهداف والغايات العالمية ومن خلال تقوية نظم المعلومات الصحية ورصد معدلات الأمراض المزمنة غير المعدية وعوامل الخطورة ذات العلاقة بها ووضع وتحديث البرامج الوقائية والعلاجية وتوفير الأدوية والتقنيات الحديثة للتشخيص والعلاج والاهتمام بالبحوث والمؤتمرات العلمية لدعم قدرات النظام الصحي في الكويت للتصدي لهذا التحدي والذي يؤثر على البرامج الصحية والخطط الإنمائية وتعتبره وزارة الصحة أولوية تنموية رئيسية.