تحقيق: حنان عبدالمعبود
مع ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف تنتشر العديد من الأمراض الموسمية المرتبطة بهذا الفصل من العام، وتكثر العديد من الأمراض التي سرعان ما تنتشر لاسيما بين الأطفال ذوي المناعة التي لا تستطيع مقاومة انتشار هذه الأمراض. «اطباء» تحدثوا لـ«الأنباء» عن انتشار أكثر من 4 أمراض بصورة رئيسية تتمثل في أمراض: «التسمم الغذائي والنزلات المعوية والحساسية والجفاف»، وتكثر نتيجة لارتفاع درجات الحرارة بالإضافة الى عدم اتباع ارشادات الوقاية اللازمة. ولهذه الأمراض مجموعة مشتركة من العوارض أكد عليها الأطباء المتخصصون في ضرورة اتباع ارشادات الوقاية في المقام الأول، واذا استمرت أعراض
المرض، هنا لابد من الذهاب الى المستشفى واستشارة الطبيب المختص، فإلى التفاصيل:
بداية، قال رئيس مركز هيا الحبيب للجهاز الهضمي، استشاري أمراض الجهاز الهضمي والكبد د.أحمد الفضلي: ان التسمم الغذائي، والنزلة المعوية تعد من أكثر الأمراض اصابة خلال هذه الفترة من العام، وان المرض يتنقل عن طريق تناول الطعام الملوث الذي يحتوي على كائنات حية معدية، بما في ذلك البكتيريا والفيروسات والطفيليات.
وأشار الى أن الكائنات المعدية أو السموم يمكن أن تلوث الغذاء في أي مرحلة من مراحل المعالجة أو الإنتاج، وكذلك يمكن أيضا أن يحدث التلوث في المنزل إذا تم تناول الطعام أو طهيه بشكل غير صحيح، مشيرا الى أن أعراض التسمم الغذائي، يمكن أن تبدأ في غضون ساعات من تناول الطعام الملوث، وغالبا ما تشمل الغثيان والقيء أو الإسهال.
وقال انه في بعض الأحيان يكون التسمم الغذائي معتدلا ويحل دون علاج، بينما مع البعض يكون هناك ضرورة للذهاب إلى المستشفى.
وأضاف ان الوقاية من التسمم الغذائي والنزلة المعوية تكون باتباع طرق حفظ وطهي الطعام بشكل لائق وآمن وصحي، وكذلك غسل الخضراوات والفواكه التي يتم تناولها دون طهي بشكل جيد ومتكرر.
من جانبها، أكدت اختصاصي أنف وأذن وحنجرة د.راندا عبدالله أن حساسية الأنف والتهاب الجيوب الأنفية تعتبر من أكثر أمراض الصيف حدوثا نتيجة تغير درجات الحرارة ما بين التعرض للحرارة الشديدة في الطقس العادي بالشارع، ثم الدخول الى الأماكن المعدلة حرارتها بالتكييف مما يؤثر على بطانة الأنف وقد يصيب بالحساسية.
وبينت ان الحساسية قد تكون بشكل مزمن ولكن لفترات متقطعة حيث تصيب المريض في نفس الفترة من العام مع تغير الفصول ودرجات الحرارة، وان اهم جزء في علاج حساسية الأنف هو تجنب المسببات، ومن ثم يأتي دور العقاقير العلاجية من مضادات حيوية وبخاخات الرزاز للأنف ومضادات الحساسية.
وقالت ان الطقس يعد عاملا أساسيا في الإصابة بالحساسية، حيث ان البيئة المحيطة مادامت بها أتربة وشوائب وتغير كبير في درجات الحرارة يحدث تأثر وتفاعل للحساسية، بينما يلاحظ انه اذا انتقل المريض الى مكان او بلد آخر ليس به هذه العوامل تتحسن حالته دونما أخذ عقاقير، وهذا لأن الحساسية هي تفاعل ردود فعل تفاعلية للمضادات الموجودة في دم الإنسان والتي حينما يتعرض لمهيجات تعرض لها في السابق وتسببت في المرض من قبل لابد وان يحدث التفاعل بظهور الأعراض من انسداد الانف وصعوبة التنفس، والحكة والبلغم وغيرها.
من جهته، أكد استشاري أطفال وطب طوارئ أطفال الحاصل على البورد الكندي والأميركي في طب الأطفال والزمالة الكندية في طب طوارئ الأطفال د.مرزوق العازمي ان النزلات المعوية من أكثر الأمراض اصابة بين الأطفال، وان وضع الأطفال صعب جدا خاصة مع محاولة الحفاظ على نظافة ايديهم وعدم التقاط الأشياء الملوثة ووضعها في فمهم.
وقال انه يجب الحفاظ على نظافة الأطفال وخاصة الأيدي بشكل جيد وكذلك كل ما يحيط بهم من ألعاب ولهايات وأغراض يتم استخدامها بشكل متكرر، بالإضافة الى الابتعاد عن الأشخاص المصابين بالأمراض لضمان عدم انتقال الأمراض اليهم خاصة ان الأطفال معرضون لحدوث الجفاف بسهولة. وعن كيفية تلافي الإصابة بالجفاف، قال العازمي: ان من أهم طرق الوقاية هو أن تكون الأم على علم بعلامات الإصابة بالجفاف، وسرعة اتخاذ الإجراءات العلاجية حال التأكد من الأعراض، بأخذ الطفل للطبيب، والأعراض تكون أهمها الخمول بشكل عام وقلة الدموع عند البكاء، وجفاف الشفاه والفم من الداخل، وغور العيون، وقلة مرات التبول للطفل، وهنا يجب اصطحاب الطفل للمستشفى لتعويضه بشكل سريع بالمحاليل التعويضية سواء عن طريق الفم أو الوريد.
بدوره أكد استشاري طب وجراحة العيون وعمليات الليزر وزراعة عدسات تصحيح النظر استاذ طب وجراحة العيون بجامعة القاهرة د.محمد وجيه الديب ان من أكثر الأمراض اصابة في هذه الفترة هو الجفاف خاصة مع التعرض لأشعة الشمس القوية، وكذلك أجهزة التكييف، وكذلك حساسية العيون للأتربة.
وقال ان عوامل الطقس تصيب بالجفاف والحساسية خاصة مع وجود أتربة عالقة والتي تسبب حساسية في الجيوب الأنفية والشعب الهوائية والعيون، كما يصيب العين بالتهابات ميكروبية والتي يندرج تحتها عدد من الالتهابات منها الفيروسية والبكتيرية والفطرية. وأضاف ان علاج هذه الأمراض يتم حسب الإصابة فالجفاف يكون علاجه بالابتعاد عن الأمور التي تزيد من معدل تبخر الدموع قدر المستطاع، مثل الوقوف في الشمس، وتفادي التعرض المباشر لهواء المكيف، وكذلك البعد عن الأبخرة والدخان سواء كان تدخينا او أبخرة طهي او بخورا او غيره، مع استخدام المرطبات والدموع الصناعية، وكذلك علاج الحساسية يكون بتفادي المسببات من أبخرة والأماكن المتربة وعدم وضع عدسات وغيره من المسببات، بينما في حالة الالتهابات الميكروبية لابد من مراجعة الطبيب لإعطاء المريض العلاج المناسب لحالته.