أكد وزير الداخلية الفريق الركن م. الشيخ جابر الخالد ان رجال الأمن ملتزمون بمواجهة حازمة وصارمة ضد كل من يحاول خلق أوضاع غير مستقرة تتيح له فرض سياسته ومصالحه غير عابئ بالمصالح العليا للوطن، ووصف الخالد لجوء البعض الى محاولة خلق مثل تلك الأوضاع بالمنزلق الخطير الذي قد ينساق وراءه البعض خلف شعارات براقة ووعود كاذبة تنتهي بشق وحدة الصف وإضعاف الأمة، وجاءت تصريحات الخالد في معرض كلمته التي عممها في بيان لوزارة الداخلية امس بمناسبة يوم الشرطة العربية الموافق اليوم السبت.
وبدأ الخالد كلمته قائلا: أحييكم ونحن نحتفل في الثامن عشر من ديسمبر من كل عام بيوم الشرطة العربية إحياء لذكرى تأسيس المنظمة العربية للدفاع الاجتماعي ضد الجريمة التي أصبحت اليوم مجلس وزراء الداخلية العرب، إحدى أهم أجهزة جامعة الدول العربية وقد أصبح هذا الاحتفال تقليدا سنويا نؤكد من خلاله أهمية الدور الحيوي لرجل الشرطة ومدى ضرورة العمل الأمني لضمان الاستقرار وتحقيق مسيرة التنمية الشاملة في مجتمعاتنا العربية التي نأمل لها المزيد من الأمن والرخاء والتقدم.
وإذا كانت مختلف مجالات النشاط الإنساني تحتاج إلى أجواء آمنة ومستقرة تسمح لها بالعمل والانطلاق، فإن العمل الأمني بموجب هذه الحقيقة الراسخة يعد محور الخطط التنموية، بل هو حجر الزاوية في اي بنيان اجتماعي وأساس النشاط الإنساني المنظم وفق التشريعات والقوانين الموضوعة.
وبلا شك ففي ظل انعدام وغياب الأمن او الإحساس به ومعايشته تضعف الألفة والوحدة ويزداد الشقاق والفرقة وتتوقف دورة الحياة وعجلة التنمية من تعليم وصحة ومصالح اقتصادية وأحوال تجارية وتستحيل المعيشة الكريمة ولا يبقى من المجتمع ومؤسساته سوى مسميات بلا أداء حقيقي لدورها في رعاية المصالح العليا للوطن وحاجات المواطنين.
إن الأحداث والمتغيرات الداخلية وعلى مستوى العالم والمنطقة أكدت بما لا يدع مجالا للشك ان أجهزة الأمن قادرة على مواجهة الصعاب والتحديات، انطلاقا من الثوابت الوطنية دون تردد او تهاون او تفريط او مساومة او ان تحيد عن ذلك المسار، ولن تستجيب لأي ضغوطات او محاولات ابتزاز ولن تنساق وراء أوهام او مزايدات او شعارات زائفة لا تراعي المصالح العليا للبلاد.
إن احتفالنا بيوم الشرطة العربية يأتي تواصلا مع نهج ثابت أكدنا عليه بضرورة التبصر والمراجعة لسياسات أوجدت أوضاعا اختلطت فيها معطيات العولمة بالهيمنة وازدوجت فيها المعايير، وتضاعفت فيها عوامل الاضطراب والتوتر بانعكاساتها على الأوضاع الداخلية لدول المنطقة.
إن رجال الشرطة كانوا وسيظلون مدركين جميع أبعاد حركة التغيير وقادرين على مواجهة الصعاب مهما كانت التحديات وإن استقرار الوطن وأمنه مسؤولية الجميع تفرض علينا جميعا ان نتشبث بها وندافع عنها دفاعنا عن الأرض والعرض من أجل مسيرة البناء والتنمية وحق الأجيال القادمة وإعلاء مكانة الكويت عربيا ودوليا.
من أجل ذلك كله نحن مطالبون كرجال أمن بأن نترفع عن الصغائر ونتغلب على الشدائد إعلاء للصالح العام والعمل الجاد المخلص من أجل قيم الحق والعدل والسلام والتسامح والتي هي جوهر الهوية الوطنية وركيزة تأثيرها وتفاعلها الحضاري والإنساني.
إن رجال الشرطة في إطار المنظومة الأمنية الشاملة ملتزمون بمواجهة حازمة وصارمة تجاه كل من يحاولون خلق أوضاع غير مستقرة تتيح لهم فرض سياساتهم ومصالحهم غير عابئين بالمصالح العليا للوطن وأهله.
هذا المزلق الخطير الذي قد ينساق وراءه البعض خلف شعارات براقة ووعود كاذبة سرعان ما يتحول الى انقسام وانشقاق لوحدة الصف وإضعاف للأمة لكي تتلقفها محرقة الإرهاب والفوضى وانعدام الأمن.
إن السعي لترسيخ كيانات سياسية دينية تكرس الاحتقان وتعمق الطائفية البغيضة والكراهية المقيتة وتدعو للعنف والتحريض على انتهاك القانون والتذرع بالادعاءات الكاذبة امر مرفوض والمواطن أول من يدرك ذلك ويعي تماما أهداف هؤلاء وغيرهم ممن يريدون النيل من أمن وتلاحم الوطن وأبنائه ولكن هيهات فرجال شرطة الكويت مدركون لحجم التحديات ويواصلون عطاءهم بكل إخلاص وعزيمة وإصرار مستلهمين التوجيهات السامية لصاحب السمو الأمير وسمو ولي العهد ـ حفظهما الله ورعاهما ـ من أن أمن الكويت خط أحمر لا يجوز المساس به أو الاقتراب منه أيا من كان.
إنني إذ أهنئ إخواني وأبنائي رجال الشرطة بمناسبة يوم الشرطة العربية، متمنيا لهم النجاح والتوفيق في مهمتهم الإنسانية السامية، أحملهم في الوقت نفسه مسؤولية العمل من أجل استقرار المجتمع وأمان مواطنيه، فالتحديات المتزايدة تشكل خطورة حقيقية، وتتطلب يقظة واستعداد رجال الشرطة في جميع القطاعات الأمنية ومضاعفة ما يبذلونه من تضحيات، ويقدمونه من وقت وجهد مخلص، والغاية الغالية هي الوطن وأمنه وسلامة مواطنينا وحمايتهم من كل سوء في ظل الرعاية السامية لصاحب السمو الأمير وسمو ولي العهد وسمو رئيس مجلس الوزراء حفظهم الله ورعاهم.