أقامت جمعية «بشائر الخير» إفطارا جماعيا لنزلاء المؤسسات الإصلاحية (قسم الإرشاد والتأهيل بالسجن المركزي) وذلك ضمن أنشطتها المعتادة للالتقاء بالمحكومين على قضايا تعاطي مخدرات والذين هم في طريقهم للتوبة، ويلتزمون برنامج التأهيل المعد من قبل «بشائر الخير»، ويحضرون الصلوات في جماعة وذلك تمهيدا لخروجهم بالإفراج المشروط لمن التزم برنامج التأهيل.
وتهدف جمعية «بشائر الخير» من إقامة الإفطار الجماعي كما يقول عبدالله الرحماني مشرف مركز الإرشاد والتأهيل بالسجن المركزي من قبل «بشائر الخير»: لدينا خلال شهر رمضان وليمة كبرى وإفطار جماعي للتائبين من الإدمان على المخدرات ندعو فيه قيادات الداخلية، خاصة الإدارة العامة للمؤسسات الإصلاحية، وإدارة السجن المركزي والمتعاونين معها من الجهات الأخرى، وقيادات جمعية «بشائر الخير».
وأكد الرحماني، أننا نسعى من خلال جمعية «بشائر الخير» إلى إيصال رسالة إلى كل مدمن خاصة خلال هذه الأيام الفضيلة، من خلال لقاء الناس على بساط الكلمة الهادفة، كما أننا نسعى لكي نؤكد للناس أن التدخين وتعاطي المخدرات والخمور إنما يخرق سياج العبودية لله تبارك وتعالى، وتتجاوز الأهداف التي من أجلها خلق الله البشر، ونوضح من خلال الكتاب والسنة قبح هذه العادة، وعدم موافقتها للشرع والعقل كما قال تعالى «يحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث». والمخدرات من الخبائث التي تذهب العقل وتحول الإنسان إلى البهيمية وتبعده عن منهج الله وتلقي به في طريق الضلال ويكون مصيره الهلاك والخسران المبين في الدنيا والآخرة.
وفي كلمته لنزلاء المؤسسات الإصلاحية بالسجن المركزي (مركز التأهيل والإرشاد) قال الشيخ سلمان مندني نائب رئيس الجمعية: لقد حدد الإسلام وظيفة الإنسان في الأرض بأنه خليفة فيها يسعى لإعمارها وتحقيق خير البشرية ومصالحها التي ارتبطت بالأرض لا لتخريبها بالمخدرات القاتلة، إلا أن هذا الإعمار وتحصيل المصالح تكتنفه كثير من الصعاب، ويتطلب من الإنسان بذل الجهد وتحمل المشاق في سبيل ذلك كما أن الحياة ليست مذللة سهلة دائما كما يريدها الإنسان ويتمناها بل هي متقلبة من يسر إلى عسر ومن صحة إلى مرض ومن فقر إلى غنى أو عكس ذلك، وهذه ابتلاءات دائمة يتمرس عليها الإنسان في معيشته فيحقق عن طريقها المعاني السامية التي أمر بها من الصبر وقوة الإرادة والعزم والتوكل والشجاعة والبذل وحسن الخلق وغير ذلك وهذه من أقوى أسباب الطمأنينة والسعادة والرضا.
وأضاف مندني، يقول النبي صلى الله عليه وسلم «إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب». يريد بذلك صلى الله عليه وسلم أن القلب عليه مدار الصلاح والفساد وهو مضغة يعني قطعة لحم بقدر ما يمضغه الإنسان صغيرة لكن تدير الجسد كله، فإذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله، وهذا يوجب علينا أن نحرص على طهارة قلوبنا وعلى إزالة الشك والشبهات منها وأن نتفقدها أكثر مما نتفقد جوارحنا، فكثير من الناس تجده حريصا على إتقان العمل الظاهر ولكنه ينسى قلبه وهذا خطأ، لأن أهم شيء أن تكون دائما مفتشا عن القلب ما إخلاصه؟، ما اتجاهه؟ ما توكله وما استعانته؟ وهكذا فإذا صلح القلب صلح الجسد كله وإذا فسد فسد الجسد كله، ومن هنا فإنني أوجه رسالة إلى الشباب الذين وقعوا فريسة لهذه الآفة وتم الحكم عليهم في قضايا تعاطي المخدرات أن يعودوا إلى رشدهم، وأن يلتزموا التوبة، وأن يلتزموا برنامج التأهيل المعد من قبل جمعية «بشائر الخير»، وذلك للتخلص من هذه السموم والعودة إلى الحياة الطبيعية ولينعموا بالأمن والأمان في أحضان المجتمع.