هاني الظفيري
نفذت إدارة تنفيذ الأحكام بوزارة الداخلية امس حكم الإعدام بحق 3 محكومين بجرائم قتل، وذلك بحضور رئيس نيابة التنفيذ وعدد من وكلاء النيابة وبعض قيادات وضباط وزارة الداخلية ووسائل الإعلام.
وقال المستشار محمد الدعيج رئيس نيابة التنفيذ في تصريح صحافي عقب تنفيذ الحكم، ان هذه الأحكام هي تبيان لقول الله تعالى: (ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب).
وأضاف الدعيج ان صاحب السمو الأمير صادق على هذه الأحكام الأسبوع الماضي، كما اصدر رئيس محكمة التمييز أمرا بتنفيذ حكم الإعدام وحدد النائب العام هذا اليوم لتنفيذ حكم الإعدام شنقا في المحكومين الثلاثة.
وبين ان وجود وسائل الإعلام وقت تنفيذ الأحكام يهدف إلى الردع عن ارتكاب مثل هذه الجرائم ولكي يرى الناس ان العقوبات تنفذ، مضيفا ان هناك ما يقارب الـ 48 محكوما بالإعدام حكما نهائيا في انتظار التنفيذ وان هذه الأحكام معروضة على صاحب السمو الأمير في انتظار المصادقة عليها.
وشكر المستشار الدعيج رجال وزارة الداخلية على ما يقومون به من جهود جبارة سواء في ردع المجرمين عن القيام بالجرائم او في ضبط الجناة بعد ارتكابهم الجرائم.
يذكر ان جرائم المحكومين الذين تم تنفيذ حكم الإعدام بحقهم اليوم كانت كلها جرائم قتل مع سبق الإصرار والترصد، حيث ان المحكوم الأول ظاهر العتيبي (من غير محددي الجنسية) قام بقتل زوجته وابنه وابنته وشرع في قتل ابنته الأخرى رميا بالرصاص، والمتهم الثاني فيصل العتيبي (سعودي الجنسية) قام بطعن صديقه عدة طعنات باستخدام السكين، ما أدى إلى مقتله، والمتهم الأخير برويز غلام (باكستاني الجنسية) قام بقتل رجل وامرأة شنقا باستخدام حبل.
هذا وقد اعترض «البدون» على طريقة نشر حيثيات ما صدر عنه من جرم، أما السعودي فقد طلب رؤية أمه وأشقائه إلا انه أبلغ بأنه شاهدهم أمس فطلب تدخين السيجارة الأخيرة.
تفاصيل جريمة السعودي التي أعدم على أثرها
اتهمت النيابة العامة المحكوم عليه فيصل (سعودي الجنسية) في الجناية رقم 2006/91-2006/5 الصليبية الصناعية:
انه في يوم 2006/1/28 بدائرة مخفر شرطة الصليبية الصناعية محافظة الجهراء:
قتل عمدا مع سبق الإصرار والترصد خالد رجاء بأن بيت النية على قتله وصمم على ذلك وأعد سلاح الجريمة السكين بأن تحصل عليها قبل الواقعة بيومين واضعا إياها بدرج باب السيارة الامامي وانتظر المجني عليه بالطريق الذي يسلكه للاسطبلات لعلمه بمروره منه تابعا اياه الى البقالات الموجودة على يمين الشارع فتوقف وطلب منه الركوب معه، وما ان ظفر به بين مزرعتي الوزان والوهيب وحال كون المجني عليه هو من يقود سيارة المتهم حتى طعنه بصدره متبعا اياها بطعنات متفرقة، وماإن نزل المجني عليه من السيارة حتى تبعه مواصلا طعنه له قاصدا قتله، فأحدث به الاصابات الموصوفة بتقرير الطب الشرعي والتي أودت بحياته على النحو الوارد بالتحقيقات.
وبجلسة 2007/2/19 أصدرت محكمة الجنايات حكما حضوريا يقضي بمعاقبة المتهم فيصل بالإعدام عن التهمة المسندة اليه.
وبجلسة 2007/5/28 أصدرت محكمة الاستئناف حكما يقضي بقبول استئناف المتهم شكلا وفي الموضوع:
٭ أولا: برفضه وبتأييد الحكم المستأنف.
٭ ثانيا: بقبول عرض القضية وبإقرار الحكم الصادر بإعدام المحكوم عليه فيصل ضاوي ثاعي العتيبي.
وبجلسة 2008/5/13 أصدرت محكمة التمييز الدائرة الجزائية حكما يقضي بالاعدام.
وزارة الإعلام تنفي نقل أجهزتها الرسمية لأحكام الإعدام
كونا: نفت وزارة الاعلام ما أشيع وتم تداوله من قبل بعض وسائل الاعلام وشبكات التواصل الاجتماعي بشأن بث أو تغطية أحكام الاعدام التي نفذت بحق ثلاثة محكومين صباح امس من قبل أجهزتها الرسمية.
وأكدت الوزارة في بيان صحافي اليوم ان أيا من أجهزتها الرسمية لم ينقل أو يبث أو يغطي تنفيذ هذه الاحكام داعية جميع وسائل الاعلام الى الرجوع الى المكتب الاعلامي الدولي في وزارة الاعلام للتأكد من صحة الأخبار الرسمية قبل نشرها.
وبينت ان المكتب الاعلامي الدولي في وزارة الاعلام يعمل على مدار الساعة، حيث يمكن الاتصال بالمكتب للتأكد من صحة الاخبار عبر البريد الالكتروني أو الاتصال على أرقام الهواتف التالية (22327196) و(96685111) وعبر موقع التواصل الاجتماعي (تويتر).
أول أحكام الإعدام في الكويت نفذ عام 1964
كونا: تم تنفيذ اول حكم بالإعدام في الكويت في 17 مايو 1964 بحق أحد الأشخاص المتهمين بالقتل واستمرت هذه الاحكام حتى صباح امس.
ونفذ حكم الإعدام الثاني في الكويت في مارس 1969 بحق متهم عراقي الجنسية بجريمة قتل أيضا وفي عام 1972 أعدم متهمان أحدهما أردني الجنسية والآخر عراقي بتهم قتل أعقبها في عام 1974 تنفيذ حكم الإعدام بحق متهم سوري الجنسية سمي آنذاك ب (سفاح الصحراء) لاقدامه على قتل عائلة كاملة.
وفي ديسمبر 1979 نفذ حكم الإعدام في متهم باكستاني الجنسية بينما شهد عام 1981 تنفيذ حكم الإعدام بحق ستة متهمين بالقتل منهم ثلاثة يحملون الجنسية التايلندية.
أما عام 1985 فقد شهد 4 حالات إعدام تم تنفيذها داخل السجن المركزي فيما تم تنفيذ حكم اعدام واحد بحق متهم هندي الجنسية عام 1986 وفي 11 سبتمبر 1988 تم تنفيذ حكم الإعدام ولأول مرة على 4 متهمين بينهما سيدتان من الجنسية الهندية بتهمة القتل العمد.
ونفذ أول حكم بالإعدام بعد تحرير الكويت بحق متهم عراقي الجنسية عام 1993 لقتله عسكريا من حرس الحدود كما أعدم في ديسمبر من العام نفسه متهم من غير محددي الجنسية بتهمة القتل أيضا.
وفي أغسطس 1994 نفذ حكم الإعدام بحق مواطن كويتي بتهمة القتل كما نفذ حكم الاعدام في عام 1995 بحق متهمين اثنين احدهما كويتي والآخر من غير محددي الجنسية ولم يشهد عام 1996 سوى حالة إعدام واحدة بينما أعدم شخصان بتهمة القتل عام 1997.
وفي عام 1998 تم تنفيذ حكم الاعدام بحق 3 مواطنين ادينوا بجرائم قتل وسلب وهتك عرض وفي 19 يوليو عام 1998 نفذت السلطات المختصة اول حكم اعدام من نوعه في متهمين من الجنسية الايرانية في قضايا جلب والاتجار بالمخدرات وذلك بعد تعديل بعض أحكام قانون مكافحة المخدرات رقم 13 لسنة 1995 حيث قضى بتغليظ عقوبة جلب المخدرات واستيرادها والاتجار فيها الى الاعدام وفقا لنص المادة 31 من ذلك القانون.
وفي 7 فبراير عام 2000 نفذ حكم الاعدام بحق متهم كويتي الجنسية بتهمة القتل وفي عام 2001 اعدم رجل وامرأة من الجنسية السيلانية وفي 10 ابريل 2002 تم تنفيذ حكم الاعدام بحق متهم من الجنسية الكويتية بتهمة القتل العمد.
وفي 20 يناير 2004 نفذ حكم الاعدام بحق متهم باكستاني ادين بجناية حيازة وبيع المخدرات بقصد الاتجار وفي مايو 2004 تم تنفيذ حكم الاعدام شنقا بحق 3 متهمين ادينوا في قضية خطف واغتصاب وقتل طفلة ونفذ هذا الحكم في قصر نايف.
وفرض الدين الاسلامي الحنيف عقوبة الإعدام من أجل الإصلاح حيث يقول عزّ وجلّ في كتابه الكريم (ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب). وكانت الكويت اكدت في اجتماعات اللجنة الاجتماعية ولجنة حقوق الانسان التابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة حين مناقشة عقوبة الإعدام في الدول الأعضاء بالمنظمة الدولية في نوفمبر 1999 أن عقوبة الإعدام هي أمر يتعلق بالجريمة والعدالة الجنائية وليس لها ارتباط بحقوق الإنسان، مشيرة في ذلك الى حق كل دولة ذات سيادة في سن ما تراه من تشريعات وقوانين تتلاءم وطبيعة مجتمعها الدينية والاجتماعية، وحكم الإعدام في الكويت يمر بخطوات محددة فبعد صدور الحكم يوضع المحكوم عليه بالإعدام في السجن الى أن يصادق سمو أمير البلاد على الحكم أو يأمر بتخفيف العقوبة أو قد يأمر سموه بالعفو عن المحكوم في حالات خاصة.
وبعد مصادقة سمو أمير البلاد على حكم الإعدام يصدر رئيس المحكمة أمرا بتنفيذه تحت إشراف النائب العام في البلاد.
وتنص المادة 53 من القانون رقم 26 لسنة 1962 على انه لا يجوز تنفيذ عقوبة الاعدام إلا داخل السجن أو في مكان مستور.
لقطات من سجن الصليبية
ابني أشهر السلاح في وجهي
وكانت مراحل تنفيذ حكم الاعدام بدأت بتلاوة حيثيات الحكم على المحكوم عليهم وكانت البداية بتلاوة حيثيات الحكم على ظاهر مرزوق ظاهر الفضلي، حيث تمت تلاوة البيان بحضور رئيس نيابة التنفيذ الجنائي المستشار محمد الدعيج للسجين ظاهر البيان فقال نعم وقال له المستشار ما طلبك فرد السجين هل يعقل أن أقوم بنشر تفاصيل حياتي الخاصة وأنا لا أريد أن أتحدث عما قام به ابني بحمل السلاح في وجهي، وهل يقبل احد منكم أن يشهر ابنه السلاح في وجهه؟ محاولا السيطرة على أسرتي، فللعلم كل هذه السنين التي قضيتها بالسجن وسجلي نظيف وبإمكانكم النظر به.
سيجارة ما قبل الموت شنقا
ثم تلا بعد ذلك بيان السجين فيصل ضاوي العتيبي،حيث قال أنا منذ سبع سنوات وأنا في الحجز الانفرادي ولم اقصر مع أحد وفجأة أحكم بالإعدام، حيث سأله المستشار وما طلبك فرد أريد أن أقول إنني دخلت الكويت بصورة غير شرعية «تهريب» عن طريق منفذ السالمي، فقاطعه المستشار أريد أن أشاهد والدتي وإخوتي، فرد المستشار يوم أمس زارك شقيقك هل لديك طلب قال نعم أن أدخن سيجارة.
الباكستاني وصمت ما قبل الموت
وجاء البيان الثالث موجها الى الباكستاني برويز، حيث لم ينطق بكلمة حينما سئل عما اذا كان يريد شيئا ومن ثم قام الواعظ بالطلب من المحكوم عليه النطق بالشهادة لينفذ حكم القصاص.
49 حكماً بالإعدام بانتظار التصديق
لفت رئيس نيابة التنفيذ الجنائي المستشار محمد الدعيج الى ان آخر حكم للإعدام كان في عام 2007 وتم صدور بعده 49 حكم إعدام بانتظار تصديق صاحب السمو عليها حتى يتم التنفيذ فمعظم الأحكام الصادرة متنوعة بين قتل ومخدرات.
وأضاف الدعيج ان الحضور لمثل هذا الحدث مهم وهو جزء من العقوبة لردع الناس بعد كثرة المشاكل من القتل، كما ان العقوبات بدأت بالتشديد على هذه القضايا من إعدام ومؤبد وأردف الدعيج ان جميع الأشخاص الذين اعدموا لم يتم التنازل عنهم وهم اقروا بفعلتهم.
متابعة إعلامية لحظة بلحظة
رصدت كاميرات المصورين المتهمين الثلاثة منذ دخولهم ساحة الإعدام وحتى تم إنزال جثث المتهمين.
البوابة الرئيسية
تم نقل الإعلاميين في باص مع الضباط من البوابة الرئيسية إلى ساحة الإعدام داخل السجن.
علم أسود
قام احد الضباط بالإمساك بعلم صغير اسود لوح به لتنفيذ عملية الإعدام.
سماعات النبض
قام الطبيب الشرعي بوضع سماعات النبض على قلب المعدمين للتأكد من وفاتهم. كان منظر الإعدام للأشخاص الثلاثة منظرا تحزن لعدوك ان يكون فيه رغم انه جزء من ردع المجتمع بعد تعدد ظاهرة العنف والقتل.
بث حي على مواقع التواصل
تم التحفظ على الأجهزة النقالة والحرص على عدم دخولها ساحة تنفيذ حكم الإعدام ورغم ذلك تم تصوير واقعة الاعدام وبثها على وسائل التواصل.
جهود مشكورة
كانت لمدير إدارة الخدمات الادارية العقيد عبدالعزيز التورة جهود مشكورة والشكر موصول للمقدم نايف علي الكندري على الجهد المبذول في عملية طريقة دخول الإعلاميين وتغطية الحدث، كما قام الرائد ناصر ابو صليب بدور جبار في عملية حضور جميع الصحفيين إلى موقع الإعدام.
السفارة الباكستانية
زار احد الدبلوماسيين في السفارة الباكستانية السجين المحكوم بالإعدام قبل تنفيذ الحكم.