إن من فضائل الدولة الأموية تلك الفتوحات الواسعة التي وصلت إلى حدود الصين في الشرق، وإلى بلاد الأندلس وجنوبي فرنسا في الغرب، حيث كان خلفاء بني أمية يرسلون أبناءهم إلى الجهاد ويشهدون القتال، كما كان كثير من الصحابة وكبار التابعين من ضمن تلك الجيوش الفاتحة، وحركة الفتوحات أشرفت عليها الدولة وتفاعل معها المجتمع الإسلامي بجميع ألوانه من العلماء والفقهاء والتجار والزهاد والعباد.
كان الفاتحون لتلك الشعوب المترامية الأطراف قد جــاءوها بالعدل والإحسان ومطالب الروح والبــدن، وجــاءوا إليهم بدين الإسلام الذي يقرر الإنسانيــة بمعناهــا الصحيــح، ولذلك كان الإسلام سريع المدخل إلى نفوسهم، لطيف التخلل في أفكارهم، قوي التأثير على عقولهم، وإنما استمدت الدولة الأموية قوتها من عظمة دولة الرسول صلى الله عليه وسلم ومن بعده من دولة الخلفاء الراشدين.
وللباحث التاريخي وعالم الأنساب د.أحمد يوسف الدعيج سلسلة في التاريخ السياسي الإسلامي، والتي كان من ضمنها التاريخ السياسي للدولة الأموية، وفي 20 شريطا يستعرض فيها الدعيج بعضا من الجوانب السياسية للدولة الأموية، الدولة الإسلامية الكبيرة في عصر الفتوحات، مستعينا بعدد من المراجع المختصة المشهورة، كتاريخ الأمم والملوك لابن جرير الطبري، والمنتظم في تاريخ الأمم لابن الجوزي، والكامل في التاريخ للعلامة ابن الأثير، وكذلك كتاب البداية والنهاية للإمام ابن كثير، إضافة إلى كتب تاريخية قديمة ورسائل دكتوراه متفرقة وبعض كتب الأدب العربي والشخصيات، وكتب في أنساب العرب وقريش.
يقول ابن كثير عن هذه الدولة العظيمة «فكانت سوق الجهاد قائمة في بني أمية، ليس لهم شغل إلا ذلك، قد علت كلمة الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها، وبرها وبحرها، وقد أذلوا الكفر وأهله، وامتلأت قلوب المشركين من المسلمين رعبا.
لا يتوجه المسلمون إلى قطر من الأقطار إلا أخذوه، وكان في عساكرهم وجيوشهم في الغزو الصالحون والأولياء والعلماء من كبار التابعين في كل جيش منهم شرذمة عظيمة ينصر الله بهم دينه»، وقد قامت مؤسسة صوت الأمة للإنتاج والتوزيع بطباعة هذه المادة ونشرها، لذا يمكن للقارئ الكريم الحصول على هذه السلسلة التاريخية القيمة والاستفادة من محتواها من أي تسجيلات إسلامية أو عبر تحميلها موادها عن طريق الإنترنت بصيغة mp3 من عدة مواقع إسلامية كذلك مما يوفر الجهد والمال.