- الشطي: المحافظة على الأعمال الصالحة ثمرة الاستقامة طوال الشهر فلا تغتر بعملك ولا بعبادتك
- الخالدي: الدنيا كلها محراب للعبادة فاثبتوا على الطاعات وداوموا على العبادة لتكونوا من أهل الربح والسعادة
- السويلم: صيام الست من شوال والنوافل تعوّد المسلم الفضائل والمثابرة على الطاعات بعد رمضان
ها هو شهر رمضان المبارك قد تركنا ونرجو أن يكون الله قد غشانا فيه بالرحمة والغفران واستجابة الدعاء، سؤالنا يتجدد كل عام، ماذا بعد رمضان؟ هل سنجعل من رمضان بداية لعهد جديد من التوبة والاستغفار والخير، أم نرجع الى المعاصي؟ وكيف نستثمر هذا الإيمان طوال العام ونتمسك بالتقوى؟
بداية حذر د.بسام الشطي من أن يكون المسلم من عُباد رمضان الذين يتركون العبادة بعد رمضان، وقال: فبئس القوم الذين لا يعرفون الله إلا في رمضان، قال تعالى: (واعبد ربك حتى يأتيك اليقين) هكذا يكون العبد مستمرا على طاعة الله تعالى مستقيما على دينه يعبد الله في كل وقت ويحافظ على الأعمال الصالحة ويعلم ان رب رمضان هو رب بقية الشهور والأيام وأنه رب الأزمنة كلها.
وأضاف الشطي: إن كنت ممن استفاد من رمضان وعملت فيه بصفات المتقين فصمته وقمته واجتهدت في مجاهدة نفسك فيه فاحمد الله واشكره واسأله الثبات على ذلك حتى الممات، وإياك من نقض الغزل بعد غزله وصنعت بذلك الغزل ثوبا، فلما نظرت إليه وأعجبها جعلت تقطع الخيوط وتنقضها خيطا خيطا من دون سبب، فماذا يقول الناس عنها؟ هذا هو حال من يرجع الى المعاصي والفسق ويترك الطاعات والأعمال الصالحة بعد رمضان.
وأكد د.الشطي ان الصوم لا ينتهي والقرآن لا يهجر والمسجد لا يترك، فإذا أردت أيها المسلم الكرامة في الدنيا والآخرة فعليك بالاستقامة على الطاعات والعمل الصالح ولا تغتر بعملك ولا بعبادتك واستفد من دروس الصيام بالمحافظة على الآداب والأخلاق.
ولفت إلى ان معاودة الصيام بعد رمضان فيها العديد من الاستفادة للمسلم، قال ابن رجب: «من عمل طاعة من الطاعات وفرغ منها فعلامة قبولها ان نصلها بطاعة أخرى وعلامة ردها ان يعقبها بمعصية».
وقد نبهنا النبي صلى الله عليه وسلم إلى اتباع صوم رمضان بصوم ستة أيام من شوال حتى يظل المسلم في طريق الطاعات التي سار عليها في رمضان (من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر)، المقصود بالدهر السنة.
أهل الربح والفوز
وأضاف الشيخ خالد الخالدي، الدنيا كلها محراب للعبادة ورب رمضان هو رب سائر الشهور، والمسلم مأمور بالمداومة على طاعة الله تعالى والاستمرار في عبادته سبحانه وتعالى الى ان يتوفاه الله عز وجل، قال تعالى: (واعبد ربك حتى يأتيك اليقين).
فالواجب على كل مسلم المحافظة على طاعة الله والاجتهاد في عبادته في كل وقت وحين، في الشهور كلها وفي الأعوام جميعها حتى يرزق حالة رصينة، وسيرة مرضية، وهذا هو معنى قول الله تبارك وتعالى في القرآن الكريم: (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا) أي استقاموا على طاعة الله، وداوموا على عبادته تعالى ومضوا في أبواب الخير، فهؤلاء هم أهل الربح والسعادة والفوز والغنيمة في الدنيا والآخرة.
المثابرة على الطاعة
وأضاف الشيخ يوسف السويلم، بداية شهر رمضان هو تذكير للمسلم ان يعود للإنسانية في العطاء والرحمة والرقة فيستفيد المسلم من رمضان ان يرحم ويلين قلبه ويعطي ويحين فإذا خرج بهذه الصفات فهذا استفادة له وكما روض المسلم شهواته في شهر رمضان فليروضها طوال العام، وأن يصوم الاثنين والخميس من كل أسبوع، كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم فلدى المسلم صيام النوافل والست من شوال وأيام عاشوراء وعرفة وغيرها.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من صام رمضان وأتبعه ستا من شوال كأنما صام الدهر كله»، وقال تعالى: (فاستقيموا إليه واستغفروه) وقال: (فاستقم كما أُمرت ومن تاب معك)، فليعمل المسلم جاهدا على الحفاظ على عبادته وأن يكون سلوكه وأعماله وعاداته كما كان في رمضان ويربي نفسه على الفضائل والصبر والمثابرة على الطاعة والبعد عن المعصية.